في ربيع عام 1365 الايراني ( الموافق لعام 1986 للميلاد ) ، لن انسي ابدا اليوم الذي كان فيه الامام الخميني ( قدس الله تعالي سره الشريف ) علي فراش المرض و ذلك في احدي مستشفيات العاصمة طهران . سماحته كان قد تعرض لازمة قلبية و كان علي فراش المرض لما يقارب العشرة او الخمسة عشر يوما . و في تلك الفترة لم اكن في طهران . و اتصل بي هاتفيا السيد الحاج احمد ابن الامام الخميني ( رضوان الله تعالي عليه ) و ابلغني انه علي الذهاب عندهم علي الفور ؛ ادركت وقتها انه قد تعرض سماحة الامام ( قدس الله تعالي سره الشريف ) لشئ ما . تحركت في الفور و بعد مضي عدة ساعات من مرور الطريق وصلت الي مدينة طهران . و كنت اول شخص من مسؤولي البلاد الذي حضر علي فراش سماحته و ذلك بعد ما يقارب عشر ساعات من وقوع الحادث .
في تلك الفترة فاننا قد امضينا اياما مقلقة و صعبة جدا . ذهبت عند الامام الخميني ( قدس الله تعالي سره الشريف ) و عندما وصلت الي قرب فراشه ، اندهشت كثيرا و لم اقدر علي التحكم في نفسي و بدات بالبكاء . و الطف سماحته علي و نظر الي بمحبة . و بعدها قال لي بعض الجمل و لان هذه الجمل كانت قصيرة فانني حفظتها و بعد الخروج من غرفته في المستشفي كتبتها .
في تلك اللحظات التي كان فيها الامام الخميني ( رضوان الله تعالي عليه ) قد تعرض لازمة قلبية ، فان سماحته كان يترقب و مستعدا لوقوع اية حادثة محتملة ، و لهذا السبب فانه كان من المنطقي ان يتفوه بأهم الكلمات التي كانت تراوده في ذهنه في تلك اللحظات الحساسة . و قال سماحته : " كونوا اقوياء ، لا تحسوا بالضعف ، توكلوا علي الله ، كونوا «اشدّاء علي الكفّار رحماء بينهم» ، و اذا كنتم مع بعضكم البعض ، فانه لا يقدر احد ان يؤذيكم بسوء ابدا " . و برأيي فان وصية الامام الخميني ( قدس الله تعالي سره الشريف ) و التي كانت في ثلاثين صفحة ، يمكن تلخيصها في هذه الجمل المعدودة .
نهاية الخبر /