التقى صباح يوم الجمعة ١٥/١١/٢٠١٩ عدد من مسؤولي النّظام، والضّيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية، وسفراء الدّول الإسلاميّة وعدد من مختلف شرائح النّاس بالإمام الخامنئي حيث أشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ سبب مصائب العالم الإسلامي اليوم وخاصّة الوضع المؤسف لفلسطين هو ضعف الوحدة الإسلامية، وتابع سماحته موضحاً بأنّ إزالة إسرائيل تعني إزالة الكيان الصّهيوني المزيّف واستلام زمام الحكم من قِبل حكومة ينتخبها أصحاب فلسطين الأصليّون من مسلمين ومسيحيّين ويهود، كما أشار سماحته أيضاً إلى أن أمريكا تعادي السعوديين أيضاً بسبب نظرتهم إليها ونهبها أموالهم.
واستهلّ الإمام الخامنئي اللقاء بتبريك ذكرى ولادة النّبي الأكرم (ص) والإمام جعفر الصّادق (ع) الميمونة، ثمّ اعتبر سماحته أنّ رسول الإسلام العظيم هو "القرآن المجسّد"، و"أرفع وأعظم خلق الله" و"النور وسبيل حياة واستنارة المجتمعات البشريّة" وأردف سماحته قائلاً: سوف تُدرك البشريّة تدريجيّاً هذه الحقائق ونأمل أن نشهد اليوم الذي يكون فيه العالم مبتسماً ولا يشوبه أيّ همّ أو حزن في أيام ولادة هذا الوجود المقدّس.
وعدّد قائد الثورة الإسلامية مراتب الوحدة وقال بأنّ أسفل مرتبة وأوّل خطوة في سبيل اتّحاد العالم الإسلام هي "اجتناب المجتمعات، والحكومات، والقوميّات والمذاهب الإسلاميّة التعرّض وتوجيه الضربات لبعضهم البعض" و"الاتّحاد أمام العدوّ المشترك" ثمّ تابع سماحته قائلاً: في المراتب الأعلى، يجب أن تتآزر البلدان الإسلامية وتعمل مع بعضها في مجالات العلم، والثروة، والأمن والقوّة السياسيّة من أجل بلوغ حضارة إسلاميّة حديثة وقد جعلت الجمهورية الإسلاميّة أيضاً هذه النّقطة أي بلوغ حضارة إسلامية حديثة هدفاً نهائيّاً لها.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ المصائب الموجودة في العالم الإسلامي من ضمنها قضيّة فلسطين والحروب الدّامية في اليمن، وغرب آسيا وشمال أفريقيا منشؤها عدم التقيّد بأصل اجتناب المعارضة والاتّحاد أمام العدوّ المشترك ولفت سماحته قائلاً: إنّ أعظم مصائب العالم الإسلامي اليوم هي قضيّة فلسطين إذ أنّ شعباً شُرّد من دياره ووطنه.
وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى مواقف الإمام الخميني الواضحة انطلاق النّهضة الإسلاميّة حول إعلان الخطر ضدّ نفوذ، وتدخّل وظلم الصهيونيّة، معتبراً أنّ موقف الجمهورية الإسلاميّة في إيران حيال قضيّة فلسطين هو موقف حاسم وأصولي، وأردف سماحته قائلاً: نحن لا نزال ثابتين على هذا الموقف منذ انتصار الثورة الإسلامية حتّى اليوم، أي أنّنا ساعدنا وسنساعد فلسطين والفلسطينيّين دون أيّ شروط ونعتبر هذا العمل مسؤولية ملقاة على العالم الإسلامي أجمع.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى مساعي الأعداء الرّامية إلى تحريف معنى تأكيد الإمام الخميني الرّاحل المتكرّر ومسؤولي النّظام الإسلامي على "إزالة إسرائيل" وعلّق سماحته قائلاً: نحن نناصر فلسطين واستقلالها وخلاصها وإزالة إسرائيل لا تعني إزالة الشعب اليهودي، لأنّنا لا شأن لنا بهم كما أنّ اليهود يعيشون في بلدنا بمنتهى الأمن والاستقرار.
وأوضح قائد الثورة الإسلاميّة بأنّ إزالة إسرائيل تعني إزالة الحكومة والكيان الصّهيوني المفروض وتابع سماحته قائلاً: إزالة الكيان الصهيوني تعني أن يحدّد الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيّين ويهود، وهم أصحاب تلك الأرض الأصليّون، أن يحدّدوا بأنفسهم حكومتهم ويُزيلوا الأراذل والأجانب مثل نتنياهو وأمثاله، ويديروا بلدهم بأنفسهم، وهذا ما سيحدث.
وتابع الإمام الخامنئي حديثه بالقول أنّ عداء أمريكا، والكيان الصهيوني وأعداء الوحدة الإسلاميّة يستهدف كافّة البلدان الإسلاميّة ثمّ أردف سماحته قائلاً: ماهيّة الإسلام هي نبذ الظّلم والاستكبار والسلطويّة، لذلك هم يعارضون أساس الإسلام وجميع البلدان الإسلاميّة ومن الخطأ تصوّر أنّ عدائهم يتركّز فقط على الجمهورية الإسلامية.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تعابير الأمريكيّين حول السعوديّين وعلّق سماحته قائلاً: قولهم بمنتهى الصّراحة أنّ السعوديّين لا يملكون شيئاً غير المال، إذاً يجب أن نبادر إلى نهبهم وإغارتهم يعني عداء واضحاً للبلد والشعب وعلى مسؤوليهم أن يدركوا مسؤولياتهم أمام إهانات كهذه من منطلق الغيرة العربيّة والشّرف الإسلامي.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ حضور أمريكا في المنطقة يوجد الشرّ، والفساد، وعدم الاستقرار وتأسيس جماعات مثل داعش وأكّد سماحته على ضرورة تعرّف الشّعوب المسلمة على الوجه الحقيقي والمنافق لأمريكا ثمّ تابع قائلاً: السلاح الرئيسي لأمريكا في منطقتنا اليوم هو "التغلغل في مراكز القرار الحسّاس"، "بثّ الخلافات وزعزعة إرادة الشعوب"، خلق أجواء من عدم الثقة بين الشعوب والحكومات"، "التدخّل في حساب متّخذي القرار وإظهار هذا الأمر بأنّ الانضواء تحت لواء أمريكا والاستسلام لها حلّال المشاكل" وهذا السّلاح أخطر من الأسلحة العسكريّة.
ثمّ رأى قائد الثورة الإسلامية أنّ سبيل مواجهة الأعداء هو العمل بأمر الله عزّوجل أي الصّمود في مسار الحقّ وأردف سماحته قائلاً: طبعاً ستكون لهذا الصّمود مصاعب أيضاً لكنّ تحمّل هذه المصاعب عمل صالح وسيكون له أجر عند الله عزّوجل. كما أنّ الاستسلام للعدوّ ينطوي على مصاعب أكثر وسوف يجازي الله الذين يرضخون للظّلم.
وفي القسم الأخير من كلمته صنّف الإمام الخامنئي أيّ كلام، وخطوة وحركة في العالم الإسلامي تصبّ في اتّجاه "الاستقلال السياسي، والثقافي والاقتصادي للشعوب المسلمة"، "وحدة واقتدار الأمّة الإسلاميّة"، "إغاثة الشعوب والمستضعفين"، "ترويج الحقائق والتصدّي للأوهام" و"ترويج العلم والأبحاث ومن ضمنها الطاقة النوويّة" على أنّها عمل صالح وحسنة وتابع سماحته قائلاً: الطاقة النوويّة السلميّة تشكّل حاجة للشعوب لكنّ المحتكرين الغربيّين يسعون لإبقاء هذه الطاقة محصورة بهم وأن يقدّموها للشعوب قطرة قطرة مقابل شرفهم واستقلالهم.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية قائلاً: الغربيّون يعلمون أنّنا لا نرمي إلى امتلاك سلاح نووي من الناحية الأصوليّة والاعتقاديّة، لذلك فإنّ سبب معارضتهم للحركة النووية في الجمهورية الإسلامية هو منع العلم والصناعة والقدرة النووية عن إيران.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ مسؤولية أصحاب الفكر وعلماء الدين المسلمين بالغة الأهميّة وشدّد سماحته قائلاً: دافعوا عن الحقّ بقوّة ولا تهابوا الأعداء ولتعلموا أنّ العالم الإسلامي سوف يرى تحقّق آماله المشرقة في المستقبل غير البعيد بفضل الله عزّوجل.