رمز الخبر: 333926
تأريخ النشر: 29 January 2012 - 00:00
الخالدون ( 32 )

لا تقوموا بمنعي من الذهاب

نويد شاهد : ان ابني " السيد مصطفي " كان في العام الرابع عشر من عمره حينما دخل في خط الثورة الاسلامية ، و كما انه كان له انشطة كثيرة في المدرسة الثانوية التي كان يدرس فيها و كذلك داخل حزب " الجمهورية الاسلامية " و المنتدي الاسلامي للطلاب . و في يوم من الايام كنا جميع افراد العائلة جالسين حول مائدة الطعام و منشغلين بتناول الاطعمة الموجودة علي المائدة . و ان ابني " السيد مصطفي " كان جالسا حول مائدة الطعام و كان ينظر الي الاسفل و كان منشغلا بتناول الاطعمة الموجودة علي المائدة ايضا و انه كان قد اصيب قبل فترة من ذلك الحين في رجله خلال تواجده في جبهات الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين و التي استمرت لثمانية اعوام . و بينما كان منشغلا بتناول الطعام من علي المائدة ، قال ابني " السيد مصطفي " لي بصوت منخفض : يا ابي اني استاذنك لكي اذهب الي منطقة العمليات بعد ظهر اليوم .


و افاد موقع " نويد شاهد " الاعلامي الايراني ، انه صرح والد الشهيد الايراني " السيد مصطفي حاج ميري " يعني " السيد حبيب الله حاج ميري " قائلا : ان ابني " السيد مصطفي " كان في العام الرابع عشر من عمره حينما دخل في خط الثورة الاسلامية ، و كما انه كان له انشطة كثيرة في المدرسة الثانوية التي كان يدرس فيها و كذلك داخل حزب " الجمهورية الاسلامية " و المنتدي الاسلامي للطلاب . و في يوم من الايام كنا جميع افراد العائلة جالسين حول مائدة الطعام و منشغلين بتناول الاطعمة الموجودة علي المائدة . و ان ابني " السيد مصطفي " كان جالسا حول مائدة الطعام و كان ينظر الي الاسفل و كان منشغلا بتناول الاطعمة الموجودة علي المائدة ايضا و انه كان قد اصيب قبل فترة من ذلك الحين في رجله خلال تواجده في جبهات الدفاع المقدس امام العدوان الغاشم الذي شنته القوات العسكرية التابعة لنظام البعث العراقي البائد علي الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي استمرت لثماني سنوات . و بينما كان منشغلا بتناول الطعام من علي المائدة ، قال ابني " السيد مصطفي " لي بصوت منخفض : " يا ابي اني استاذنك لكي اذهب الي منطقة العمليات بعد ظهر اليوم " . فقمت بالرد علي ابني " السيد مصطفي " ، قائلا : " لماذا انت ؟ ان اخاك " السيد محسن " استشهد في جبهات الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين ، كما ان اخاك الآخر " السيد مسعود " يتواجد حاليا في جبهات الدفاع المقدس امام العدوان الغاشم الذي شنته القوات العسكرية التابعة لنظام البعث العراقي البائد علي الجمهورية الاسلامية الايرانية ، اما انا فعلي الذهاب الي العمل و الدوام . و لذا فانه عليك انت ان لا تذهب الي منطقة العمليات . يجب عليك ان تبقي هنا لكي لا تكون والدتك وحيدة و لوحدها . من ناحية اخري فان رجلك لم يصبح جيدا حتي الآن و لم تتعافي من الاصابة بعد . انني لست راضيا عن ذهابك الي منطقة العمليات و لن اوافق علي ذلك ابدا " . و في تلك اللحظة رايت الانزعاج الكامل علي وجه ابني " السيد مصطفي " و لكنه لم يقل شيئا حينها . و بعد مضي حوالي عشر دقائق علي ذلك ، قال لي : " يا ابي عليك ان تسامحني ، انني واحد من اتباع و مقلدي مؤسس و قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة آية الله العظمي الامام " السيد روح الله الموسوي الخميني " و لست تابعا او مقلدا لك انت ! " فقمت بالرد علي ابني " السيد مصطفي " ، قائلا : " نعم انت واحد من اتباع و مقلدي مؤسس و قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة آية الله العظمي الامام " السيد روح الله الموسوي الخميني " و لكن يشترط نيل رضا و موافقة الاب و الام ايضا قبل العمل باي شيء تريد القيام به " . فقام ابني " السيد مصطفي " بالرد علي قائلا : " و لكن مؤسس و قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة آية الله العظمي الامام " السيد روح الله الموسوي الخميني " قال شخصيا ان نيل رضا و موافقة الاب و الام ايضا ليس شرطا للذهاب الي جبهات الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين " . و في ذلك اليوم فاننا قمنا بمناقشة و بحث ذلك الموضوع قليلا و لكنني قمت بمعارضة و رفض ذهاب ابني " السيد مصطفي " الي جبهات الدفاع المقدس امام العدوان الغاشم الذي شنته القوات العسكرية التابعة لنظام البعث العراقي البائد علي الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي استمرت لثمانية اعوام . و بالتالي فانه نهض من حول مائدة الطعام و ذهب . و انني ايضا ذهبت الي متجري في حين كنت منزعجا و غاضبا . و لم تمر سوي بضع دقائق من وصولي الي المتجر حيث شاهدت ابني " السيد مصطفي " واقفا امام المتجر و في حال مشاهدة المتجر ؛ و فيما كان يواصل النظر الي ، جاء نحوي علي مهل و وقف امام باب المتجر و لكنه لم يدخل الي المتجر . فقلت لابني " السيد مصطفي " : " يا ايها السيد مصطفي هل تريد اذنا للدخول ، هيا تفضل بالدخول " . فقام ابني " السيد مصطفي " بفتح باب المتجر ، و دخل الي المتجر و القي علي نظرة و بالتالي فانني فقدت السيطرة علي نفسي بالكامل . و كان في حال يرثي عليه و بالتالي فانني لم استطع ان اتمالك نفسي و بدات بالبكاء . بعد ذلك ذهبت و غسلت وجهي و من ثم عدت ثانية . فقال لي ابني " السيد مصطفي " : " يا ابي ! انني احلفك بابنة حفيد النبي " محمد المصطفي " ( صلي الله عليه و آله و سلم ) سيد الشهداء الامام ابا عبدالله " الحسين بن علي " ( سلام الله عليهم ) يعني السيدة " رقية بنت الحسين " ( سلام الله عليها ) و التي كانت في العام الثالث من عمرها حين استشهدت ، احلفك بها بان لا تمانع و تعارض ذهابي الي جبهات الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين " . و عندما قال ابني " السيد مصطفي " هذا الكلام فانني انقلبت بالكامل و قلت له : " ليس لدي مانع و معارضة لذهابك الي جبهات الدفاع المقدس امام العدوان الغاشم الذي شنته القوات العسكرية التابعة لنظام البعث العراقي البائد علي الجمهورية الاسلامية الايرانية . ان حياتي و عمري فداء للسيدة " رقية بنت الحسين " (سلام الله عليهما ) . و ان ابني " السيد مصطفي " و فور سماعه هذا الكلام ، قفز و قام بضمي و تقبيلي و من ثم خرج من المتجر و ذهب . و ان اليوم الذي ذهب فيه ابني " السيد مصطفي " الي جبهات الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين و التي استمرت لثمانية اعوام ، كان ذلك اليوم هو اليوم الاول من شهر آبان من عام 1362 من السنة الايرانية ( الموافق لليوم الثالث و العشرين من شهر تشرين الاول / اكتوبر من عام 1983 من السنة الميلادية ) ، و في اليوم الثامن من شهر آبان من عام 1362 من السنة الايرانية ( الموافق لليوم الثلاثين من شهر تشرين الاول / اكتوبر من عام 1983 من السنة الميلادية ) ، اتصل ابني " السيد مصطفي " بي و طلب مني الاذن لكي يشارك في عملية " و الفجر الرابعة " العسكرية ضد القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين . و انني دعت له بالخير و اذنت له بالمشاركة في هذه العملية العسكرية . في ليلة الثاني عشر من شهر آبان من عام 1362 من السنة الايرانية ( الموافق لليوم الثالث من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1983 من السنة الميلادية ) ، جاء والد الشهيد العزيز " محمود نوري فرد " الي متجري في مدينة " قزوين " مركز محافظة " قزوين " الواقعة في شمال غرب ايران ، و قال لي : " هل تعرف انه سياتون بجثمان عدد من الشهداء الي مدينة قزوين يوم غد ؟ " فقمت بطرح سؤال علي والد الشهيد الايراني العزيز " محمود نوري فرد " حيث قلت : " ما هو اسماء هؤلاء الشهداء الذين سياتون بجثمانهم الي مدينة قزوين يوم غد ؟ " و بعد ان قام والد الشهيد الايراني العزيز " محمود نوري فرد " بالحديث معي قليلا ، قال لي : " لا اعلم ، يبدو انه جثمان عدد من المقاتلين الشباب " . و من ثم قام بطرح سؤال علي حيث قال : " علي فكرة ، اذا كان اسم ابنك السيد مصطفي بين اسماء هؤلاء الشهداء الذين سياتون بجثمانهم الي مدينة قزوين يوم غد ، ماذا ستفعل ؟ " فجاوبت والد الشهيد الايراني العزيز " محمود نوري فرد " بالقول : " قسما بالله عز و جل ، انه في ذلك اليوم الذي ذهب فيه ابني السيد مصطفي الي جبهات الدفاع المقدس امام العدوان الغاشم الذي شنته القوات العسكرية التابعة لنظام البعث العراقي البائد علي الجمهورية الاسلامية الايرانية ، فانني رايت انه ليس ابني السيد مصطفي علي الارض و انه في حال الطيران الي السماء " . و في الصباح الباكر من اليوم الثالث عشر من شهر آبان من عام 1362 من السنة الايرانية ( الموافق لليوم الرابع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1983 من السنة الميلادية ) ، سمعت رنين جرس باب بيتنا . و من ثم ذهبت و فتحت الباب . فشاهدت انه هناك عدد من الاصدقاء واقفين امام باب بيتنا . و انهم قالوا لي : " اننا جئنا الي بيتكم لكي نتناول الفطور الي جانبكم ، كما اننا اشترينا الخبز و جئنا بها معنا ايضا " . و بعد ان دخل الاصدقاء بيتنا ، جلسنا و بدانا تناول الفطور و في حين كنا نتناول الفطور بدانا الحديث ايضا . و اثناء حديثهم معنا ، قال واحد من الاصدقاء لنا : " ان جثمان السيد مصطفي ايضا موجود بين جثمان الشهداء الاحدي و العشرون الذين جاؤوا بجثمانهم صباح اليوم الي مدينة قزوين " . و انني قلت لهم : " اخفضوا صوتكم لكي لا تسمع والدة ابني السيد مصطفي كلامكم و بالتالي لا تنتبه الي هذا الامر " . و بعد ان تناولنا الفطور مع الاصدقاء الذين جاؤوا الي بيتنا ، فاننا جميعا خرجنا من البيت و ذهبنا الي مقر قوات التعبئة ( الباسيج ) التابعة للحرس الثوري الاسلامي في المدينة لكي نري الشهداء الاحدي و العشرون الذين جاؤوا بجثمانهم صباح ذلك اليوم الي مدينة " قزوين " . و كان ابني " السيد مصطفي " اول شهيد جاؤوا بجثمانه الي المدينة . و كانوا قد ازالوا الستار عن وجهه . و عندما كنت اشاهده ، كانت هناك ابتسامة موجودة علي وجه ابني " السيد مصطفي " . و كانت الابتسامة موجودة علي وجه ابني " السيد مصطفي " متشابهة بالكامل للابتسامة التي كانت موجودة علي وجهه حينما اذنت له بالذهاب الي جبهات الدفاع المقدس امام العدوان الغاشم الذي شنته القوات العسكرية التابعة لنظام البعث العراقي البائد علي الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي استمرت لثماني سنوات . و انني نظرت الي وجه ابني " السيد مصطفي و رايت ان وجهه اصبح جميلا جدا . الراوي : والد الشهيد الايراني " السيد مصطفي حاج ميري " يعني " السيد حبيب الله حاج ميري " المصدر : كتاب " الخالدون " من كتابة و تاليف الكاتب و المؤلف الايراني " حسن شكيب زادة " ، من منشورات دار " شاهد " الايراني للنشر في عام 1390 من السنة الايرانية ( الموافق لعام 2011 من السنة الميلادية ) نهاية الخبر /
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع