نوید شاهد – کان للمراة الایرانیة کما للرجل دورا مؤثرا في انتصار الثورة الاسلامیة. واول مشارکة للمراة في احداث هذه الثورة ظهر في مدینة مشهد المقدسة حیث نزلت الی الشارع الی جانب الرجل في تظاهرة هي الاولی من نوعها في تاریخ هذا البلد. کما کان لها دورا ممیزا ومؤثرا في انتفاضة السابع عشر من شهریور عام 1357 هـ.ش المصادف السابع من سبتمبرعام 1978م حیث شارکت جموع غفیرة من النسوة الی جانب الرجال. وعندماهاجم رجال الامن الشاهنشاهي المنتفضین في ساحة "ژاله" سقط العدید من الشهداء وکانت «محبوبه دانش آشتیاني » اولی امراة تنال وسام الشهادة في هذا الهجوم.
محبوبه؛ من الولادة وحتی الثانویة
ولدت هذه المراة المناضلة في بهمن عام 1340 هـ..ش المصادف کانون الثاني عام 1961م في اسرة مؤمنة و ملتزمة. والدها غلام رضا آشتیاني وهو رجل دین ومعلم وملتزم فکان یهتم بتربیة ابنائه ویسهر علی تعلیمهم. وکان غلام رضا علی اتصال برموز ثوریة امثال الشهید مطهري والشهید بهشتي والشهید مفتح وباهنر. لذا استطاع ان یخلق اجواء ایمانیة وافاقا وضاءة لاسرته منحت لمحبوبة الطفلة عطاءا فکریا وروحیا.
انضمت محبوبه عام 1969م الی مدرسة رفاه الدینیة التابعة الی مؤسسة رفاه الخیریة التعاونیة التي اسسها کبار المناضلین والمجاهدین امثال الشهید رجائي والشهید باهنر والمرحوم هاشمي رفسنجاني .
وبهذا تکون محبوبة قد تعلمت في مدرسة رفاه دروسا في النظال والجهاد علی ایدي معلمات مناضلات رسخت اسسها العقیدیة والنضالیة. ودفعتها الی کتابةوتالیف کتب ذات محتوی سیاسي وجهادي اضافة الی کتب ذات محتوی ایماني، فالفت کتبا حول القران ونهج البلاغة. ولم تالو جهدا في مطالعة مؤلفات الشهید مطهري والدکتور علي شریعتي مما وسع من قاعتها الفکریة السیاسیة والثقافیة والاجتماعیة.
کما کانت تتباحث مع الشهید مفتح لتحصل علی اجوبة لتساؤلاتها. فاصبحت من الناحیة الفکریة ذات مستوی جید جعلها تتفوق علی زمیلاتها. حیث قالت احداها واصفة ایاها: ما کنا نتلقاها في مرحلة الثانویة نری ان محبوبة کانت قد تلقته في مرحلة المتوسطة.
اما علی الصعید الجهادي فقد بدات محبوبه مشوارها السیاسي والاجتماعي الی جانب تحصیلها الدراسي وبشکل منسجم ومنسق، في السنة الاولی من مرحلة الثانویة.
الجمعة السوداء
قررت الحکومة صباح یوم السابع عشر من شهریور عام 1357 هـ.ش المصادف السابع من سبتمبرعام 1978م الاحکاام العرفیة في طهران واحد عشرة مدینة ولمدة ستة اشهر. الا ان المتظاهرین لم یعبهوا بانذار وتهدید قیادة القوات العسکریة فتقدموا في صفوف متراصة باتجاه ساحة "ژالة" وتجمعوا هناک. محبوبة التي اغتسلت غسل الشهادة انضمت الی صفوف النسوة التي تجمعت في الطرف الشمالي للساحة وهي تری بام عینیها رجال الامن المدججین بالسلاح وقد اعتلوا سطوح المنازل. لم تمر سوی سویعات واذا بالبنادق تمطر المتظاهرین بوابل من الرصاص فسقط عدد کبیر بین قتیل وجریح ملطخین بدمائهم الزکیة. محبوبة التي کانت تحمل لافتة خط علیها شعار "استقلال حریة جمهوریة اسلامیة" اخترقت قلبها رصاصة لتسقط علی الارض ملبیة نداء ربها راضیة مرضیة وخالدة الی الابد.
المصدر: دوریة "شاهد یاران": العدد الخاص بعشرة الفجر