ولد السيّد البهشتي عام ١٣٤٦ هـ بمدينة إصفهان في إيران .
تعلَّم في إحدي الكتاتيب القراءة و الكتابة بسرعة فائقة ، و بالخصوص قراءة القرآن الكريم ، و عرف بين أقرانه بالذكاء ، و أنهي مرحلة الدراسة الابتدائية المتوسطة في إصفهان ، و في عام ١٣٦٠ هـ ترك الدراسة الأكاديمية ، و انخرط في سلك طلاّب العلوم الدينية ، و التحق بمدرسة الصدر في مدينة إصفهان ، بسبب شغفه للعلوم الإسلامية .
و في عام ١٣٦٤ هـ سافر إلي مدينة قم المقدّسة لمواصلة دراسته الحوزوية ، و في عام ١٣٦٦ هـ حصلت له رغبة بالعودة إلي مواصلة الدراسة الأكاديمية ، فتمكّن من الحصول علي شهادة الإعدادية ، ثمّ دخل كلّية الإلهيَّات في العاصمة طهران ، و حاز علي شهادة البكالوريوس منها ، و خلال دراسته في الجامعة أتقن التحدّث باللغة الإنجليزية ، التي كان قد تعلَّمها في مدينة إصفهان .
و بعد ذلك عاد إلي مدينة قم المقدّسة لمواصلة دراسته الحوزوية ، و فيما بين عام ( ١٣٦٩ هـ ـ ١٣٧٤هـ ) أخذ يكرِّس جزءً من وقته لدراسة الفلسفة ، و في عام ١٣٨٤ هـ حاز علي شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة العاصمة طهران .
كان مستقلّ الإرادة ، و كان يسبق الزمن دائماً ، محبّاً للتجديد ، مناهضاً للسنن البالية ، شجاعاً لا يخشي المجابهة ، و قد واجه التقاليد الموروثة السقيمة .
و من صفاته الأُخري هي عدم التواكل ، فحيثما كان يري ضرورة عمل ما كان يؤدِّيه بلا تخوّف ، فلو كان - علي سبيل المثال - يري ضرورة ، أن يكون إماماً لأحد المساجد ، لكان يسارع إليها ، و يقوم بأداء جميع المهامّ المتعلّقة به ، و لم تكن همَّته تقتصر علي يومه ، فالسيّد البهشتي كانت لديه علي الدوام أفكار علي المدي البعيد .
و من الصفات الأُخري هي سمة التعبُّد ، فقد كان يؤدِّي صلاته بإخلاص تام ، و من خلال سلوكه يتّضح أنّه كان يرمي إلي تطبيق الأحكام الشرعية بشكل دقيق ، و من سجاياه الأُخري ، هي ترغيبه و تشجيعه لجميع الأصدقاء علي ممارسة النشاطات الجماعية ، فكان يتميَّز بحرية التفكير ، و التزام أُصول الحرية في التعامل مع آراء و انتقادات الآخرين .
و كذلك كان حليماً بكل معني الكلمة ، فلا يطفح كيلَه بسرعة ، و كان واثقاً من نفسه ، لا يشعر بالوهن في مجابهة المهامّ الكبري ، و كان أيضاً متأهِّباً لمواجهة أيّة مشكلة و التغلّب عليها ، و من البديهي أنّ مثل هذا الإنسان قادر علي أن يكون مديراً ناجحاً .
شهادته :
استشهد السيّد البهشتي ( قدس سره ) في حادث انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي بالعاصمة طهران في الخامس و العشرين من شعبان ١٤٠١ هـ ، و علي أثر ذلك أعلن الإمام الخميني الحداد العام في إيران ، و أصدر بياناً تأبينيّاً جاء فيه : فقد الشعب الإيراني في هذه الفاجعة الكبري ( ٧٢ ) بريئاً ، و يعتز الشعب الإيراني بأن يقدّم هؤلاء أنفسهم نذوراً لخدمة الإسلام والمسلمين .
و تمّ تشييع السيّد البهشتي ( قدس سره ) تشييعاً مهيباً مع باقي شهداء الحادثة الأليمة ، ثمّ دفن بمقبرة جنّة الزهراء جنوب العاصمة طهران .
و من نشاطات الدكتر بهشتي و مؤلفاته
الأوّل :
قام بتأسيس مدرسة في قم اسمها ( متوسطة الدين و العلم ) ، بالتعاون مع زملائه لغرض تثقيف الشباب بالثقافة الإسلامية الأصيلة ، و إيجاد حركة ثقافية لإعداد الكوادر اللازمة ، و التزم مسؤولية إدارة هذه المدرسة .
الثاني :
أوجد حركة ثورية طُلاَّبية عن طريق توثيق الصلاَت بين الحوزة العلمية و الجامعة ، لأنّه كان يعتقد بأنّ الطلاّب الجامعين و طلبة الحوزة ، يمكنهم التكاتف و التضامن التام علي العمل وفق الأُسُس التي دعا إليها الإسلام .
الثالث :
تأليف الكتب الإسلامية بلُغة حديثة ، وفق أُسس العقيدة الإسلامية ، تنسجم مع طبائع الجيل الجديد .
الرابع :
قام بالتنسيق مع العلماء الأعلام في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدّسة ، لغرض إعداد برنامج خاص لدراسة العلوم الإسلامية ، و كان ثمرة ذلك تأسيس مدرسة ( الحقّاني ) ، أو ( المُنتظرية ) نسبة إلي الإمام المنتظر ( عليه السلام ) كنموذج لهذا المشروع .
الخامس :
ذهابه إلي مدينة هامبورغ في ألمانيا ، لتنظيم أُمور مسجد هامبورغ ، الذي أسَّسه السيّد حسين الطباطبائي البروجردي ، حيث قام بتأسيس الاتحاد الإسلامي للطلبة الإيرانيين هناك ، و بدأ بنشر الإسلام الثوري في أوربا و قارة أمريكا .
السادس :
المساهمة الفعَّالة بتشكيل رابطة العلماء المجاهدين في إيران ، التي قادت الثورة الإسلامية ضد نظام الشاه ، حيث قامت هذه الرابطة بالتظاهرات و النشاطات السياسية ضدَّ الحكم الشاهنشاهي ، حتّي تحقّق النصر الإلهي .
السابع :
سافر إلي باريس والتقي بالإمام الخميني عندما كان هناك ، و قام بوضع اللَّبنة الأولي لمجلس قيادة الثورة الإسلامية في إيران ، و كان ذلك قبل سقوط الشاه .
الثامن :
قام في عام ١٣٧٠ هـ - أيّام الحركة الوطنية ، التي قادها السيّد الكاشاني و الدكتور محمّد مصدّق - بإلقاء خطاب في مدينة إصفهان ، تحدَّث فيه حول عدم قدرة الشعب الإيراني علي تحمّل المطامع الاستعمارية ، التي كانت تستهدف نهب ثرواته .
التاسع :
دعمه لانتفاضة ( ١٥ ) خرداد ، التي قادها الإمام الخميني ضد الشاه سنة ( ١٣٨١ هـ ) ، و قيامه بالتنسيق مع العلماء بتأسيس ( جمعية الطلبة ) في مدينة قم المقدّسة ، وع لي أثرها تمَّ إبعاده من قبل النظام إلي العاصمة طهران .
مؤلفاته:
١- الله في القرآن.
٢- ما هي الصلاة؟
٣- النظام المالي والقوانين المالية الاسلامية (مجموعة متسلسلة).
٤- شريحة جديدة في مجتمعنا.
٥- علماء الدين في الاسلام وبين اوساط المسلمين(مجموعه متسلسله).
٦- المناضل المنتصر.
٧- معرفة الدين.
٨- دور الدين في حياة الانسان.
٩- اي مسلك.
١٠- المعرفة.
0- الملكية.
انتهي
تنا