" الشهید سید علي اندرزكو"
الولادة: 18رمضان عام 1939م. الشهادة 19رمضان عام 1978م
معروف بالمناضل ذو الف وجه.
بدأ الشهيد يغير وجهة حياته منذ أن بلغ السادسة عشر من عمره. اي عندما تعرف على الحاج "صادق اماني" وتنظيم "فدائيان اسلام" فارتدى لباس الجهاد ضد النظام الشاهنشاهي المقبور وواصل نضاله بكل شجاعة وإرادة حتى اعتقل ولاول مرة بعد ثمان سنوات من الجهاد وذلك عام 1963م. إن مشاركته في عملية اغتيال رئيس الوزراء «حسن علي منصور» عام 1963م كانت بمثابة نقطة انعطاف في نشاطه النضالي حيث أن عملية الاغتيال التي اشتهرت في حينها جعلت السافاك يتعرف على اندرزكو وأخذ يتابعه ويتهمه ويلاحقه في كل عملية تحدث ضد النظام. حيث عرف بشجاعته وقابليته وذكائه في تغيير هويته وشكله.
#الارتماء في احضان الامام قدس سره
بعد فترة طويلة من المتابعة والملاحقة استطاع السافاك أن يعثر على مخباه وذلك في مدينة قم المقدسة فعندما قصدوه لاعتقاله استطاع أن يفلت من ايدي قوات الأمن وينهزم ويكون بذلك قد افشل خطط المجرمين في اعتقاله. ومنها انهزم إلى العراق حيث بدأ يعيش حياة جديدة شعر بعذب مذاقها خاصة عندما استطاع أن يلتقي محبوب ثورته وأمامه وقائد الشعب المحبوب الامام الخميني قدس سره. وهذا اللقاء زاد من عزيمته في الكفاح ضد النظام الشاهنشاهي البغيض. وبعد فتره اخذ يشعر بالحنين إلى وطنه وكان لابد من العودة اليه.فاستطاع أن يزور جواز سفر ويعود إلى إيران كما سبق أن فعل عام 1966م حينما عاد إلى إيران. اتخذ الشهيد أندر زكو مدينة قم مسكنا ومستقرا له ليعاود نشاطه النضالي من هناك حيث التقى رفاق دربه وواصل نضاله إلا أنه اعتقل بعد اربعة سنوات حيث وقع بايدي الجلادين الذين لم يتركوا مكانا الا واقتحموه بحثا عن هذا المناضل.
مراسم زواج الشهيد علي اندرزكو
عندما ذهب الشهيد لخطوبة شريكة حياته قال بالحرف الواحد " انا طالب علوم دينية ليس لي احد كما ليس مال ومنال إذا تستطيعين العيش معي ونتقاسم رغيف الخبز تفضلي" وافقت العروس على الزواج.
#من مشهد إلى أفغانستان ومن السعودية إلى سوريا ولبنان.
استمرت ملاحقة الشهيد الذي استطاع بفضل ذكائه وتغيير معالمه وانتحال صفة شخصيات مختلفة التخلص من ايدي الاشرار. فكانت حياته مليئة بالمخاطر والتحديات إلا أنها لا تخلو من مذاق عذب لأنها هادفة وذات نوايا مخلصة. فاستطاع أن يغادر عام 1972م إلى أفغانستان.
كانت مدينة مشهد المقدسة وجهته الثانية حيث استقر فيها فترة طويلة وراح يواصل دراسته الحوزوية اي الدراسات الدينية. كما استطاع خلال هذه الفترة وبفضل عبقريته وذكائه أن يسافر إلى السعودية مرتين لأداء فريضة الحج دون أن يعرف السافاك المطلوب لهم ربما الرقم واحد.،!!
السفرة الثانية للسعودية كانت بهدف أداء العمرة ولكن رافقتها أفكارا ومخططات خطيرة حيث غادر من السعودية إلى العراق والتقي الامام الراحل في النجف الان هذا اللقاء تم دون خطة أو برنامج معين. وما كان أحد يعلم ما يدور في مخيلة اندرزكو وما هي خططه. ولكن سرعان ما عرف المقربين منه أنه سافر إلى سوريا ولبنان مخاطرا بحياته. وفي لبنان شارك في دورة عسكرية وهذا يعني أن كفاحه ضد النظام هذه المرة سيكون ذا برنامج خاص يختلف عن سابقه.
في 19 رمضان وبعد مضي 14عاما من الجهاد السري المشرف عاد هذا الطالب إلى إيران بشكل سري حيث بدأ حياة جديدة من الجهاد التي لا تعرف للتعب والملل اي طعم. حيث كانت إيران في رمضان عام 1978م تعيش حالة من الغليان الشعبي والجهادي. ولم يكن أحد يعرف بالقرار المصيري الذي اتخذه اندرزكو وهو اغتيال الشاه.
من جهة أخرى أن رجال الأمن ومن أجل التغطية على فشلهم في اعتقال اندرزكو أخذوا يلاحقون كل من له علاقة بالشهيد سواء في قم أو مشهد وطهران.
كان الثالث والعشرين من شهر رمضان يوما عظيما عند الشهيد وهو اليوم الذي حدده لتحقيق هدفه المهم والمصيري وقد جهز نفسه لإنجاز هذا المهم. إلا أنه في الثامن عشر من الشهر نفسه كل شئ قد تغير حيث اتصل به في هذا اليوم أحد أصدقائه في طهران ليدعوه الى الافطار غدا
دون أن يعلم بأن الهاتف مراقب من قبل الامن.
وفي الموعد المحدد وعند الغروب وبينما الشهيد قاصدا بيت صديقه فإذا به محاصر من قبل رجال السافاك. فما اصعب على الشهيد أن يسقط حيا بايدي الجلادين الذين اعتقدوا في لحظة أن الشهيد مسلح وينوي إطلاق النار عليهم فلم ينتظروا طويلا حتى أطلقوا الرصاص عليه. الا أن الشهيد قبل أن يلفظ أنفاسه الطاهرة اقدم على خطوة ألمت قلوب رجال الأمن وهي ابتلاع قصاصات من الورق تحمل معلومات سرية كانت في جيبه حتى لا تسقط بايدي الأمن. وقبل اذان المغرب بسويعات وفي التاسع عشر من الشهر الفضيل عام 1978م عرجت روحه الزكية إلى بارئها ليكون أول شهيد رمضاني في ثورة الامام الخميني طاب ثراه. وقد لقب الشهيد بهذا العنوان.
#الامام الخميني رحمة الله عليه يخبر بشهادته
تقول زوجة الشهيد «اندرزگو» :
مرت فترة طويلة ولم أكن اعلم بان زوجي قد استشهد كنت افكر انه سيعود مع الإمام الى إيران. وعندما عاد الامام اخذوني إليه وهو الذي أخبرني باستشهاد زوجي.ولم أكن اصدق الا أن الإمام أكد ذلك وتفضل سماحته قائلا: أن سيد علي اندرزكو قد استشهد. بعد ذلك اعترف «طهراني» وهو احد المسؤولين عن التعذيب وشرح لأسرة الشهيد طريقة استشهاده ودلهم على قبره حيث وري الثرى في القاطع 39 في مقبرة جنة الزهراء.