رمز الخبر: 199321
تأريخ النشر: 10 October 2013 - 00:00

الشهيد اويني سيد شهداء اصحاب الاقلام

إن العيش في ظروف ذروة الانحطاط الاخلاقي للانسان في القرن العشرين و عدم ضياع النفس داخل متاهات الحجب الظلماء في تلك الظروف و تطلع إلي اقتراب تحقيق الخلاص و الوعد الالهي و حلول موعد نهاية الفترة الحضارية المأساوية التي شيدت علي دعائم الاباحية و التوجه نحو حالات الفساد الفكري و الاخلاقي الحل للاجيال و الاهم من كل ذلك الايمان بكل الوجود بالتجليات الاولي «لعصر توبه البشرية»، هي خصوصية يمكن توفرها في الاشخاص العصاميين العاشقين للحق.


لقد كان اهتمام الشهيد آويني و عنايته الخاصة بعمق مفاهيم و ضمير كل موضوع يشكل همّه و كان تجنّبه انتهاز ركوب الموجات و التزامه بهذا المبدأ جعلامنه الشخصية القوية و المستقيمة حيث كان دائماً مصدراً لطرح نوع من الرؤي الجديدة في القضايا الثقافية و الاجتماعية العميقة. و قد كان الشهيد السيد مرتضي آويني قد ادرك بكل وجوده الخصائص الذاتية للثقافة الغربية و حضارتها و لذلك بقيت كافة الثقافات في تعرض الهجمة و الاطاحة من قبل هذه الثقافة و حضارتها و ستبقي متعرضة الي هذه الموجة، الا اذا بذلت الجهود لسد الثغرات الموجودة في طريق نفوذها و تقدمها من خلال انتهاج الدقة و الدراية اللازمة في اسسها و خصائصها الذاتية و المعرفة الدقيقة للاداة التي تستخدمها. و كان الشهيد الذي اعتبر الثورة الاسلامية في عصر النفوذ الواسع للرؤية العدمية للوجود في المجتمعات البشرية بداية لنوع من تجديد عهد الانسان المعاصر مع حقيقة حياته و فطرته يعتبر المكاشفة في معرفة خصائص التقنيات المؤثرة في ظروف الحياة و تكريس معتقدات الانسان في يومنا هذا و تأثير ذلك في بناء ثقافة و حضارة مولدة لمثل هذه التقينات امراً ضرورياً و حيوياً بحيث لم يتحمل اي تعصب و تسامح و تعامل غير منطقي و مخادع في هذا الجانب لذلك دفعته رؤيته الثاقبة و الفريدة من نوعها في معرفة جوهر الاشياء الي الكفاح في جبهتين، احداها الكفاح ضد اولئك الغافلين عن معرفة حقيقة الظواهر الجديدة و المؤثرة علي الانسان في العصر الراهن برؤيتهم البسيطة و هروبهم الي امام و يمرون مر الكرام علي اكثر الادوات تأثيراً لتكريس الثقافة الغربية في مختلف المجتمعات، و الكفاح ضد اولئك المسحورين و المقهورين اماام الثقافة الغربية و حضارتها حيث انهم لم يبدو اية رغبة بالقيم الاعتقادية الدينية و يرون الثقافة الذاتية الحالية لمجتمعهم تشكل مصدراً لتحقيرهم و تخلفهم و تخلف مجتمعهم. و كان الشهيد آويني الذي اعتبر الثورة الاسلامية مواصلة طريق الانبياء قد اعتبر الازمات الموجودة في العصر الراهن بالنظر الي النزعات المتطرفة التي انتهجها الانسان و التي حدثت في كافة المجالات اعتبرها جاد الي حد بحيث كان يري في حالة عدم مد يد الغيب لنجدة الانسان في هذا اليوم فاننا سنشهد لا محالة ضحايا من الاجيال و تزيد هذه الضحايا كافة الخسائر التي لحقت بالبشرية طوال التاريخ. فمثل هذه الحالات من القلق التي كانت تتموج في كلامه و تنساب من قلمه تشير الي شدة قلقه و احساسه بالواجب الكبير الملقي علي عاتقه و المسؤولية الخطيرة التي كان يراها تقع علي عاتق جيل الثورة و علي الاجيال التالية لهذا الجيل. و لذلك كان يعتبر الخصائص و السبل و الادوات التي استخدمها الانسان حتي يومنا هذا ليبلغ هذه المرحلة من مسيرته التاريخية ذات اهمية بحيث لم يكن مستعداً للتقليل من شأنها في ابداع الاعمال الخالدة في المستقبل و إن كانت الاعمال البارزة للسابقين قد استخدمت بشكل غير مطلوب حتي الآن. ناهيك عن انكاره للاستخدام المؤثر لها في الاعمال القيمة و الصانعه للتاريخ. إن النظرة الجديدة التي كان يوليها هذا الشهيد الكريم للافادة من النثر و الشعر و القصص و الصور و الموسيقي و غيرها في ابداع الانماط الجديدة و المؤثرة علي الانسان المعاصر و الايمان العميق الذي كان من شأنه أن يشكل اهم عنصر في مواصلة عونه و جهودة الكبيرة قد ادت الي ابداع اعمال فريدة من نوعها و خالدة لتشكيل الانوار الفكرية لسيد شهداء اهل قلم في حقول المهن الثقافية و الفنية و الاجتماعية لتكون نبراساً مضيئاً في طريق الاجيال القادمة
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع