رمز الخبر: 353044
تأريخ النشر: 28 July 2013 - 00:00

الجهاد من وجهة نظر الإمام السيد علي الخامنئي

الجهاد هو الكفاح من أجل هدف سامٍ مقدس. و للجهاد ميادينه.

نويد شاهد: الجهاد هو الكفاح من أجل هدف سامٍ مقدس. و للجهاد ميادينه. من ميادينه المشاركة في القتال المسلح. و هناك الميدان السياسي. و ميدان العلم. و ميدان الأخلاق. الملاك في صدق الجهاد هو أن تكون هذه الحركة موجهة و تواجه عقبات تنصبّ الهمم علي رفعها. هذا هو الكفاح. الجهاد هو مثل هذا الكفاح الذي إذا كان ذا منحي و هدف إلهي فسيكتسب إلي ذلك طابعاً قدسياً. إنني أدعو الشباب الأعزاء إلي جهاد حقيقي. ليس الجهاد مجرد القتال و التوجه إلي سوح الحرب. السعي في ميادين العلم، و الأخلاق، و التعاون السياسي، و البحث العلمي يعد أيضاً جهاداً. صنع الثقافة و الأفكار السليمة في المجتمع هو أيضاً جهاد. فالعدو قد يستغفلنا و يحرف أذهاننا و يوقعنا في الأخطاء. كل من يبذل مساعيه في سبيل تنوير أفكار الجماهير، و يحول دون انحراف أو سوء فهم ستعدّ مساعيه هذه جهاداً لأنها في مواجهة الأعداء. هذه كلها جهاد في سبيل الله. الطرف الآخر في هذا الجهاد هم المستكبرون و أعداء الإسلام، و إيران، و الهوية، و الوطنية، و الروح الإسلامية، و الصفات الإسلامية. يوصي القرآن الكريم المسلمين بالشدة مع الكفار. أين هم هؤلاء الكفار، ليس كل من لا يؤمن بالإسلام هو من يجب التشدد معه. الذين لا ينازعونكم و لا يتآمرون ضدكم، و لا يعملون علي سحق أجيالكم و شعبكم عاملوهم بإحسان و روح إيجابية حتي لو كانوا من دين آخر. ليس هؤلاء هم الكفار الذين ينبغي التشدد معهم. يجب التشدد مع الذين يحاربون الهوية، و الإسلام، و الوطنية، و البلاد، و وحدة أراضي الوطن، و الاستقلال، و الشرف، و العزة، و العرض، و التقاليد، و الثقافة، و القيم التي تحملونها. هذه هي الثقافة التي يجب أن تسود المجتمع. التساهل و التسامح يجب أن يتفشي بين المسلمين أنفسهم. من النقاط البارزة في الثقافة الإسلامية و التي يمكن ملاحظة مصاديقها البارزة غالباً في تاريخ صدر الإسلام، و قليلاً علي طول الزمن هي » ثقافة القتال و الجهاد «. و ليس الجهاد بمعني التواجد في سوح الحرب فقط، فأية مواجهة للعدو يمكن أن تعد جهاداً. طبعاً قد يعمل البعض عملاً معيناً و يبذلون جهداً و يسمون ذلك جهاداً. بيد أن هذا التعبير غير صائب. إذ من شروط الجهاد أن يكون في مقابل الأعداء. تارة تجري فصول هذه المواجهة في ساحة السياسة و يسمي ذلك جهاداً سياسياً. و تارة تكون في ساحة الشؤون الثقافية و تسمي جهاداً ثقافياً، و أحياناً تكون في ميدان البناء فتسمي جهاد البناء. طبعاً ثمة جهاد بعناوين أخري في ميادين أخري. إذن، ليس المعيار الجهاد بالسيف في ساحات القتال، إنما المعيار هو الكفاح و لا بد للكفاح من أمرين لازمين أحدهما أن يكون فيه جدّ و جهد و حركة، و الثاني أن يكون في مقابل الأعداء. ليس هناك في الجهاد اعتداء علي حقوق الآخرين. و ليس فيه تذرع و قتل لهذا و ذاك. و لا يلاحظ في الجهاد القضاء علي أي إنسان من غير المسلمين. ليس كل من لا يؤمن بالإسلام هو من ينبغي التشدد معه و مكافحته، إنما يجب استعمال الشدة مع من يحاربون هوية الشعوب المسلمة، و إسلامها، و استقلالها، و عرضها، و ثقافتها، و وحدة أراضيها، و قيمها. في هذه الحالة يكون الجهاد حكماً إلهياً لو عملت به الشعوب لظفرت بالعزة و الشموخ. ما منحته الثورة الإسلامية لشعبنا هو ثقافة الجهاد. لثقافة الجهاد استخداماتها في كل الميادين و الأصعدة. و في مجال المشاريع التأسيسية الزراعية و مشاريع الثروة الحيوانية و ما إلي ذلك نزلت روح الجهاد و ثقافته إلي الساحة منذ بداية الثورة. ذلك أن الثورة نفسها وفرت الأجهزة التي تستبطن الحركة و الفوران الثوري و الجهادي السريع.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع