رمز الخبر: 8559
تأريخ النشر: 21 January 2014 - 00:00

رسالة من مجاهد إلي شهيد

نويد شاهد: يأتي ذيلا نص رسالة إلي الشهيد

أخي... ايها المسافر في ليلة الوالهين حين تراءي لك ما تراءي. غفوت قليلًا، وحين انتصف الليل جاءتك راية من تخوم الارض إلي عنان السماء، قمت واستقمت. رفعت حُبَّكَ وردة في سماء المغرمين، وكتبت اسمك مرة جديدة في سرايا العاشقين الحسينيين. همست وبسملت وهممت، ثم... رحلت شهيدًا. أخي... مازال خنجر رحيلك يحتز أوداجنا، ودمنا يتقطر ألمًا وشوقًا علي دفتر ذكرياتك. نتصفحه فتتقلب تقاسيم وجوهنا بين الحزن والفرح والشوق. بالله عليك أخي حدثني: أين ترتب خدك؟ كيف تنام ؟ علي أي فراش؟ بماذا تلتحف؟ كيف تمضي أيامك؟ إلي من تشتاق من الأحبة؟علي من تذرف الدمع؟ أيّهم يلوّع قلبك؟ أيّهم يشغل فكرك؟أيّهم يريح سريرتك؟ أيّهم يزور مرقدك، يعطّر ويزين روضتك، ويُؤنس وحشتك؟. أخي... يا ذكري لن تُنسي كلما عبقت بأنفي رائحة الارض، عند أول المطر. كلما أتي فصل الربيع، وامتلأت الحقول بالزهور. كلما شممت رائحة الزعتر والزيزفون. كلما خبت قدماي بوحل التراب في ليالي القر. كلما تخبطت معانقًا الأرض من حلكة الليل. كلما سمعت موسيقي جداول المياه، وأنين أوراق الشجر. كلما مددت يدي لأشرب من ماء نبع، أو من ما جمعته الصخور. كلما كان السكون سائدًا، يزينه تهجد أبنائك وتسبيحهم. كلما كان هناك ألم وأنين وهمس وحنين وحزم ولين. أتذكرك: أثناء المسير، وعند الجهد والتعب. أراك في بسمة أبنائك، وعند نصرهم. كلما علا صوت الآذان يصدح: الله اكبر استحضرك: كلما نودي: لبيك يا حسين.. هيهات منا الذلة
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع