نوید شاهد – أن والد الطالب الفرنسي " جوان كروسل " رجل أعمال مسلم من أصول مغربية و والدتها فرنسية مسيحية . و أنه خلال زيارة له مع والده إلى المغرب ، أسلم " جوان " هناك .
و في يوم من الأيام و خلال إقامة صلاة الجمعة للسنة في العاصمة الفرنسية " باريس " ، يتم توزيع الترجمة الفرنسية لخطب مؤسس و قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة آية الله العظمى الإمام " السيد روح الله الموسوي الخميني " ( قدس الله تعالى سره الشريف ) ، يتم توزيعها بيت المصلين . في ذلك الحين يقوم الطالب الفرنسي " جوان " بالذهاب إلى زاوية هادئة و من ثم يبدأ في قراءة الترجمة الفرنسية لخطب سماحة الإمام " الخميني " ( رضوان الله تعالى عليه ) . و بعد مرور بعض الوقت يصبح علاقة الطالب الفرنسي " جوان " مع الطلبة الإيرانيين الدارسين في الجامعات الفرنسية أكثر حميمية و من ثم يقوم أحد أصدقائه الإيرانيين و الذي يدعى " مسعود " بأخذه إلى المشاركة في مراسم قراءة دعاء " كميل " . و بما أن والد الطالب الفرنسي " جوان " لديه أصول مغربية ، فإن الطالب الفرنسي " جوان " يعرف اللغة العربية جيدا و بالتالي يفهم معاني الكلمات و الجملات التي جاءت في هذا الدعاء .
هذا و يعتبر دعاء " كميل " من الأدعية المشهورة و المعروفة جدا لدى الشيعة أتباع مدرسة أهل البيت ( سلام الله عليهم أجمعين ) و هم يحرصون على قراءته في كل ليلة جمعة و في ليلة النصف من شهر شعبان من العام الهجري و ذلك تبعا للروايات الواردة في فضله و أثره البالغ في تربية النفس و لما يحتويه من المعاني الرفيعة ؛ و يعتبر هذا الدعاء كنزا من الكنوز الثمينة جدا لأنه يزخر بالدروس العقائدية و التربوية و يقوي في الإنسان المؤمن روح العبودية و التوجه إلى الله عز و جل . و كما أن دعاء " كميل " يعتبر دعاء " الخضر " ( سلام الله عليه ) وقد علمه إياه أول أئمة الشيعة ( سلام الله عليهم أجمعين ) أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( سلام الله عليه ) .
هذا و في يوم من تلك الأيام شاهد أصدقاء الطالب الفرنسي " جوان " ، شاهدوه و هو يصلي و لكنه لم يضع يديه على بعضهما البعض و كما أنه عندما يقوم بالسجود فإنه يضع جبينه على التربة الحسينية ، و بالتالي فإن أصدقائه يحتفلون كون الطالب الفرنسي " جوان " قد دخل المذهب الشيعي . و عندما سألوه عن سبب دخوله المذهب الشيعي ، فإن الطالب الفرنسي " جوان " يرد قائلا : " إنني دخلت المذهب الشيعي نتيجة لقرائتي دعاء " كميل " الذي هو دعاء أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( سلام الله عليه ) " . و كما أن الطالب الفرنسي " جوان " يعتزم أن يغير إسمه و يسمي نفسه " علي " ، إلا أن صديقه الطالب الإيراني " مسعود " يطلب منه أن لا يتفوه بشيء حول دخوله المذهب الشيعي و أن يكون دخوله هذا المذهب سرا بينه و بين أول أئمة الشيعة ( سلام الله عليهم أجمعين ) يعني أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( سلام الله عليه ) .
و منذ ذلك اليوم و يتحول إسم هذا الطالب الفرنسي من " جوان " إلى " كمال " و كما أنه يقوم بأخذ والدته إلى المركز الذي يقيم و يعيش فيه لترى والدته الأجوا هناك ، و ذلك بهدف إزالة القلق الذي تعاني منه والدته حيال أصدقاء إبنها الطالب الفرنسي " جوان " أو ما أصبح من تلك اللحظة " كمال " . و خلال إقامته في ذلك المركز ، فإنه يقوم الطالب الفرنسي " كمال " بدراسة الكتب و خاصة الكتب التي ألفها و كتبها العالم الإسلامي الكبير و الأستاذ الإيراني الشهيد " مرتضى مطهري " .
في يوم من الأيام يقول الطالب الفرنسي " كمال " لصديقه الطالب الإيراني " مسعود " أنه قد قرر التخلي عن الدراسة في المدرسة الثانوية و بالتالي يريد أن ينتقل إلى الجمهورية الإسلامية في إيران ليكصبح طالبا حوزويا في إحدى المدارس الدينية هناك . و في نهاية المطاف فإنه يتم قبول " كمال " في مدرسة " الحجتية " الدينية التي تقع في مدينة " قم " المقدسة الواقعة في وسط الجمهورية الإسلامية في إيران ، و من ثم يبدأ في ممارسة و تعلم اللغة الفارسية . هذا و كما يقوم الطالب الفرنسي " كمال " أيضا بترجمة كتاب " الأربعين الحديث " و كذلك كتاب " قضية الحجاب " من اللغة الفارسية إلى اللغة الفرنسية .
هذا و كما يطلب الطالب الفرنسي " كمال " من أصدقائه أن يخاطبونه و ينادونه باسم " أبو حيدر " و يوضح قائلا : " إن هذا هو نفس كلمة السر الموجودة بيني و بين أول أئمة الشيعة ( سلام الله عليهم أجمعين ) أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( سلام الله عليه ) " . و في مرة ما و في حين لم تنته دراسته الحوزوية بعد ، فإن الطالب الفرنسي " كمال " يجري اتصالا و يقول خلاله أنه يريد أن يتزوج بإمرأة تتسم بهذه الميزات و الأوصاف : أن تكون طالبة حوزوية و أن تكون من أحفاد السادة أهل بيت النبوة ( سلام الله عليهم أجمعين ) و أن تكون إبنة أحد رجال الدين و كذلك أن تكون جميلة . و في بداية الأمر و في الوقت الذي يلحون عليه كثيرا لكي يصبر حتى ينهي دراسته الحوزوية و من ثم يقوم بالزواج ، إلا أن الطالب الفرنسي " كمال " لا يقبل بذلك و يلح على أن يتزوج قبل إنهاء دراسته الحوزوية . و بالتالي فيقوم صديقه الطالب الإيراني " مسعود " بإعطائه كتابا من الكتب التي ألفها و كتبها مؤسس و قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة آية الله العظمى الإمام " السيد روح الله الموسوي الخميني " ( قدس الله تعالى سره الشريف ) ، و من ثم يقوم الطالب الإيراني " مسعود " بعرض صفحة من صفحات هذا الكتاب لصديقه " كمال " حيث يوصي سماحة الإمام " الخميني " ( رضوان الله تعالى عليه ) في تلك الصفحة من الكتاب طلاب الحوزة الدينية بأن لا يقوموا بالزواج خلال السنوات الأولى من فترة دراستهم في الحوزة العلمية . هذا و نظرا لأن الطالب الفرنسي " كمال " كان لديه تفان و إخلاص خاص بمؤسس و قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة آية الله العظمى الإمام " السيد روح الله الموسوي الخميني " ( قدس الله تعالى سره الشريف ) و كما أنه كان يعتقد أن أوامر الولي الفقيه هي نفس أوامر أئمة أهل بيت النبوة ( سلام الله عليهم أجمعين ) ، فإنه بالتالي رضي و قبل بما أوصى به سماحة الإمام " الخميني " ( رضوان الله تعالى عليه ) طلاب الحوزة الدينية في تلك الصفحة من الكتاب و لم يبادر بالزواج .
هذا و في ما كانت عملية " مرصاد " العسكرية يتم ينفيذها خلال فترة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران من قبل القوات المسلحة المعتدية التابعة لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد " صدام حسين " و التي استمرت لثمانية أعوام ، فقد كان الطالب الفرنسي " كمال " يبلغ من العمر أربعة و عشرين عاما حين ما أصبح عضوا في فيلق " بدر " الإيراني و لكنه و بعد مضي أسبوع واحد على دخوله هذا الفيلق العسكري ، فإنه يتم إعلان نبأ إستشهاد الطالب الفرنسي " كمال " في جبهة الحرب خلال فترة الدفاع المقدس أمام العدوان العسكري الغاشم الذي شنته القوات المسلحة الموالية للنظام البعثي العراقي البائد و التي استمرت لثماني سنوات .
هذا و يتحدث أحد الطلاب الإيرانيين الدارسين في الجامعات الفرنسية حول صديقه يعني الطالب الفرنسي " كمال " ، و يصرح قائلا : " إذا كان " كمال " لم يستشهد و لم يصبح شهيدا ، فإنه قد كان من المحتمل أن نراه عالما حيث كان من الممكن أن يصبح عالما ربما مثل العالم الفرنسي الشهير " روجيه غارودي " . " كمال " العزيز ! فليصبح جذور عقيدتك دائم الخضرة في ضميرنا نحن ! "
نهاية التقرير /