رمز الخبر: 349471
تأريخ النشر: 14 May 2012 - 00:00

أخلاق الزهراء

أخلاقها تجسدت في شخصية فاطمة مختلف أبعاد الأخلاق الإسلامية التي دعت وأكدت عليها التعاليم القرآنية ، ولقد ضربت المثل الأعلي للمرأة المؤمنة الكاملة ، وهذا ما نراه واضحا ، وجليا من خلال استقراء سيرتها وفي مختلف الأبعاد الإنسانية ، فقد ورد عن علي قال : كنا جلوسا عند رسول الله فقال : أخبروني أي شئ خير للنساء ؟ فعيينا بذلك حتي تفرقنا ، فرجعت إلي فاطمة ، فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله وليس أحد منا علمه ، ولا عرفه


قالت : ولكني أعرفه : خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال فرجعت إلي رسول الله فقلت يا رسول الله ، سألتنا : أي شئ خير للنساء ؟ وخيرهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال . قال : من أخبرك ، فلم تعلمه وأنت عندي ؟ قلت فاطمة فأعجب ذلك رسول الله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقال إن فاطمة بضعة مني . والذي يظهر من هذه الأحاديث أن فاطمة حددت الضابطة الكلية التي فيها خير المرأة والصلاح لها في الحياة الدنيا والآخرة ذلك هو أن لا يري المرأة رجل ولا تري رجل ، وفي أمر ورد أيضا عن الإمام موسي بن جعفر استأذن أعمي علي فاطمة فحجبته . فقال رسول الله لها : لم حجبته وهو لا يراك ؟ فقالت : إن لم يكن يراني فأني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله أشهد إنك بضعة مني . وسأل رسول الله أصحابه عن المرأة ، ما هي ؟ قالوا : عورة : قال فمتي تكون أدني من ربها ؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ذلك قالت : أدني ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله : إن فاطمة بضعة مني. أقول : يظهر من هذا الحديث أن الرسول سأل أصحابه ولم يكن فيهم علي ، وهذا معارض للحديث الأول من حيثية وجود علي ، فالحديث الأول بين أن الإمام علي يعرف جواب السؤال الذي سأله الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهذا مخالف لكثير من الأحاديث التي تبين مقام علي ( عليه السلام ) العلمية ولذا سيكون من حيث الدلالة الحديث الأخير الذي قدمناه وهو الأصح ، وإلا لو كان علي حاضرا لأجاب علي سؤال الرسول وخاصة نحن نعلم أن علي وفاطمة أحدهما كفوا للآخر في كل الأمور التي أقرأتها الأحاديث التي وردت عن لسان المعصومين . وأعطي لك شاهدا واحدا من خلال استقراء أحاديث العلماء والصالحين في قضية أخلاق فاطمة الزهراء تاركا لك مراجعة أقوال الآخرين فضلا عن أحاديث أهل البيت الذي هي بحر عميق لمن أراد الغوص فيه واستخراج الدرر المتناثرة فيه ، ومن هذه الأقوال . لم تكن الزهراء امرأة عادية كانت امرأة روحانية امرأة ملكوتية . . . كانت إنسانا بتمام معني الكلمة نسخة إنسانية متكاملة . . . امرأة حقيقية كاملة . . . حقيقة الإنسان الكامل ، لم تكن امرأة عادية ، بل هي كائن ملكوتي تحلي في الوجود بصورة إنسان . . . بل كائن إلهي جبروتي ظهر علي هيئة امرأة . . . فقد اجتمعت في هذه المرأة جميع الخصال الكمالية المتصورة للإنسان وللمرأة . إنها المرأة التي تتحلي بجميع خصال الأنبياء . . . المرأة التي لو كانت رجلا لكانت نبيا . . . لو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله . غدا يوم المرأة حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها ، غدا ذكري مولد كائن الذي اجتمعت فيه المعنويات ، والمظاهر الملكوتية ، والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية ، غدا ميلاد الإنسان لجميع الإنسانية من معني ، غدا ميلاد امرأة بكل ما تحمله كلمة " المرأة " من معني إيجابي . أن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل ، وإن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدني مراتب الإنسان أدني مراتب المرأة ، وأدني مراتب الرجل ، بيد أن الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقا من هذه المرتبة المتدنية ، فهو في حركة دؤبة من مرتبة الطبيعة إلي مرتبة الغيب ، إلي الفناء في الإلهية وأن هذا المعني متحقق في الصديقة الزهراء ، التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية ، بالمدد الغيبي وبتربية رسول الله لتصل إلي مرتبة دونها الجميع . امرأة هي مغفرة بيت النبوة وتسطع كما تسطع الشمس في جبين الإسلام العزيز ، امرأة تماثل فضائلها الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير متناهية . . . امرأة لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته ، ومهما ذكر لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي علي قدر أفهام المخاطبين ، واستيعابهم فمن غير الممكن صب البحر في جرة ، ومهما تحدث عنها الآخرون فهو علي قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها . إذن فمن الأولي أن نمر سريعا من هذا الوادي العجيب . وكانت الصديقة فاطمة عابدة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني ، فمتي ما كانت تقوم في محرابها بين يدي الله تعالي ، زهر عند ذلك نورها لملائكة السماوات والأرض كما نير هو نور الكواكب لأهل الأرض ، وروت هي سلام الله عليها أنها قالت : سمعت النبي يقول : إن في الجمعة لساعة لا يراقبها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه . فقلت : يا رسول الله أي ساعة هي ؟ قال إذا تدلي نصف عين الشمس للغروب . لذا نجدها سلام الله عليها كانت تقول لغلامها اصعد علي الظراب فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلي للغروب فأعلمني حتي ادعوا ولذلك نجد في كتب الأدعية والزيارة استحباب قراءة دعاء السمات آخر ساعة من يوم الجمعة تأسيا بما ورد عن لسان فاطمة عن أبيها رسول الله . وورد عن الإمام الحسن أنه قال : رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتي أنصع عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشئ فقلت لم لهذا يا أماه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ ! فقالت : يا بني الجار ثم الدار ، وأخيرا قول الحسن البصري الذي قال في حقها : " ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة كانت تقوم حتي تتورم قدماها " .
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع