صديقي العزيز بالنظر الي الظروف التي اعيشها و الظروف التي اكون غارقاً فيها برغبة مني او من غير رغبة فاني اكون علي اتصال دائم مع كافة الاطياف المختلفة اللبنانية من اقصي الشمال كالهرمل و عكار الي اقصي القري الجنوبية المتاخمة لحدود اسرائيل و هي الناقورة وعيتا الشعب و مع القاطنين في تل الزعتر و النبئة اكون علي اتصال دائم معهم.
فانا لا اكون ضمن اولئك الذين يجلسون في المقاهي و اتحدث و انا اتناول القهوة عن آلام و معناة اللاجئين و المشردين من الحرب في تل الزعتر و النبئة. او انظر الي العالم من نافذة الصحف و الاذاعات فقط ... فهو ما ابتلي به و للاسف المثقفون و حتي اولئك الذين يأتون الي هذا المناطق فهم يكسبون المعلومات عبر تلك الطريقة.
فاني ألمس كافة الحقائق بوجودي و اعيش مع الناس من الشمال الي الجنوب و اكون بينهم و علي معرفة بكل آلامهم و معاناتهم و افكارهم و في بيروت أعيش مع كافة المحاربين في ميادين المعارك اتناول الطعام معهم و نائم تحت انفجار القنابل و نيران الرشاشات في مناطقهم. و احمل الشهداء و الجرحي علي اكتافي و عندما يزّخ علينا و ابل الرصاص نكون امام الحظ و القضاء و القدر فقط.
كما و انني التقي مع الفلسطينيين ليل نهار و بالنظر الي الظروف التي اعيشها و مكاني فاني اعيش بينهم و اكون علي اتصال دائم معهم في المخيمات التدريبية و في جبهات الحرب اكون علي اتصال دائم مع كبار قادة المقاومة كعرفات و ابوجهاد و غيرهم و مع الكوادر الاخري و المقاتلين الاعتياديين في المقاومة و قد تندهش عندما اقول لك بان الخطط الكثيرة نتخذها بشكل مشترك قادة المقاومة و التشاور معهم و تارة اقدم تحليلات عن المقاومة و تقارير الي زعمائها و يندهشون بذلك و اكون علي معرفة بافكار كل واحد منهم و خلافاتهم الداخلية.