رمز الخبر: 317670
تأريخ النشر: 20 January 2014 - 00:00

الإمام الخميني ومواجهة الصهيونية

نويد شاهد : طرح الإمام الخميني (قدس) منذ بداية نهضته المباركة رؤية واضحة جلية حول الصهيونية ودولتها (إسرائيل)، وحجم الأخطار التي تشكلها وكذلك رسم منهجاً عملياً حاسماً في التعاطي مع هذا التهديد التاريخي للأمة، علي ضوء رؤيته وفهمه المشرق لذلك.


علي حسب تقرير نويد شاهد نقلا عن ارنا ، نادي بأفكاره الجهادية هذه منذ بداية حركته الإسلامية المباركة وبكل الوسائل المتوافرة لديه، إلا أن انتصار ثورته الإسلامية في إيران وتداعيات هذا الانتصار المعجزة والإلهي في العالم كله وفي منطقتنا بالأخص أدخل الصراع والمواجهة مع الصهيونية مرحلة نوعية جديدة يمكن التعبير عنها بأنها بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب والفاسد ولهذه الحركة العنصرية الاستعلائية، بالرغم من كل ما للعيان من مظاهر السقوط والهزيمة في الحالة السياسية العامة المسيطرة حالياً. ويمكن تلخيص رؤية الإمام ومنهجه في هذا المجال كالتالي: أولاً: ينظر الإمام إلي (إسرائيل) علي أنها صنيعة القوي المستكبرة في العالم، وعلي أنها قاعدة عسكرية استكبارية زرعت في قلب العالم الإسلامي لخدمة أهداف ومشاريع المستكبرين في السيطرة علي بلادنا وأمتنا. حيث التقت مصالح قوي الاستعمار القديم مع أطماع اليهود الصهاينة فكان هذا المولود غير الشرعي علي أرض فلسطين المغتصبة، وكان قيام دولة (إسرائيل) التي يرعاها اليوم ويحميها ويساندها ويستخدمها في آن واحد وارث قوي الاستعمار القديم وزعيم قوي الاستكبار الحالي، أعني الولايات المتحدة الأمريكية، التي تلتزم بشكل مطلق سياسية (تفوق إسرائيل النوعي والكمي) علي جميع الأصعدة في مواجهة دول المنطقة العربية والعالم الإسلامي بأكمله، والتي تزود (إسرائيل) بكل عناصر القوة والمنعة وترفض حتي أن تدان (إسرائيل) علي مجازرها في الجليل وقانا، وتستخدم لذلك حق (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي. لقد كان الإمام واضحاً وحاسماً في رؤيته؛ فهو يعتبر أن (إسرائيل) هي ربيبة أميركا ومولودها غير الشرعي، ويعتبرها أداة أميركية تستخدمها أميركا في اطار مشروعها للهيمنة والاستبداد، يعني بتعبير واضح (إسرائيل) هي الشرطي الأميركي في منطقتنا والحركة الصهيونية في خدمة المشاريع الاستبدادية الأميركية في المنطقة، وطبعاً هذا يحقق لليهود والصهاينة في آن واحد أحلامهم وأطماعهم وهم الحاضرون دائماً وأبداً لخدمة الشيطان من أجل هذه الأطماع والأحلام. ويري الإمام الراحل (قدس) بأن هذا الفهم المختلف لجوهر العلاقة بين أميركا و(إسرائيل) يستلزم منهجاً عملياً مختلفاً في التعاطي مع الولايات المتحدة الأميركية كالتالي: أ- يجب علي الدول العربية والإسلامية وشعوبها أن تحمّل أميركا أولاً المسؤولية الكاملة عن كل ما قامت به وتقوم به (إسرائيل) من احتلال واغتصاب ومذابح ومجازر واعتداءات يومية وانتهاكات خطيرة لكل حقوق الإنسان. ب- يجب أن تتعاطي هذه الدول وشعوبها مع أميركا علي أنها هي العدو الأول والحقيقي وأنها هي التي تخوض الصراع والمعركة والحرب علي أمتنا بشكل مباشر وعبر أداتها (إسرائيل). ج- رفض الاحتكام لأميركا وإسقاط كل رهان عليها أو حتي التصور أنها يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً أو حكماً عادلاً في الصراع الدائر وكيف تكون الحكم وهي الخصم الذي لا يرحم ولا يتردد. د- وضع مشروع للمواجهة مع هذا الشيطان الأكبر الذي يختصر اليوم قوي الاستكبار، وقطع أياديه عن قرارنا وخيراتنا وبلادنا لنتمكن حينها من حسم المعركة مع أداته المباشرة في المنطقة، أعني (إسرائيل)، وهذا ما دعا الإمام إليه طوال حياته الشريفة. ثانياً: لقد اعتبر الإمام أن (إسرائيل) غدة سرطانية، ومن طبيعة الغدة السرطانية أن تفسد الدم والجسد وأن لا تقف عند حدود معينة، وإنما تمتد وتمتد حيث يمكنها ذلك. وهذا يعني أن طبيعة وماهية (إسرائيل) تقتضي الإفساد والقتل والتوسع دون حدود، ولذلك كان (قدس) يعتبر أن حدود أطماع (إسرائيل) أبعد من النيل والفرات، وأن حدود (إسرائيل) تتسع وتتسع مع قدراتها علي السيطرة والتغلب. كما أنه كان يري في (إسرائيل) خطراً ليس علي الأرض والموارد الطبيعية وخيرات هذه البلاد فحسب، بل علي القيم الإنسانية والدينية والحضارية بأكملها. وبناءً علي هذه الرؤية أيضاً يحدد الإمام المنهج والخط فيقول: يجب أن تزول (إسرائيل) من الوجود، ويجب اجتثاث هذه الغدة السرطانية لأنه لا يمكن السكوت عن السرطان، ولا التعايش معه، ولا التخلص من تهديده وخطره، إلا باجتثاثه من الجذور مهما كان الأمر مكلفاً ومؤلماً. ثالثاً: في رؤية الإمام أن القدس ليست قضية تخص الفلسطينيين وحدهم أو العرب وحدهم، وإنما هي قضية الأمة الإسلامية، وهي مسؤولية الأمة بكل شعوبها وحكوماتها وشرائحها. ولذلك اختار أعظم يوم في أعظم شهر، أعني يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، وقال أنه يوم فلسطين ويوم الإسلام. وقد أعاد الإمام بذلك قضية القدس إلي موقعها الطبيعي والتاريخي في الصراع القائم وحاول استنقاذها ممن يصر علي اعتبارها أمراً فلسطينياً خاصاً، وبالتالي فليس هناك مسلم في هذا العالم يمكنه أن يقبل أو يوقع أو يعترف بالقدس جزءاً من (إسرائيل) أو عاصمة لها، سواء كان هذا الفرد حاكماً أو منظمة أو فئة، وحتي لو كان شعباً بكامله. ولا يمكن أن تصبح القدس في يوم من الأيام حقيقة إسرائيلية لا نقاش فيها مادام في هذه الأمة نبض حياة، وبعض من روح الخميني وعزمه. رابعاً: لقد أكد أن استعادة المقدسات واجتثاث هذه الغدة السرطانية لا يكون بالوسائل السياسية ولا بالمناورات السياسية، وإنما بالبنادق المعتمدة علي الإيمان. لقد طرح الإمام خيار الجهاد بقوة خياراً وحيداً أوحد لحسم المعركة. وما دعا إليه الإمام، وما فعلته الثورة الإسلامية في إيران وجسدته الحركات الجهادية في لبنان وفلسطين وضع العدو الإسرائيلي أمام مواجهة جديدة فريدة ومختلفة.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع