نوید شاهد/ بالرغم من تأکید القرار رقم 598 لمجلس الأمن الدولي بشأن معرفة البادئ للحرب لم تتم ایة إشارة الی عدوان العراق علی ایران و بعد اعوام من ذلک و اثر الهجوم العراقي علی الکویت اعلن الامین العام للامم المتحدة بتاریخ التاسع من دیسمبر کانون الاول عام 1991 و المجامع الدولیة و الدول الحامیة لصدام بان المعتدي علی الکویت هو نفس البادئ للحرب ضد ایران. و قالت نوید شاهد في تقریرها انه اثر بدء الحرب المفروضة بتاریخ 22 ایلول سبتمبر عام 1980 و الحملات الهجومیة الواسعة لصدام علی المناطق الحدودیة و الجنوبیة و الغربیة لایران حالت مقاومة الشعب و القوی المقاتلة الایرانیة دون تقدم القوات العراقیة داخل الاراضي الایرانیة. فالنظام العراقي استخدم اسلحة جدیدة و محظورة لتقویض مقاومة الشعب الایراني و القوات المقاتلة. و مع تصعید استخدام الاسلحة الکیماویة من جانب قوات النظام البعثي العراقي قام المسؤولون العسکریون الایرانیون بتدریب القوات المقاتلة و تشکیل وحدات تخصصیة في کل کتیبة لمواجهة العملیات العراقیة الکیماویة. و لکون النظام العراقي کان في تبعیة لاوروبا الشرقیة کان یمتلک منذ البدایة وحدة تحمل اسم «وحدة الحروب الکیماویة» لکن الجیش الایراني بالرغم من تجهیزه بالنظام العسکري الغربي و الامریکي لکنه لم یمتلک آنذاک تجربة بشأن استخدام هذا النوع من السلاح لکنه کان یمتلک تشکیلات کیماویة محدودة.
إن مصطلح «ش.م.ه» ای «ک.ج.ن» کان موجزاً للکلمات الکیماوي و الجرثومي و النووي و کان حضور هذه الوحدة قبل الحرب محدود جداً في الجیش و لکن إثر اشتداد الحملات الکیماویة العراقیة طوال الحرب المفروضة قام حرس الثورة الاسلامیة بتأسیس منظمة في عام 1982 تحمل اسم (ش.م.ر) أي موجزاً لکلمات کیماوي و جرثومي و الاشعاع الذري.
و کان النظام البعثي العراقي یستخدم هذه الاسلحة بشکل محدود جداً و اختباري قبل عملیات و الفجر الثانیة و لکن بعد ما استخدم هذا النظام هذه الاسلحة في منطقة بیران شهر (معسکر الحاج عمران) العراقي في بعض المناطق الجبلیة في الجبهات الغربیة ضد الاکراد القاطنین في المناطق الحدودیة تجهزت المنظمة القتالیة لحرس الثورة بهذه الاسلحة لمواجهة هذا النوع من الاسلحة للدفاع عن نفسها.
و منذ ذلک التاریخ و ما بعد ذلک بدأ حرس الثورة الاسلامیة باعداد تجهیزات لقواته و شکل في فرقه من قواته و وحدة کیماویة في کل موقع کتیبة دفاعیة و اثر اتساع حجم استخدام الاسلحة الکیماویة العراقیة اتسعت هذه الوحدات لتکون في حجم لواء من القوات.
و کان اول تقریر غیر رسمي قد سجّل بشکل غیر رسمي استخدام العراق لهذه الاسلحة بتاریخ 6 اکتوبر عام 1980 في منطقة شملجة من غاز الخردل المضاد للاعصاب. و کان اول تقریر یمکن الاستناد علیه حول القصف الکیماوي الجوي في جبهة مهران بتاریخ 31 دیسمبر عام 1980 و الذي خلف 40 مصدوماً و 10 شهداء في صفوف القوات الایرانیة.
و کانت عملیات خیبر اول عملیة استخدم فیها النظام العراقي البعثي اسلحة کیماویة بشکل واسع و طوال الحرب کانت اوسع الحملات الکیماویة العراقیة قد نفذت في عملیات والفجر الثامنة في (فتح الفاو) و کربلاء 5 في شرق دجلة في منطقة شلمجة الحدودیة.
و کانت التقاریر تتحدث عما یزید عن 50 بالمئة من حجم الحملات الکیماویة للنظام العراقي ضد ایران شملت الاسلحة الکیماویة المضادة للجلد و 25 بالمئة منها عوامل مضادة للاعصاب کغاز التابون و السارین و عنصر آخر غیر معروف، و 15 بالمئة منها من العناصر المضادة للدم و 10 بالمئة من الغازات الخانقة و ترکیباً من العوامل الجلدیة و الاعصاب و المخدرة و المضعفة و المخلة و العوامل الناریة و عناصر جرثومیة بشکل نادر.
و کانت اهم الاسلحة الکیماویة العراقیة تستخدم عبر المقاتلات القاذفات للقنابل کما لوحظ استخدامها عبر صواریخ الکاتیوشا في خرمشهر و راجمات آر بي جي و انواعاً اخری من القذائف کقذائف الدبابات و الهاون و تارة کانت مقرونة بالقنابل الیدویة. فهذه العوامل کان یتم تمییزها علی شکل سحب کیماویة باللون الاصفر او الارزق او البرتقالي.
و في الحرب المفروضة للنظام البعثي التي استمرت ثمانیة اعوام ضد ایران شارکت ما یزید عن 200 شرکة حکومیة و خاصة اوروبیة و امریکیة في تجهیز العراق بانواع الاسلحة و خاصة بالاسلحة الکیماویة و کانت قد جهزت العراق بالاسلحة الکیماویة لکن دولاً کامریکا و بریطانیا و فرنسا و ایطالیا و روسیا و یوغسلافیا و سویسرا و فنلندة و هولندة و اسکتلنده و بلجیکا و السوید و غیرها و شرکات أخری تابعة لها کانت قد شارکت العراق بشکل مباشر في بیعها له هذه الاسلحة و اعداد موادها و انتاج هذا النوع من الاسلحة و اوجدت معامل في مدینتي عکاشة و سامراء و مصانع تحت غطاء مواد مضادة للسموم و المبیدات الکیماویة و المواد المضادة للحشرات. و بعثوا مستشاریهم لتجهیز هذه المعامل و تزویدهم بالعلوم الخاصة بذلک منتجین انواع المواد الکیماوية المضادة الجلدیة و التنفسیة و الاعصاب و المضادة للعیون و الدم و غیر ذلک.
و بعد ثمانیة اعوام من الحرب غیر المتکافئة العراقیة ضد ایران تم اصدار القرار رقم 598 لمجلس الامن الدولي بخصوص وقف اطلاق النار في الحرب و ذلک في شهر تموز عام 1987 لکن وقف اطلاق بشکل رسمي في الحرب بین ایران و العراق کان بتاریخ 17 آّ اغسطس عام 1988 بعد عدد من التحرکات العسکریة العراقیة ضد ایران و التي ادت الی الانتصار في عملیات المرصاد.
و علی اساس النظام التنفیذي لهذا القرار تقرر تشکیل لجنة في الامم المتحدة للاعلان عن الدولة المعتدیة و تخمین حجم الخسائر و تشکیل صندوق دولي لمساعدة المتضررین من الحرب الایرانیة العراقیة و لکن من المؤسف لم یتم قط تشکیل هذا الصندوق و قد نفذ بند واحد فقط من بنود هذا القرار و هو موضوع الافراج عن الاسری و تبادلهم.
و بالنظر الی ان البند السادس من القرار رقم 598 لمجلس الامن کان قد ذکر ضرورة معرفة البادئ للحرب و لکن لم تتم الاشارة قط الی عدوان العراق في الواقع و بعد اعوام من ذلک اي بتاریخ 9 دیسمبر کانون الاول عام 1991 و اثر الاجتیاح العراقي للکویت اعلن الامین العام للامم المتحدة و کذلک بعض المجامیع الدولیة و حتی الدول الداعمه لصدام في المنطقة بان المعتدي علی الکویت هو الذي بدأ الحرب ضد ایران و بعد اعوام من ذلک قامت امریکا بعد إزالة بیدقها المفضوح أي صدام و هاجمت العراق بذریعة وجود اسلحة کیماویة و نوویة في العراق و في عام 2002 و بعد فترة شکلت محکمة مسرحیة للنظر في جرائم صدام و هي لم تسمح باعمالها المعرقلة طرح موضوع الحرب المفروضة الایرانیة في هذه المحکمة لکن صدام افتخر في احدی جلسات المحکمة بقصفه لمختلف المناطق الایرانیة کیماویاً و قتله و جرحه الآلاف من المدنیین الایرانیین.
فعلی ایة حال قد لم تتمکن ایران من طرح ملف الجرائم الحربیة لصدام في هذه المحکمة و لکن لا ینبغي نسیان المشارکین لصدام و حلفائه من العرب و الاوروبیین و الامریکیین الذین قدموا له دعمهم المالي و المعلوماتي مسببین بذلک مقتل مئات الآلاف من الشباب و الاطفال و النساء و الشیوخ بسبب التزامهم باستقلال بلدهم و حریته. لأن الکثیر من هؤلاء الافراد یکونوا الیوم طلقین و البعض منهم قد غیّر وجهه السیاسي و طریقة خطابه في محاولة منهم للتغطیة علی اعمالهم البشعة في تشجیع و تجهیز النظام البعثي العراقي بالاسلحة الکیماویة المحظورة و «الاسلحة الکیماویة» خاصة.
تجدر الاشارة الی انه الی جانب جرائم صدام و النظام البعثي العراقي في الحرب المفروضة علی ایران لمدة 8 سنوات یمکن اعتبار الشرکات الامریکیة من جملة المجرمین الرئیسیین في کوراث الحملات الکیماویة في سردشت حلبجة و الآلاف من الفجائع الانسانیة المذعرة في اعوام الدفاع المقدس الایرانیة الثمانیة و اذا ما یتم تشکیل محکمة العدل فینبغي محاکمکة اولئک کذلک و ینبغي علی ایران الی جانب متابعة اخذ التعویضات في محاکمة اولئک متابعة التعویض عن الخسائر المادیة الکبیرة التي لحقت بالشعب الایراني من الدول الاوروبیة و الامریکیة التي جهزت العراق بانواع اسلحة الدمار الشامل و الاسلحة الکیماوية.