في حديث ايرج افشار مع شاهد: إن منتجي فلم 300 باتوا خجلين من المشاهدين لهذا الفلم

تحدث الباحث الايراني الدكتور ايرج افشار في حديث خاص مع شاهد عن دلائل كذب فلم 300 و منزلة الثقافة الايرانية و مكانتها في العالم. و الدكتور ايرج افشار «سيستاني» و هو من الوجوه الخالدة لعام 2004م تحدث في مقابلة خاصة مع مراسل موقع «شاهد» الإعلامي الثقافي لمؤسسة الشهيد و شؤون المضحين عن مكانة الثقافة الايرانية في العالم و قال: إن تأثير الثقافة الايرانية التي اخذت روحها و قوامها من الايمان بالتوحيد لله عز و جل و يكون لهذه الثقافة الايرانية الواسعة و النامية و الشهيرة التأثير البالغ علي الكثير من الشعوب و البلدان الاخري في العهود القديمة و حالياً. و قال الدكور افشار: لقد اكدت الدراسات في الآثار القديمة بأن ايران كانت من البلدان الاولي التي نشأت و بدأت فيها الحضارة البشرية و يمتد هذا النشوء إلي مئات الآلاف من السنين. و قال إن اقدم اثر مكتشف من هذه الحضارة هو فاس حجري من العهد الحجري السابع. و اشار هذا الوجه الخالد لعام 2004م إلي أعمال الفنانين و الصناعيين الايرانيين فقال لقد انجز الفنانون الايرانيون منذ البداية و حتي اليوم اعمالاً بارزة و رواتع مختلفة و هي اليوم تزيّن المتاحف و المراكز الفنية في العالم اوانها تشكل الرمز لبعض البلدان كالرحي الهوائية لسيستان و التي تعتبر اليوم الرمز لهولندا. و أضاف قائلاً إن الايرانيين لم يتفوقوا فقط في الجوانب الثقافية و الفنية و السلوك الاجتماعي علي شعوب البلدان الاخري بل كانوا من خلال ذكائهم الخارق و فنهم و حيويتهم صانعين للحضارة و قد نفذوا في ثقافات شعوب بعض البلدان الاخري لكن بعض الاساليب الثقافية ذات النزعة العالمية و التي تنوي فرض قيمها الوطنية علي شعوب العالم الاخري تنوي تسجيل كافة جهود الايرانيين باسمها. و أشار هذا الباحث الايراني إلي أهم فعاليات الاقوام الايرانية و افضل الخدمات التي اسدتها للحضارة العالمية و قال: إن كوروش الكبير الا خميني و منذ انتصاره علي سلالة الماد كان علي علم بأن رسالته هي توحيد العالم و ارساء امبراطورية عالمية في أطار موحّد و منح كل شعب الحق في العيش بما يرغب في ظل المصالحة و الرخاء و الصداقة و الاحترام للآخرين. و قال إن الشهرة و العظمة التي كان يتمتع بها كورش لاتعود إلي قوته في فتح البلدان الاخري بل تعود اهميته و شهرته العالمية إلي تعامله و سلوكه الطيب مع شعوب البلدان المغلوبة و قد حول السياسات التعسفية الممارسة من جانب الملوك اليونانيين و الرومان و الاشوريين القداما إلي سياسة العطف و المحبة و لم يتم في عمليات فتحه البلدان قتل الملوك و الامراء بل كانوا يتحولون إلي مستشارين له في ادارة بلدانهم كما حصل لكل من «غرزوس و تيغران» و لم تمارس المجازر في المدن المفتوحة. و أضاف قائلاً: لقد كان كورش يشير في بياناته و اوامره إلي احترام مقدسات البلدان الاخري. و أشار افشار إلي الاقوام التي كان يحكمها الملك الاخميني داريوش الكبير في عام 518 قبل الميلاد فقال بعد الانتهاء من حفر القناة «قناة السويس الحالية» امر كورش الكتابة علي خمسة الواح حجرية كانت نصوصها تختلف عن بعضها و امر بنصبها في اربعة اماكن علي طول هذه القناة بالخطوط الفارسية و العيلامية و البابلية المصيرية حول حفر هذه القناة. و في رده علي سؤال يتعلق بفلم «300» فيما اذا كان هذا الفلم قد صوّر الجيش الفارسي بالشكل الذي كان عليه اكد الدكتور افشار: إن فلم 300 المليئ بالاكاذيب لم يصور اي جانب تقني لجيش الفرس و لم يتطرق هذا الفلم المشحون بالكذب قط إلي عبور جيش خشايار البحر و الجسر القائم الذي اوجده علي مضيق البسفور حيث كان اكبر جسر عائم في تاريخ العالم القديم مستعينا بمئات المهندسين و ذوي الاختصاص آنذاك و الذي تم انشاؤه في عام 486 قبل الميلاد و عبر عليه الجيش الفارسي الذي كان قوامه الآلاف من المقاتلين مع خيولهم و فيلهم. و قال الدكتور ايرج افشار سيستاني في ختام حديثه إن الطبيعة و التاريخ و المجتمع البشري سيبقي مديناً لجيش خشايار شاه و سيبقي الشرق معتزاً بالمحافظين الاوائل علي الطبيعة في العالم لذلك ليس من المستعبد إن يشعر المنتجون لفلم «300» بالخجل امام المشاهدين علي فلمهم هذا.