ماهر حمود عالم دين سني لبناني وامام مسجد القدس في صيدا وهو الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة. هو من مواليد صيدا في تشرين أول 1953 وبدأ الدراسة الإسلامية عام (1964 – 1965) – حلقات مسجدية على يد عدد من المشايخ في مساجد صيدا وأصبح من مؤسسي قسم الجماعة الإسلامية في صيدا عام 1971 ومسؤولاً فيها من ذلك التاريخ حتى عام 1979 مؤسس قسم رابطة طلاب المسلمين في صيدا ونشاطات متعددة في العمل الطلابي والسياسي دراسة في كلية الشريعة في جامعة دمشق من عام 1972 حتى عام 1977، خلال ذلك متابعات غير مكتملة في كلية الحقوق والآداب؛ ودراسات مسجدية في مساجد دمشق كذلك خطيب رسمي وإمام مسجد منذ العام 1979.
من مؤسسي تجمع العلماء والمسلمين العام 1982 ومسؤول رئيسي فيه حتى العام 1994، ولعب دوراً بارزاً في مواجهة اتفاق 17 أيار، ودوراً بارزاً في انتفاضة 6 شباط وغيرهما، وهو من مؤسسي الجبهة الإسلامية في صيدا وناطقاً باسمها من العام 1985 حتى حوالي العام 1990؛ والجبهة كانت مشرفة على الوضع الإسلامي في صيدا تضم كافة القوى الإسلامية إثر الانسحاب الإسرائيلي من صيدا في شباط 1985، ولعب دوراً بارزاً في كثير من الحوادث والملمات، محاولات لإطفاء نار الفتن المتعددة في بيروت، وفتنة المخيمات وحرب إقليم التفاح ومغدوشة وغيرها.
لديه نشاط إسلامي بارز في بيروت بين العامين 1983 و 1985 خلال الاجتياح الإسرائيلي من خلال منبر جامعة بيروت العربية، وداعم للمقاومة ضد العدو الصهيوني ومساهم في كافة فصائلها وخاصة قوات الفجر في صيدا وغيرها وعلاقات مميزة مع الحركات المقاومة، حماس والجهاد ثم كافة فصائل المقاومة الفلسطينية العاملة على الساحة في الداخل والخارج، وهو مجيد للغة الفرنسية وملم بالإنكليزية.
حضر مؤتمرات عالمية متعددة في الدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي السياسي و له مقالات متعددة في مجالات محلية وعالمية؛ وليس له كتب مطبوعة حتى الآن.
إمام مسجد القدس حاليا، وترأس عدة مؤتمرات للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة حيث ضمت هذه المؤتمرات عددا كبيرا من العلماء من كافة انحاء العالم.
تم اصدار عدة بيانات باسم الاتحاد بالقضايا الرئيسية التي حصلت خلال هاتين السنتين، أتم حفظ القرآن الكريم في العام 1999، وواظب على مراجعته خلال عدة سنوات، ويعتبر من المتقنين للحفظ.
محمد أبو الجدايل/ العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة المحاصر، إرتكب خلالها الاحتلال الاسرائيلي جرائم غير مسبوقة في زمننا المعاصر، سقط على إثرها آلاف الشهداء من أهالي القطاع، وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، في ظلّ عجز وتخاذل دوليّ إزاء ما يحدث من مجازر إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وفي ضوء تواطئ أمريكي وغربي من ناحية دعم الصهاينة في عدوانهم، في حين ظلّت المقاومة صلبة وقوية في مواجهة هذا العدوان فيما سطّر أهالي القطاع ملحمة بطولية في الصمود أمام الاحتلال وإرهابه المستشيط، حيث استمرت الاشتباكات مع قوات العدو في أنحاء القطاع، وأوقعت القسّام خسائر فادحة في صفوف العدو، في حين تزامن كل هذا مع توسّع رقعة الحرب لتشمل دول محور المقاومة التي وجّهت ضرباتها الموجعة للكيان الصهيوني وراعيه الرئيسي في المنطقة أمريكا، وذلك نصرةً للشعب الفلسطيني وللضغط على الامريكان والغربيين لوقف العدوان، خصوصاً بعد فشل المجتمع الدولي في ردع الإجرام الصهيوني، وسط كل هذه التطورات المتسارعة والمفصلية أجرينا حواراً مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ "ماهر حمود"، تحدّث خلاله بإسهاب عن التطورات الأخيرة في فلسطين المحتلة، وعن جذور الأزمة الماثلة وأسبابها ومقتضياتها.
*جذور القضية الفلسطينية
في مستهل كلامه استعرض الشيخ "ماهر حمود" جذور القضية الفلسطينية وأولى إرهاصاتها، وقال: تبدأ منذ ان بدأ الاستكبار الحديث ينشب أظافره في دول العالم الثالث، ومنها منطقة الشرق الاوسط بشكل رئيسي، بدأ الاهتمام بالشرق الاوسط من خلال التنافس الفرنسي الإنكليزي في نهاية القرن الثامن عشر، عندما جاء نابليون ليقطع الطريق على البريطانيين، الذين كانوا يعتمدون المنطقة كرابط بين الهند، حيث كانوا يستوردون الأفاويه، وبين أوروبا، كان مجيء نابليون في آخر القرن الثامن عشر من أجل قطع الطريق على البريطانيين أو على إنكلترا وليس اهتماماً بالشرق الاوسط.
وأضاف موضحاً: يٰنسب إلى نابليون كلام لم يوثّق مئة بالمئة، عن رغبته في إعطاء فلسطين لليهود، ثم بدأ منذ أن عجز الخديوي إسماعيل عن وفاء ديون مصر، تم استعمار مصر من قبل الانكليز، وبدأوا باستعمار المنطقة، وبدأ العمل على إسقاط الدولة العثمانية، التي كانت تقف حائلا أمام هجرة اليهود الى فلسطين، كما يعلم الجميع، من خلال موقف السلطان عبد الحميد وجوابه الحاسم لهرتزل في موضوع السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين، ثم احتلت إنكلترا فلسطين وهيأت الظروف لتسليم الأرض الفلسطينية لليهود، وفق وعد بلفور، وصولا إلى العام ١٩٤٨، استطاع اليهود بمساعدة الإنكليز بشكل أو بآخر من الاستيلاء على الاراضي التي اقرتها الامم المتحدة من خلال قرار التقسيم وزادوا عليها، وبدأت مرحلة أخرى.
*إنتكاسات عربية
وأكمل بالقول: توسع الكيان الصهيوني عام ١٩٦٧ بحرب استطاع أن يهزم الجيوش العربية الثلاثة بمساعدة أمريكية مباشرة، قبل ذلك عام 1٩٥٦ استطاع الأمريكي أن يضغط على الإسرائيلي والإنكليزي والفرنسي لينسحبوا من سيناء، باعتبار أن أمريكا كانت تحضر نفسها للدخول في مشروع ايزنهاور في الشرق الاوسط، حلف بغداد، وكان يعنيهم أن يستميلوا العرب وخاصة الرئيس جمال عبد الناصر في ذلك الوقت، ولم يفلحوا في النهاية، فكان انتقام الاميركان في العام ١٩٦٧ عمليا من عبد الناصر، ومن موقفه الحاد من الأمريكي، رغم أنه قدموا له خدمة جُلّى، إذا جاز التعبير، بالضغط على العدوان الثلاثي للانسحاب من سيناء.
وأردف: ثم قامت المقاومة الفلسطينية وحققت بعض المكاسب، ثم استطاع الصهيوني بعد اجتياح لبنان عام ١٩٨٢ اخراج المقاومة الفلسطينية، فظهرت بعد ذلك المقاومة الإسلامية في لبنان وحققت إنجازات لم تستطع المقاومة الفلسطينية أن تحققها لأسباب.
* الإستخفاف الإسرائيلي بكل الاتفاقات مع العرب
وقال موضحاً عن المحطات القادمة لمقاومة الشعب الفلسطيني: كانت عام ١٩٨٧ محطة أخرى وذلك عندما قامت انتفاضة الحجارة، التي وللأسف الشديد، انتهت باتفاق أوسلو بعد ست سنوات، وكانت ضربة لفكرة المقاومة.. اوسلو الآن بعد 30 عاما قد انتهت، باعتراف محمود عباس نفسه، ولم يعد أحد يعلق عليه أي أمل، خاصة ان الإسرائيلي لم يقدم أي شيء على الإطلاق، خلال هذه الثلاثين عاما وزيادة، بالعكس أخذ ولم يعطي، أخذ التنسيق الأمني وأخذ كثيرا من الأمور، واستمر الاستيطان، واستخف بفكرة عودة اللاجئين، بل الغاه، كما تطاول الصهاينة على المسجد الأقصى مرة بعد مرة بشكل كان فيه الكثير من التحدي.
وأضاف: من هنا وبعد هذه التراكمات، والاستخفاف الإسرائيلي بكل الاتفاقات مع العرب، حتى مع عرب أمريكا، وبرز بشكل رئيسي الاهمال الكامل الاسرائيلي للمبادرة العربية عام ٢٠٠٢ التي انطلقت من بيروت، وزعم فيها العرب جميعا، برئاسة الملك عبدالله وقتها، أنهم جاهزون لسلام كامل وشامل، زيادة الاستيطان، اعتقالات بالجملة، اعتقالات إدارية لا تتوافق مع أي قانون، اغتيالات، استخفاف بكل شيء اسمه فلسطيني، اعتداءات على المسجد الأقصى، كل ذلك كان مقدمة لا بد منها، إذا جاز التعبير، لطوفان الأقصى الذي كان ردة فعل على كل هذه التراكمات، التي تجمعت خلال هذه السنوات الطويلة، ورافقها تراجع عربي شديد وتخّلٍ عن القضية الفلسطينية بشكل كامل، وخاصة تلك الدول الثلاثة التي طبعّت في آخر الأمر، في آخر عهد ترامب، وعلاقات سرية وعلانية مع العدو الصهيوني، تقوم بها كثير من الدول العربية.
*إسترداد الكرامة
من هنا كانت هذه الحماسة الواسعة، وردة الفعل الإيجابية الواسعة الانتشار، للشعوب العربية والإسلامية التي ايدت طوفان الأقصى بطريقة لم يسبق لها مثيل، وشعر الجمهور العربي والإسلامي الواسع، بأن شيئاً من كرامته قد استرد، لأنها كانت ضربة مميزة فاقت كل ما حصل في تاريخ الكيان الصهيوني، بما في ذلك مفاجأة (حرب ١٩٧٣)، حيث تبين للجميع أن المقاومة حضرّت تحضيرا جيدا، واعدت إعداداً حقيقياً، وعزمت على ضربة كانت موفقة مئة بالمئة، وساعد أيضا هذا الإرباك الصهيوني الذي جعلهم يرسلون طائرات الأباتشي، التي قصفت بدون أي تمييز بين الفلسطيني والصهيوني، وبالتالي قتل ١٢٠٠ صهيوني بفعل قصف الطائرات الصهيونية، إضافة الى ٢٠٠ من المجاهدين أو من الشباب الذين استسهلوا الدخول إلى غلاف غزة بعد أن أزيل الجدار.
لن توافق الدول الغربية والرأي العام العالمي، على أن عملية طوفان الاقصى كانت ردة فعل، بل انهم يؤكدون انها كانت فعلا ابتدائيا، ومن هنا زاد الاستنكار العالمي، على ضوء عدد الذين قتلوا في ٧ اكتوبر، وبعد ان تبين ان اكثرية القتلى الاسرائيليين، ان لم نقل جميعاً، كان بفعل الطائرات وليس من خلال عملية طوفان الاقصى، ولأن الغرب أيضا لم يكتشف إلا بعد أيام أن هذا العدد الكبير من الضحايا (كان بسبب الطائرات الإسرائيلية وليس بسبب فعل المقاومين)، كانت ردة الفعل العارمة في العالم على هذه العملية، واستنكرها ووقف ضدنا، إذا جاز التعبير أيضا، حتى الدول التي كانت إلى حد ما مسالمة أو محايدة، حتى تظهر أنها أقرب إلينا، كألمانيا وإيطاليا وغيرهما، ثم عندما انكشف الأمر لم يتراجع هؤلاء عن موقفهم، بل بالعكس ظل أكثرهم يردد الأكاذيب التي اطلقها (بايدن) عندما قال أن أطفال اسرائيليين ذبحوا مثلا، ولم يكلف نفسه عناءً على أن يكذّب أو يصحح عن ما قاله بل وكّل مندوبا في البيت الأبيض أن يبين ذلك.
*سرد ديني يستند إلى إيماننا بالغيب
وعن الجانب الديني والعقائدي للقضية الفلسطيني أكمل فضيلة الشيخ حمود: بالعودة إلى السؤال الأول لابد في مقابل السرد التاريخي الذي سردناه، ان نبين أن هنالك سرداً دينيا يستند إلى إيماننا بالغيب، يختلف عن هذه الرواية، إذا جاز التعبير، الرواية القرآنية تقول إن الله تعالى مكّن بني إسرائيل من العلو والفساد في الأرض مرتين في أول سورة الإسراء، المرة الأولى جاء نبوخذ نصر من بابل ودمر الهيكل وأخذ أحجاره وانهى الوجود اليهودي كدولة، ولم يجتمع بنو إسرائيل من وقتها إلى الآن في كيان سياسي، خلال٢٦٠٠ عام تقريبا لم يجتمع بنو إسرائيل في كيان سياسي على الإطلاق، لم تكن لهم أي دولة، كانت لهم كيانات اجتماعية أو حكم ذاتي مثل دولة حشمونائيم التي يتحدث عنها نتنياهو ويعتبر أنها دولة مكثت أكثر من 87 عام، وهذا أمر استثنائي، لأنه كما قال وأكد هو وآخرون أنه لم تدم دولة لبني إسرائيل أكثر من 80 عاما، وهذا كذب، حشمونائيم لم تكن دولة، كانت كيانا إداريا يشرف عليها اليونان في مرحلة والرومان في مرحلة أخرى، كانت هذه في القرن الذي سبق ولادة سيدنا عيسى عليه السلام، وبالتالي هذه المرة الثانية، نهايتها (… وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، إيمانا منا بهذه القاعدة القرآنية، فإن بني إسرائيل سيجتمعون ويأتون من كل أطراف الأرض كنا قال الله تعالى في آخر سورة الإسراء (… فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْءَاخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) ، يأتون من كل مكان ويجتمعون هنا تمهيدا لما يسمونه هم الذبح، الذبح الكبير، والذي هو نهاية هذا الكيان، وهنا نحن نمتلك وهو موجود في الكتب، عشرات الروايات على لسان اليهود أنفسهم، ومنهم مؤسس الكيان بن غوريون، كلهم يعتقد بأن إسرائيل زائلة، وبان تطور ما تاريخيا سيحصل وتنتهي هذه الدولة المفبركة، إذا جاز التعبير، والمصطنعة، كما قال تعالى(… ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبْلٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍۢ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّۢ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) ( آل عمران - ١١٢)، الذي يجعل إسرائيل دولة الآن (هو الحبل الأمريكي)، هذا الدعم الأمريكي لولاه لا يمكن أن يكون هنالك دولة اسمها "إسرائيل"، كما يقولون.
*الشرارة الأولى
وأيضا بالعودة إلى السؤال الأول الشرارة الأولى، لا نستطيع تحديدها، بمعنى خلال الاحتلال الإنكليزي حصلت انتفاضة كبرى استشهاد عز الدين القسام دامت من ١٩٣٦ الى ١٩٣٩ عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، فلم يعد هنالك جدوى، كانت انتفاضة مهمة جدا، وخلالها كان إعدام الأبطال الثلاثة فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، عطا أحمد الزير، وكان أيضا على اثرها انتفاضة أخرى، كان ذلك في 7 حزيران 1930..الخ.
١-١-١٩٦٥ التي تعتبره حركة فتح انطلاقة الرصاصة الأولى، كان تاريخا مهما وفارقا، ولكن للأسف لم يستمر كثيرا بالشكل الذي انطلق به بمعنى مقاومة جادة وفاعلة، ودخل كثير من التجاذبات العربية والأجنبية، وتغيرت الظروف، ولم يعد للأسف الشديد، هذا الاتجاه يشكل رافعا للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.
*المقاومة ستستمر بأشكال مختلفة
وأضاف الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة، عن صمود المقاومة ومستقبلها في فلسطين: لن تستطيع إسرائيل أن تنهي المقاومة يقينا، وستستمر المقاومة بأشكال مختلفة، بل بالعكس ستزداد قوة وقدرة وانصارا.
وبشأن السرد التاريخي والتحليل السياسي، وبين السرد القرآني إزاء القضية الفلسطينية يوضح مضيفاً: نحن لا نرى أي فارق بين السرد التاريخي والتحليل السياسي، وبين السرد القرآني لهذه القضية، بل نؤكد أن السرد السياسي التاريخي يأتي وفقاً لفهمنا القرآني ويتمم الصورة حتى تصبح أكثر وضوحاً.
وعن توقعاته بشأن ما ستثمر عنه عملية المقاومة الفلسطينية (طوفان الأقصى) أضاف: توقعاتنا أن المقاومة ستنتصر، وان الكيان الصهيوني سيضطر في نهاية الأمر للرضوخ أمام فشل هدفه الرئيسي، وهو القضاء على حماس، ولكنه وللأسف سيحقق جزئيا وليس كليا الهدف الثاني، وهو تهجير أهل غزة، بحيث أنها أصبحت غير صالحة للسكن وتحتاج إلى سنوات لإعادة أعمارها، وهذا يحتاج إلى قرار دولي وعربي، طبعا لو اتخذ هذا القرار، يمكن إعادة تأهيلها بسنتين فقط، إن وجد ثمة تعاون دولي وعربي، ولكن هذا لا يبدو حتى الآن.
*لا بد من مفاجأة اخرى تحصل في المنطقة
وقال: أما بالنسبة للموضوع ككل، فإننا نرى أنه لا بد من مفاجأة اخرى تحصل في المنطقة، لا أدري على أي صعيد ولا يستطيع أحد أن يحدد ما الذي يمكن أن يحصل، ولكن لا بد هنا من العودة إلى مفهومنا الإسلامي المرتكز على حقائق القرآن الكريم ومنها قوله تعالى ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [ سورة آل عمران: 112]، الذي يعنينا هنا هو قوله تعالى حبل من الناس، ماذا يعني حبل من الناس، يعني أن إسرائيل أصلا هي كيان مصطنع، إنما صنعه الناس عند تعاطفهم معه، هذا كان منذ وعد بلفور والاحتلال الإنكليزي والدعم البريطاني بشكل عام، ثم الأميركي والدولي بشكل عام ، إذا انقطع هذا الحبل لأي سبب من الأسباب، مثلا كارثة جوية، وباء عالمي مثلا، تغيرٌ مفاجئ في السياسة الأمريكية، وأن كان هذا مستبعداً، أي سبب محتمل يمكن أن تصبح أمريكا مشلولة، يصبح عندئذٍ الكيان الصهيوني ضعيفا جدا، ولا يستطيع أن يقاوم وأن يصمد أمام المقاومة وأمام العداء الذي زرعه في المنطقة، خاصة بعد هذا الحجم من المجازر الذي فاق كل توقع وكل وصف وكل شيء سبق قبل الآن.
*نؤمن بحتمية زوال "إسرائيل"
وتابع مستعرضاً وجهة نظره بشأن مستقبل الكيان الصهيوني، وقال: نحن بالنهاية نؤمن بحتمية زوال "إسرائيل"، وهذا الزوال لا بد أن يحصل، بعد تغير ما في جسد الأمة، كنا نقول دائما أن الأمر لا بد أن يحصل، إما من خلال وعي يعود إلى الأمة، وإما من خلال فئة مؤمنة على طريقة داوود عليه السلام، كما قتل جالوت بضربة واحدة وحقق نصرا لجيش الإيمان وقتها في وجه جيش الكفر.
واختتم بالقول: بعد أن رأينا أن هذه الضربات قد أيقظت جزءأ من امتنا، أصبحنا نقول: وعي الأمة يمكن أن يعود، وإذا ما عاد سيحصل هنالك تعاون كامل بين الجديين أصحاب الأهداف الجادة، وتحصل هذه النهاية، ولا بد من أمور الهية تثبت أن هنالك تدخلا إلهيا، إذا جاز التعبير، ينهي هذا الكيان المسخ، وهذا يحتاج إلى تفصيل في مكان آخر.