رمز الخبر: 385309
تأريخ النشر: 08 August 2021 - 11:31
أحياء ذكري المراسلون الشهداء

المراسلون أناس أحرار وخلص

يتزامن l 8 أغسطس/ آب مع استشهاد مراسل وكالة الأنباء الإيرانية، محمود صارمي، الذي أعلنه مجلس الشورى الثقافية يوم المراسل.

 وهذا اليوم هو أيضاً احياء ذكرى جميع من استشهد من المراسلين الذين زادوا بتضحياتهم بأنفسهم من شرف وعزة هذه المهنة وبقوا أوفياء لقسمهم للقلم وقدسيته حتى النهاية، مبرهنين على أن المراسلين هم الرواد بصدق للأخبار والمعلومات وأنهم لن يتوانوا عن بذل الجهود حتى اللحظة الأخيرة.

نقلا عن صحيفة الوفاق ان تسمية الذكرى السنوية لإستشهاد مراسل باسم "يوم المراسل" لا تذكرنا فقط بمدى أهمية تكريم ثقافة التضحية والاستشهاد في ثقافة بلادنا، وإنما يمكنها أيضاً من أن تكون مؤشراً على بعض المشتركات بين الشهيد والمراسل، وهي الإخلاص والشجاعة، والاخلاق في نقل الخبر، في طريق يعد المراسل للإستشهاد في سبيل مبادئه.

ان يوم المراسل، هو يوم حث الخطى الى مبادئ المعرفة والفكر الصالح، وتكريم المراسل، تكريم المعرفة والأمل: وهو فرصة لتكريم الانسان الملتزم والصادق، والشجاع، والذي يضع بكل امانة كافة المعلومات والبيانات في الوقت المناسب وبكل دقة تحت تصرف المتلقين.

يذكر انه خلال فترة حركة الثورة الإسلامية، كان ابناء الشعب من البداية وحتى استقرار وثبات الثورة في كل ما ابدوه من شجاعة وتضحية، وجهاد وفداء للنفس، كان بهمة من اهل القلم وتواجدهم في ساحة بث المعلومات وشحذ الهمم.

ان المراسلين هم اناس احرار وخلّص، لا يسعون سوى لإعلاء اسم بلادهم ايران، ويألون جهداً في هذا المسار.

وبدون شك ان تسمية يوم استشهاد محمود صارمي على يد الطالبان في مزارشريف باسم يوم المراسل هي أفضل تسمية، فالمراسل هو عين المجتمع التي ترى، والأذن التي تسمع، والذي يستخدم سلاح القلم لصلاح المجتمع، ويلعب دوراً مهماً مؤثراً في السلامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد.

وفي ظل الأوضاع والتطورات الحالية في البلاد ومع الأخذ بنظر الإعتبار المشاكل والتهديدات الإقليمية والدولية حيث يعمل العدو على استهداف الرأي العام والوضع النفسي للناس بمختلف المشاريع والسيناريوهات وعلى ايقاف عجلة التنمية والتطور في البلد، فإن رسالة وأهمية عمل ورد فعل اصحاب وسائل الإعلام والصحف واهل القلم برزت عالياً.

ان مهنة المراسلة هي عمل صعب ومضني، لكنه بنفس الوقت، عمل شريف ذو رسالة عالية، وأن تكريم هذه الشريحة العزيزة انما هو تكريم للعلم وللتبصرة، والمراسلون الشهداء هم بمثابة نجوم ساطعة والشهداء كالشهيد "صارمي" هم بمثابة نور في طريق هذه الشريحة.

المراسل من خلال اعتماده على قدرته وإمكانياته الشخصية، وبعد تخرجه من دورة التعليم المتخصصة وأيضاً بأخذه بنظر الإعتبار مسؤولياته الإجتماعية التي تضعها مهنته على عاتقه، يتولى عمل نيل وإعداد وتنظيم الأخبار ونقلها للمتلقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي (المطبوعات، الراديو، التلفزيون، ووكالات الأنباء).

والمبادئ الأخلاقية لمهنة المراسل تحتم عليه دائماً ان يؤمن بما هو خير ومفيد لمجتمعه، وأن يبتعد عن المصالح الشخصية ولا يؤثرها على مصالح بلاده وأبناء وطنه، وأن توجيه التهم للناس والإفتراء على الأشخاص تعتبر من بين كبار جرائم مهنة المراسلة.

علماً أن قرارات منظمة الأمم المتحدة تعتبر، سرقة الأعمال الأدبية ونسب اخبار وأفكار ومؤلفات الآخرين لشخص ما، جرائم يحاسب عليها القانون.

من الجدير بالذكر، في ذكرى تكريم الشهيد صارمي، نستعرض نبذة عن ماضي المراسلة في ايران.

يذكر انه بين المقالات التي ينشرها اهل الجامعات، يشاهد اسم ابوالفضل البيهقي، حيث يشار الى هذا المؤرخ من القرن الخامس للهجرة بأنه اول مراسل كامل الأوصاف، ونظراً لما كان يحضى به من قدرة على الملاحظة وتدوين التفاصيل ووصف الأحداث، فقد سُمي بواضع أسس وطريقة من طرق المراسلة (اصغر بيرانوند، جميلة احياني، جامعة زنجان).

كما أن الأستاذ سيد فريد قاسمي، الباحث في تاريخ المطبوعات الايرانية، ذكر في كتابه حول المطبوعات الايرانية، اول مراسلة ايرانية، وقال: اول سيدة في المطبوعات الإيرانية، هي "عزت ملك خانم"، ابنة "امامقلي ميرزاي عماد الدولة دولتشاهي".

ولا يمكن أيضاً تجاهل دور هذه السيدة في تاريخ التصوير الفتوغرافي الإيراني، وتعرف أيضاً بأول مصوّرة فتوغرافية ايرانية.

ويشير المتخصصون بوسائل الإعلام الى "غلام رضا رهبر" بأنه اول مراسل ايراني في الحرب المفروضة وأول مراسل شهيد لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون،والذي استشهد على اثر اصابته بشضية في ساحة معارك "كربلاء 5" عام 1986م.

وفي كتابه "الأوائل في الدفاع المقدس"، أشار "محمد خامه يار" الى اوائل شهداء وسائل الإعلام وهم: "يوسف نصوحي بور"، من صحيفة "كيهان"، "ايرج ايزد بناه" من صحيفة "اطلاعات"، "فتح الله جيان بناه"، من صحيفة "جمهوري اسلامي"، "حسين فرهادي كوهبايي" من وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في ملخص البحث نقول: المراسل يجب أن يكون دائماً مترصداً وصياداً ماهرا لما هو ساخن من الأخبار، وإلى جانب تحليه بحب الإطلاع وكثرة السؤال، فيمكن الإشارة أيضاً الى ما يميزه من استعدادات وسرعة وبحث عن الحقيقة.

المراسل في الحقيقة هو مثال للإلتزام والعمل بواجبه والتعاطف وبث المعرفة والمطالبة بما هو حق، وحتى كونه يضحي بنفسه ليكون مصداقا لكلمة الباري تعالى: "نون والقلم وما يسطرون".

وفي الختام تحية لجنود الحرب الناعمة، ليكون قلمكم دائما وأيامكم بركة و رسالتكم متواصلة.

رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع