مقابلة:
مقاتل مصاب بقطع النخاع يؤلف كتابا يضم ذكرياته عن الحرب العراقية الايرانية
نويد شاهد- صرح مؤلف كتاب « بإمداد روز شانزده» اي صباح يوم السادس عشر
بانه أحد جرحى الحرب العراقية الإيرانية (معاق) بنسبة 70% وقال:
أحببت أن اروي في كتابي هذا خواطر أحد الإخوة الجرحى.
وقد استغرقت كتابة هذا الكتاب «بامداد روز شانزدهم» أكثر من ثلاث سنوات. أجريت خلالها 40 ستة من اللقاءات والحوارات.
واضاف السيد رمضان علي كاووسي مؤلف كتاب « بإمداد روز شاننزدهم» لمراسل وكالة نويد شاهد: يتناول هذا الكتاب الذي سعت لطباعته «نشر شاهد» خواطر ومواقف الجريح (المعاق) الدكتور فرامرز صادقي. وقد تم تاليف هذا الكتاب على أساس الحوارات والمقابلات والتصريحات التي استغرقت أكثر من أربعين ساعة.
وحول طريقة معرفته بهذا الجريح قال: انا عندي حساب على الانترنيت تحت اسم «روزهاي جانبازي» اي يوميات جريح أدرج فيه خواطري وذكرياتي. وقد خصصت عمودا في هذا الحساب للطريقة التي أصبت بها وتعوقت خلالها. كان أحد المتابعين لحسابي هو صديق للسيد الدكتور صادقي. وعندما وجد هناك تشابه بين مشاهداتي وذكرياتي ومشاهدات السيد صادقي طلب منه أن يدون ذكرياته.وبعد ما تم التعرف على السيد صادقي اخذت على عاتقي كتابة ذكرياته.
وواصل السيد كاووسي تحت عنوان «پرواز با بال شکسته» اي الطيران بجناح مكسور :
بما اني اعاني من قطع في النخاع واسكن في حي الرضا والسيد صادقي يسكن في حي اخر اسمه مباركة لذا لم نستطع عقد اجتماعات مكثفة وبشكل مستمر. لذا تقرر أن تكون لقاءاتنا في أيام الجمعة أو الجمع
فياتي السيد صادقي إلى بيتنا واسجل ذكرياته. فبلغ مجموع الحوارات 40ساعة لتكون هي الأساس لتأليف كتاب «بامداد روز شانزدهم» الذي استغرقت كتابته ثلاث سنوات.
ورد على سؤال كيف استطعت تاليف هذا الكتاب وانت بهذه الحالة من الإعاقة. وما هي الصعوبات التي لاقيتها؟ فقال:
عندما شاركت في عمليات محرم وتعرضت للإصابة كان عمري لا يتجاوز 19 عاما. المشكلة الوحيدة التي عانيت منها هو اني كنت اطبع بإصبع واحد ( وهو سبابة اليد اليسرى) وهذا هو السبب الذي إطال تاليف كتاب «بامداد روز شانزدهم» حيث استغرق ثلاث سنوات. لكن الفائدة التي حصلت عليها من وضعي الصحي واعاقتي هذه هو أن هذا الكتاب شهد تنقيحا أكثر من مرة واحدة.
أن كتاب «بامداد روز شانزدهم» عبارة عن رواية أسر جريح (معاق) بقلم جريح اخر. و حول خصائص ذكريات الدكتور فرامرز صادقي قال السيد كاووسي: كان عمره عندما التحق بجبهات الحرب لا يتجاوز 14 عاما. وقد اضطر أن يغير تاريخ ولادته حتى يتخلص من ضغوط عائلته التي كانت تتمتع بوضع مادي جيد فكانت تعارض مشاركته بالحرب لصغر سنه. لم يمض على وجود صادقي في الجبهة سوى 15 يوما حتى أصيب في عمليات محرم. ووقع أسيرا بايدي الجيش العراقي.
واضاف كاووسي: مع أن قانون الصليب الأحمر الدولي يمنع إبقاء الأسير الجريح لأكثر من ستة أشهر إلا أن صادقي بقي في الأسر 16 شهرا. كانت ذكريات صادقي بالنسبة لي ذات جاذبية خاصة حيث كنا سوية في جبهة واحدة وفي عمليات واحدة وهي عمليات محرم إلا أننا لم نلتق ولم يعرف أحدنا الآخر آنذاك وهذا ما جعل رواياتنا مختلفة عن بعضها البعض. وشغلت اهم ذكريات هذا المقاتل الصفحات من 31 إلى 43 من الكتاب.
وكتب تحت عنوان «سهم من از عاشقی» اي حصتي من العشق حول كيفية كتابة هذا الكتاب فقال:لقد حاولت أن أضيف بعض الذكريات الطریفة إلى جانب الروايات والذكريات المؤلمة حتى تضفي على الكتاب حالة من المرغوبية والجاذبية. وأعتقد أن هذا الكتاب سيكون مرغوب وجذاب لدى الشباب واليافعين.
وقال السيد كاووسي في ختام تصريحه:
رغم المشاكل التي يعانيها الشعب بتأثير الحصار إلا أنه ينظر إلى الجرحى نظرة حب و احترام واعتزاز. وان نشر ثقافة الايثار والفداء بين الشباب واليافعين ليس سهلا لذا يتطلب العمل بشكل مكثف في هذا المجال. واحد السبل يجب اتباعها على هذا الصعيد هو إجراء مسابقات خاصة بين الشباب واليافعين في مجال قراءة مايصدر من نتاجات ثقافية وأدبية حول الدفاع المقدس.