نوید شاهد/ سألت: من هو علمدار؟ لان هذا الاسم لم تسمعه أذني الی الآن فقال السید: علمدار هو ما یکون موجود لدیک. هو الذي ضمنک کي تأتين الی الجنوب». أفقت من النوم. في الصباح قلت لوالدي انا اتناول الفطور بشرط ان تسمح لي بالتوجّه الی الجنوب. فاجازني هو کذلک. تعجبت کثیراً من موافقته علی ذلک فجأة. فعند التسجیل للسفر قدمت نفسي باسم مستعار و هو «زهرا علمدار».
هذا ما ذکره مراسل نود شاهد و اضاف: إن فتاة مسیحیة اعتنقت الدین الاسلامي، فهي تروي اسلامها علی النحو التالي: انا جاکلین ذکریا ثاني. أرغب ان یکون اسمي زهرا. انا من أسرة مسیحیة و احمل معلومات وجیزة عن الاسلام. فعندما دخلت الثانویة لم یتوفر فيّ الوضع المطلوب و کان ذلک یعود الی ثقافتنا. کانت في صفنا فتاة اسمها مریم و هي تحفظ 18 جزءً من القرآن الکریم. و کانت مسیحیة و من الطالبات المتمیزات في المدرسة. أردت أن اصادقها بأي شکل من الاشکال.
... کان ذلک الیوم یوم الثلاثاء و کان یقام في ذلک الیوم مجلس یقرأ فیه دعاء التوسل و کنت اتمشی في ساحة المدرسة و فجأة جاء شخص من خلفي واضعاً یدیه علی عینيّ و عندما رفع یدیه من عیني اندهشت. نعم إنها کانت مریم و التي ابدت لي محبتها و مودتها. سررت کثیراً. انها اقترحت عليّ لنذهب معاً للحضور في مراسم قرائة دعاء التوسل. کان ذلک شیئاً عجیباً بالنسبة لي لکني انا ایضاً کنت راغبة کثیراً بذلک لأری ما یحدث في مثل هذه المجالس. فعندما دخلنا المجلس وجدناهم یقرأون الدعاء و هم یبکون جمیعاً، و انا کنت لم اعرف شیئاً فجلست في زاویة و لکن دون ارادة مني إنهمرت الدموع من عینّي. منذ ذلک الیوم و ما بعده انا و مریم کنـّا نذهب معاً الی المدرسة. لأن طریقنا کان واحداً. و في کل یوم کنا نتعلم أشیاءً اکثر فاول شیئ تعلمته، کان التحجب. و بتوجیهها فکّرت لتکون لي مطالعة و دراسة اکثر للدین الاسلامي. و کل یوم کان یمّر کانت تزداد رغبتي في الاسلام. و کانت مریم تقدم لي مع الکتب الاسلامیة صوراً من الشهداء و وصایاهم و کنا نقرأها معاً. و کانت هکذا تعلمني طریق الحیاة. و یعني اقول باني کنت اتعرف في کل اسبوع علی ستة من الشهداء.
... في اواخر شهر اسفند عام 1377 مارس 1998 عندما کانوا یسجلون للسفر الی الجنوب فقد اصرّت مریم عليّ کثیراً بان اتوجه معهم الی منطقة الحرب. فقلت ذلک لأبي و لأمي لکنهما عارضاً ذلک فاضربت عن الطعام لمدة یومین و لکن دون جدوی. بتاریخ 28 اسفند الموافق 19 مارس آذار في الساعة الثالثة بعد منتصف اللیل تذکّرت بان مریم کانت قد قالت لي باننا من اجل ان تحلّ مشاکلنا علینا أن نقرأ دعاء التوسل. و أنا نویت ان اقرأ دعاء التوسل. فبدأت بقرائة هذا الدعاء. لا اتذکر في أي قسم من الدعاء غفوت! شاهدت في الحلم انا واقفة في صحراء قاحلة قبیل غروب الشمس. جاء رجل نحوي فقال لي «زهراء تعالي.... تعالي... أنوي ان اریک شیئاً،فاتبعته. فکانت حفرة کبیرة في مکان من الارض فأومأ لي بان ادخل في تلک الحفرة. فکان في الاسفل منها شیئاً عجیباً. وجدت قاعة کبیرة مع جدران عالیة و بیضاء کان یشع منها نور ازرق و ملیئ بصور الشهداء و کان في آخرها صورة من السید خامنئي. فعندما نظرت الی الصوره أحسست بانه یتکلم معي لکني لم افهم شیئاً من کلامه. و بدأ السید خامني بالکلام، فقال: «الشهداء کانوا یحملون عشقاً، ذلک العشق الذي أوصلهم الی مقام الشهادة، کالشهید جهان آرا و الشهید باکري و الشهید همت و علمدار»...
سألت من هو علمدار؟ لأني لم اسمع اسمه قبل ذلک. فقال القائد: «علمدار هو ما هو موجود لدیک هو الذي ضمنک لمجیئک الی الجنوب». أفقت من المنام. فقلت في الصباح لوالدي أنا أتناول الافطار بشرط السفر الی الجنوب، و قد أجازني. اندهشت کثیراً عی رضاه فجأة. و عند التسجیل للسفر الی الجنوب قدمت إسماً مستعاراً لي و هو «زهرا علمدار» ففي الاول من فروردین الموافق للحادي و العشرین من شهر مارس آذار عام 1999 توجهت مع التعبویین الی الجبهة الجنوبیة و قد اشتریت شریط الشهید علمدار من حانوت بیع الاشرطة في جوار حرم الامام خمیني (ره) و کلما کنت استمع الی هذا الشریط فکنت افهم اکثر ما یقوله. و في الایام العشرة من رحلتنا الی الجنوب ادرکت بان الدین الاسلامي یا له من دین عظیم. و عندما کانت الطالبات یقمن الصلاة فکنت اجلس القرفصاء جانباً و أبکي علی حالي السیئ. و عندما وصلنا الی شلمجة کان المکان فیه الکثیر من الصفاء. لم اذکر، بان مریم کانت اختاً لثلاثة شهداء و کان قد استشهد اثنان من أخویها في شلمجة، توجهت معها و جلست في زاویة و اخذت بقرائة زیارة عاشوراء.
و قد شعرت في لحظة بان الشهداء قد اجتمعوا حولنا و یقرأون معنا زیارة عاشوراء. و في ذلک الموقف شعرت بحصول تحول في نفسي و قد أغشي عليّ. و غداة ذلک الیوم کان عید الأضحی و کان من المقرر أن یأتي السید خامنئي الی شلمجة. کانت الساعة حوالي 11.5 فجأة السید خامنئي و بعدها ما حدث من صخب في شلمجة... فاخذ الجمیع بالبکاء. و عندما شاهدت السید القائد تحولت جمیع حالات القلق التي کنت أعاني منها الی استقرار و سکینة. لأني کنت الاحظ بان الحلم الذي شاهدته یتحقق عملیاً تماماً. و الخلاصة فعندما عدت من الجنوب تحولت جمیع شکوکي الی یقین. فعندها طلبت من مریم بأن تعلمني طریقة اعتناقي للدین الاسلامي. انها فرحت بدورها بذلک. و بعد ذکري للشهادتین کان حالي شیئاً آخراً. کنت أشعر باني اصبحت مثل مریم و اصدقائها. و کنت قد اصبحت مسلمة کذلک. ینبغي أن اقولها بأني کنت أنجز کافة الاعمال التي ینجزها الشخص المسلم و لکن بشکل سرّي. و کان لطف الله قد شملني و قد شفیت کلیتاي....