أن حلول شهر محرم الحرام يحمل شارة سوداء ففيه ذكرى استشهاد ابي الاحرار الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام. فينبري جميع احرار العالم لاحياء ذكرى عاشوراء وليس الشيعة فقط.
وجاء في تقرير وكالة تسنيم بأن مقاتلي الدفاع المقدس اي مقاتلي الحرب العراقية الإيرانية أيضا كانوا يقيمون مراسم العزاء بهذه الذكرى الأليمة ليعيدوا إلى الأذهان معركة كربلاء واستشهاد الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه في معركة غير متكافئة ضد الظلم والجور. فشهدت سوح القتال وكذلك معسكرات الأسرى الإيرانيين مراسم حسينية رغم المعاناة والتحديات وأساليب البطش والتعذيب التي كان يقوم بها ازلام صدام المعدوم ضد الأسرى.
وبهذه المناسبة تقرر أن نذكر في كل يوم من ايام عاشوراء خاطرة عن إقامة الأسرى الإيرانيين مراسم العزاء في معسكرات الأسر الصدامية.
عندما حل شهر محرم الحرام ونحن في الأسر تذكرنا عندما كنا في إيران كيف نحيي مراسم عاشوراء مع أبناء محلتنا فاعتصرت قلوبنا الما وحسرة وقررنا أن نقيم مراسم مختصرة في معسكرنا رغم معاناة ظروف الأسر ومضايقة البعثيين المشرفين على المعسكر وتعاملهم السيئ.جلسنا نفكر ونشاور في الأمر فتقرر أن يقوم شخصان منا بقراءة مصيبة ابي عبد الله عليه السلام والباقون يجلسون مستمعين.
في اليوم الأول من شهر محرم ونحن في الأسر أقمنا مراسم العزاء بهدوء وترقب آخذين بنظر الاعتبار أجواء الأسر التي تخيم عليها إجراءات أمنية خانقة. من الطبيعي أن مراسم العزاء في الأسر تختلف عن المراسم التي تقام في وطننا بحرية تامة وبمشاركة جميع طبقات المجتمع من رجال ونساء وأطفال وشيوخ . يا لها من ذكريات رائعة. فهنا لا طبول تقرع ولا سماعات ولا زنجيل ولا منبر ولا مسجد أو حسينية إلا أن الشيئ المشترك الوحيد هو ذكرى ابي عبد الله التي تبكي العيون وتحرق القلوب. فلم نكن في تلك السنوات نشعر بعمق مصيبة كربلاء وكيف تم اسر ما تبقى من فاجعة الطف نساء وأطفال واقتيادهم الى مجلس يزيد تتقدمهم بطلة كربلاء زينب عليها السلام .
الراوي: ابراهيم اعتصامي من معسكر،12تكريت.