محمد أبو الجدايل – لم ينفك العدو الصهيوني على مدى الأشهر الأخيرة يرتكب شتّى انواع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث إرتكب خلال تلك الأشهر جرائم لم نشهدها في زمننا المعاصر، سقط على إثرها آلاف الشهداء من أهالي القطاع، وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، في ظلّ عجز وتخاذل دوليّ إزاء ما يحدث من مجازر إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وفي ضوء تواطئ أمريكي وغربي من ناحية دعم الصهاينة في عدوانهم، في حين ظلّت المقاومة صلبة وقوية في مواجهة هذا العدوان فيما سطّر أهالي القطاع ملحمة بطولية في الصمود أمام الاحتلال وإرهابه المستشيط، حيث استمرت الاشتباكات مع قوات العدو في أنحاء القطاع، وأوقعت القسّام خسائر فادحة في صفوف العدو، في حين تزامن كل هذا مع توسّع رقعة الحرب لتشمل دول محور المقاومة التي وجّهت ضرباتها الموجعة للكيان الصهيوني وراعيه الرئيسي في المنطقة أمريكا، وذلك نصرةً للشعب الفلسطيني وللضغط على الامريكان والغربيين لوقف العدوان، خصوصاً بعد فشل المجتمع الدولي في ردع الإجرام الصهيوني، وتميّزت من بين ردود فصائل المقاومة ردّ المقاومة العراقية التي وجّهت عشرات الضربات القاصمة لقواعد أمريكا في المنطقة، وسط كل هذه التطورات المتسارعة والمفصلية أجرينا حواراً مع الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي مفتي دولة العراق، تطرّق خلاله الى آخر المستجدات وجذور ومآلات هذه الحرب المقدسة ضد عدو غاشم.
فيما يلي نص الحوار:
سؤال١: دعونا في البداية نتعمق في الجذور الاولى لصراع الشعب الفلسطيني مع الصهاينة، متى انطلقت الشرارة الأولى؟ وما هو المطلب الاساسي للشعب الفلسطيني بهذا الصدد؟
جواب: باختصار كانت تسمى في وقتها الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948 وسميت أيضا بحرب النكبة واختصرت بحرب 1948 كانت أول الحروب العربية ضد الإسرائيليين المحتلين، وكان ذاك عقب إنتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلانه قيام ماتسمى بدولة إسرائيل المزعومة.
فلا يخفى على كل متابع لشؤون القضية أن الصراع بقي لعقود طويلة، أو كما استمرت تسميته هكذا (الصراع) بين الفلسطينيين أصحاب الأرض وعصابات الصهاينة قائما، وبقيت الجرائم على حالها من تقتيل للمدنيين من الجانب الصهيوني، واكتفاء المقاومة الفلسطينية بقتال المسلحين والجيش الصهيونيين، وما بين كر وفر، ومن المجازر التي ارتكبت بداية النكبة حتى المجازر التي ترتكب اليوم؛ فقد الدم والموت والقتل الكثير من مهابته وذعره، وصار شيئا عاديا، فأن يموت فلسطيني -لا ذنب له سوى كونه فلسطينيا يعيش في أرضه وأرض آبائه وأجداده- أو أن يموت مليون فلسطيني، فالأمر سيّان، إلاّ أن القضية ورغم محاولات طمسها عادت الى الواجهة وهي المزروعة بقلوب الأحرار في المنطقة والعالم أجمع.
سؤال ٢: كيف تقيمون عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة ضد الاحتلال، ما هي انعكاسات هذه العملية ومقتضياتها؟
جواب: نقول بأن التوكل والمطالبة بالحقوق ( تحت قاعدة ماضاع حق ورائه مطالب) تتحقّق الهوية المطلوبة لكل مظلوم أو معتدى عليه.
الصهاينة حقيقة تجاوزوا الخط الأسود وليس الأحمر وعاثوا في الارض فسادا، وهو مناط قول الله تعالى (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا) الإسراء. رغم أنهم أفسدوا ورب المرتين حسمتا قديما وعادوا على نهجهم المقدر كونا وليس شرعا. فكلما تفاقم فسادهم بعث الله عليهم عبادا لهم أولي بأس شديد، واليوم نرى أن طوفان الاقصى اشد مرحلة قرنأناها في تاريخ الحروب والملاحم. ولكن يجب أن نعيد للأذهان أن أكبر البلاء يحدث هو بسبب تخاذل كثير من الحكام والمسلمين.
سؤال ٣: ما هو مستقبل المقاومة بشكل عام برأيكم؟ والمقاومة في فلسطين على وجه الخصوص؟
جواب: لانتعدى قاعدة ( إن تنصروا الله ينصركم ) متى خلت المقاومة من الغرور والعجب والتجاوز على الحق والتزام الشريعة فإن شاء الله مستقبلها وعد الله لها (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها.. الآية [33 26، 27].
سؤال ٤- بعد أكثر من ثلاثة أشهر ونصف من العدوان، ما الذي ستؤول إليه الأمور بشأن قطاع غزة في نظركم؟ ما هي توقعاتكم؟
جواب: الله تعالى اجل وأعلم نرى أن الأمر سيشتد ونرى أنه سيقابل بصبر وثبات أشد، ثم بإذن الله تزول عقبة الاجرام والارهاب الصهيونة، وهي مرحلة ايمانية خالصة نرى والله تعالى اعلم ستكون سبب نقاهة لعموم المسلمين والعرب.
سؤال ٥- هل سيتمكن العدو الصهيوني من تدمير حماس كما يزعم؟ وهل حقق اي شيء يذكر بهذا الصدد؟
جواب: نحن نتمنى وامنيتنا تأييد الله لغزة وعصاها التي لاتعصاها حماس القوة، في حين الصهاينة يتضرعون و يتمنون ويستنجدون بالشيطان الاكبر امريكا، قال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ الحج. 52
سؤال ٦: ما تأثير التضحيات وعدد الشهداء الكبير الذي قدمه اهالي قطاع غزة على مستقبل القضية الفلسطينية؟
جواب: كل نظام في الكون يحتاج الى تضحية وهي قسمان تضحية لأجل الله وفي الله، وتضحية لأجل الدنيا وفي الدنيا. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحى لله بنشر دينه وتبليغ رسالته، وضحى في الله تعالى ضرب وشج رأسه وكسرت رباعيته.
وأبو جهل ضحى لأجل الدنيا فقتل دونها وفي الدنيا مات فطيسة اضحكت كل متكبر.
سؤال ٧: هل هناك ما تودون قوله بشأن التطورات الاخيرة ومستقبل المنطقة؟
جواب: اقول للفلسطينيين عموما ولأهل غزة خصوصا لقد حيرتنا عقولكم وأعجبتنا غيرتكم وأعادنا الى رشدنا تسليمكم لقضاء الله وقدره، فأثبتم قولا وعملا أن الزارع هو الله ومن حقه حصاد زرعه في أي وقت شاء. فلك مني التحية الاسلامية العسكرية وأسأل ان لايجعلني بعيدا عنكم ومنكم، فيارجال بالله عليكم دعوة خاصة لي فإني استجدي دعوة منكم لصلاح الحال والثبات، يارب أكتب لهم نصر المؤزر ولا تشمت بهم وبنا أعدائك أعداء نبيك يارب العالمين.