رمز الخبر: 257984
تأريخ النشر: 25 May 2013 - 00:00

مسيح كردستان

عجباً للقرن العشرين الملادي.. إنه مثير للحيرة والعجب في عالمنا المعاصر.. فرغم مرور أحد عشر عاماً علي نهايته، إلا ان أغلب الظن هو أن القرن العشرين لم ينتهي بعد.. لأنه شهد ظهور الامام الخميني الكبير وأصحابه الكرام.

محمد بروجردي ورث من أبيه الشجاعة وسبل مقارعة الاقطاع والخواقين والوقوف بوجه أطماعهم. وكان أبيه قد قضي نحبه ولم يبلغ من العمر أربعين ربيعاً. وتكفلت أمه أمور العائلة بعد فقد بعلها وهي في عنفوان شبابها، وأصبحت لمحمد بروجردي أماً وأباً حنوناً، والتزمت برعايته ليشتد عوده، وليقوم مقام الأب الذي فقده قبل حين. هذا الشاب اليافع سار علي درب أبيه وواصل جهاده وكفاحه المرير بعز وكرامة. ربما كان محمد يعلم، أنه مع اقتراب بلوغه سن الثلاثين سيلتحق بأبيه ليحتفل بعيد ميلاده الثلاثين بجواره في جنات النعيم. محمد بروجردي جعل من المدرسة والقراءة، والذهاب إلي السينما، والعمل في الورشة ومجمل نشاطه الاجتماعي، جعلها مرتكزاً للانطلاق نحو الكفاح والجهاد، وبناء النظام الاسلامي في جمهورية ايران الاسلامية. ولكن الأعداء المتربصين وضعوا عقبات كبيرة أمام تحقيق أهدافه وتطلعاته. وعندما سمع نداء حسين العصر (الامام الخميني) وهو يقول «هل من ناصر ينصرني» استجاب له محمد بكلمة لبيك تاريخية من أعماق قلبه، ليتردد صداها في مشهد كربلائي علي مسامع من كان يمارس البغي والضلال في المناطق الغربية من ايران، حيث بقي وفياً لعهده الذي قطعه مع امامه، وقدم أغلي ما يملك في هذا السبيل. وشهدت حيات شهيدنا الغالي محمد بروجردي الجهادية، محطات تاريخية هامة كان أبرزها، المشاركة في العمليات الفدائية المسلحة في العاصمة طهران، ضد أعوان نظام الشاه البائد، قبل انتصار الثورة الاسلامية، وأيضا عندما استلم قيادة الحرس الثوري في اقليم كردستان لقمع عناصر الفتنة المسلحة بعد انتصار الثورة. وكان جندياً شجاعاً ومضحياً تحت راية قائده ومرشده الامام الخميني العظيم، يدافع بصلابة عن مكستبات الثورة وترسيخ مبادئها في مواقف حرجة. وقد أثبت بصدق وجدارة علي انه رجل المهمات الصعبة، يصعب علي الآخرين القيام بها. مقتدياً بأصحاب الحسين بن علي (ع) في ليلة العاشر من محرم الحرام الذين قال في وصفهم «فإني لا أعلم أصحاباً أولي ولا خيراً من أصحابي». * * * كانت أرض ايران قاحلة، تشبه الصحاري الجافة. تبدو غير صالحة للزرع، وربما لم تنتج زرعاً في نهاية المطاف. ولكن هذه الأرض القاحلة تفجرت كالبركان الهادر، تحت أقدام رجل جاء كالمطر الغزير، من أعالي السماء ليبعث فيها الحياة، ويعيد إليها الأمل ويبشر بعصر جديد، ليس في ايران فحسب، بل في ربوع الشرق الأوسط. وتقمص محمد بروجردي رداء المسيح، وأرتدي بدلته العسكرية كجندي متواضع، ولكن كقائد كبير تحت راية قائده الفذ الامام الخميني العظيم، متمثلاً بأصحاب الحسين (ع)، كالعباس بن علي، وعلي الأكبر بن الحسين عليهم السلام، تاركاً زوجته وأمه وجميع أهل بيته، ليلتحق بساحات الشرف والجهاد في كردستان الطاهرة ومن ثم ليلتحق بالرفيق الأعلي وليجعل من حياته معلماً ومن دمه نهجاً لجميع الأحرار الذين يقارعون عوامل الظلم والفتن والأستكبار علي مر العصور. وأخيراً أزدهرت أراضي غرب ايران، وجميع ربوع هذه الأرض المباركة ببركة دماء هذا الشاب الكريم «مسيح كردستان»، وأزدانت بلون الورد الأحمر وأنواع الرياحين بعد أن خلق ملحمة حماسية من أفضل الملاحم في تاريخنا المعاصر. لتبقي ذكراه حية في ذاكرة الأجيال التواقة للحرية والكرامة، وفي قصص الخالدين. السلام عليك يا محمد يا مسيح كردستان النقي يا من سار علي درب الجهاد واختار الجنان أصبح طرقك درباً للسائرين وذكرك في الخالدين
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع