رمز الخبر: 369349
تأريخ النشر: 23 February 2013 - 00:00

إحياء ذكري إستشهاد«ساحر المقاومة» في طهران

أقيم مراسم إحياء ذكري الشهيد القائد الحاج عماد مغنية أحد قادة حزب الله اللبناني والشهير بساحرالمقاومة الذي استشهد في حادث تفجير سيارة في دمشق حي كفر سوسة بتاريخ 12 شباط 2008 بيد قوات الكيان الصهيوني وذلك بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين وقادة قوات الحرس الثوري الإيراني إلي جانب عائلة الشهيد عماد مغنية ووفد سياسي وعسكري لحزب الله أمس الجمعة في العاصمة الإيرانية طهران.

وحضر المراسم الذي أقيم تحت عنوان \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\"ذكر الرضوان\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\" والد الشهيد عماد مغنية ووالدته وزوجته الذين واجهوا بإستقبال المشاركين الإيرانيين بحفاوة إلي جانب ممثل الحزب الله اللبناني في إيران شيخ صفي الدين وممثل حركة الأمل وضيوف من البحرين. نبذة من سيرة \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\"ساحر المقاومة\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\"؛ في حي «الجوار» بمنطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، أبصر النور عماد مغنية يوم 25/1/1962. والده فايز مغنيّة، وأمّه آمنة سلامة. وفي مدارس ذلك الحي، تلقّي علومه الابتدائية والإعدادية وعاش مع عائلته التي فقدت أيضاً الابنين الآخرين جهاد وفؤاد. في نحو العاشرة من عمره، صار يرافق والده في العطل الأسبوعية والصيفية إلي مطعمه الصغير الكائن في شارع عبد الكريم الخليل أحد الشوارع الرئيسية في منطقة الشياح، وفي الأمسيات كان يقضي جلّ وقته في المسجد القريب من المنزل الذي كان يعرف بمسجد الشيخ القبيسي. وعندما بلغ الثالثة عشرة من العمر، قرر عماد المتأثر كثيراً بعلوم أمّه الدينية، التوجه إلي العراق حيث الحوزة العلمية في النجف الأشرف. لكن حصل في اللحظة الأخيرة ما عطّل الرحلة. الشهيد القائد الحاج عماد مغنيةفي 13 نيسان من عام 1975 اندلعت شرارة الحرب الأهلية في لبنان من ساحة «البريد» في عين الرمانه، علي بعد 50 متراً من مطعم أبيه، وحينها بدأت حياته العسكرية. تحوّل طريق «صيدا القديمة»، الفاصل بين الشياح وعين الرمانة، إلي جبهة ساخنة كثرت فيها السواتر الترابية والكتل الخرسانية والمتاريس. في عين الرمانة كان مقاتلو الكتائب والأحرار، وفي الجانب الآخر مقاتلو الحركة الوطنية والفصائل الفلسطينية. هناك تسنّي لعماد وهو بعمر الرابعة عشرة الاختلاط والتعرف إلي اليسار بفصائله وأفكاره المتنوعة. صادق الشيوعيين وقرأ أفكارهم، وكان لافتاً اهتمامه بتروتسكي. واختلط بالقوميين السوريين الاجتماعيين فأعجبَهُ عمقهم وانضباطهم. لكن كل ذلك لم يدفعه للانتماء إلي أي من الأحزاب اللبنانية. وأمضي أيامه ولياليه، مثل كل الفتية في الشياح، يتنقّل من محور إلي محور، ولصغر سنّه اقتصرت مشاركاته علي بناء السواتر الترابية لحماية المدنيين من نيران القناصة، ثم صار يشارك في الحراسات الليلية حيث تعرف إلي المقاتلين الفلسطينيين، وسمع منهم الحكايات عن بلادهم. أما والدته، فكان لها نصيبها الليلي من المشقّة باحثةً عنه تتقفي أثره من محور إلي آخر، فتعيده الي المنزل ليلاً ليعود ويغادره صباحاً، ولا يعود إلّا برحلة تقفّي أثر جديدة للحاجة آمنة. تلك السيدة التي لم تكن تدرك ما سيأتيها لاحقاً. ففي حزيران من عام 1984 شيّعت الحاجة آمنة والحاج فايز ابنهما الأصغر، جهاد الذي استشهد في قصف مدفعي استهدف منزل العلّامة محمد حسين فضل الله في بئر العبد. وبعد عقد من الزمن شيعت الحاجة آمنة والحاج فايز ابنهما الأوسط فؤاد، الذي كان ضمن تشكيل المقاومة، وقد اغتالته الاستخبارات الإسرائيلية بعبوة ناسفة في منطقة الصفير بالضاحية الجنوبية. كذلك لم تدرك الوالدة ما خبأته لها الأقدار بشهادة ثالث أبنائها، بكرها الحاج عماد، عام 2008. كان واضحاً أن للتربية الدينية أثرها في الفتي عماد، ومنها اهتمامه بفكر الإمام السيّد موسي الصدر، فشارك في أنشطة حركة المحرومين آنذاك مع أبناء منطقته. لكن الأمر الأوضح، أنه تشبّع أكثر بأفكار الثورة الفلسطينية ووجد نفسه أقرب إلي أكبر فصائلها في حينه، حركة فتح. وسرعان ما أتيحت له فرصة التدريب العسكري في مخيمات عدة، في بيروت وخارجها. وتأهّل عسكرياً ليكون في موقع آمر فصيل. لكن الدورة المفصليّة كانت في معسكر الزهراني «معسكر أبو لؤي»، المعسكر الذي تلقّت فيه الشهيدة دلال المغربي تدريباتها. عماد وفتح : في مركزية فتح في الشياح، كان يقيم أبو حسن خضر سلامة (الشهيد علي ديب الذي اغتالته إسرائيل عام 1999)، وكان يعرف أيضاً بـ«أبو حسن البلاتين»، نسبةً إلي قضبان البلاتين المزروعة في أنحاء عدة من جسده نتيجة الإصابات المتكررة. أعجب الشاب اللبناني بعماد، ووجد فيه شاباً مناسباً للعمل المتطور. وفي وقت قصير، قرر أبو حسن تعيين عماد نائباً له. بقي ضمن التشكيل حتي عام 1981. وسبب الخروج، عدم التزام عماد قرارات الحركة. ذلك أن الشاب المتديّن، تأثّر كثيراً بخطف الإمام الصدر. وعندما تعرّض العلّامة فضل الله لمحاولة اغتيال علي يد الاستخبارات العراقية في عام 1979، كوّن عماد وبعض رفاقه درعاً أمنية للسيّد محمد حسين فضل الله حيث سهروا علي حمايته وإجراءاته الأمنية، ثم رافقه في رحلة إلي الحج في عام 1980. ومن حينها صار يعرف باسم «الحاج عماد». الحاج رضوان في بداية مسيرته العسكريةوجاء استشهاد السيّد محمد باقر الصدر في العراق في نيسان 1980 منعطفاً في توجهاته. وجد نفسه أمام مسؤولية الوقوف في وجه البعث الخاضع لسلطة العراق. ويومها اتهم البعث باستهداف علماء الدين وقياديين في حركة أمل وما كان يعرف في ذلك الوقت باللجان الإسلامية. انخرط الحاج عماد في مواجهات مسلّحة مع البعثيين، ما أدي إلي انفصاله كلياً عن حركة فتح في النصف الأول من عام 1981. الاجتياح الإسرائيلي : في حزيران من عام 1982 حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان وكان الحاج عماد في حينه يزور العتبات المقدسة في مشهد في إيران. فور سماعه النبأ، عاد الي سوريا ومنها الي لبنان، وفي الطريق اختطفته عناصر من الكتائب اللبنانية ثم أطلق سراحه بعد تدخّلات سياسية، ودخل بيروت ليلتقي مجدداً رفاقاً له من فتح وفصائل فلسطينية. وراح الحاج عماد يتنقّل من محور الي آخر، من خلدة الي كلية العلوم جنوب شرق بيروت، الي الكوكودي غرب الضاحية الجنوبية لبيروت، الي شاتيلا حيث أصيب في إحدي المواجهات بقدمه إصابة أقعدته في الفراش لفترة وجيزة، استأنف بعدها نشاطه مع الشهيد أبو جهاد (خليل الوزير) الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة. بعدما غادر القادة الفلسطينيون وفصائل الثورة الفلسطينية بيروت، تسنّي للحاج عماد معرفة مخازن أسلحة كثيرة. يومها، كوّن الحاج عماد مع رفاقه النواة الأولي لما بات يعرف لاحقاً بالمقاومة الإسلامية. وألّفت مجموعات للمقاومة في بيروت والبقاع الغربي والجنوب، بدأوا بشن سلسلة عمليات علي دوريات للعدو، ونصب الكمائن وقنص الجنود وقصف التجمعات بالصواريخ.. إلي أن كانت باكورة العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية بتاريخ 11/11/1982 حيث دمّر مقرّ الحاكم العسكري في مدينة صور في جنوب لبنان في عملية للاستشهادي أحمد قصير. قائد الانتصارين الحاج عماد مغنية بطل المقاومة الإسلامية في لبنانفي تلك الفترة، لم ينقطع الحاج عماد عن أجواء الفصائل الفلسطينية، وبعد ترحيل قادة وكوادر ومقاتلين إلي تونس واليمن والسودان وانكفاء آخرين إلي سهل البقاع، بدأ الشرخ يبرز في العلاقات في ما بينهم، وشعر الحاج عماد بأنّ في مقدوره أداء دور توفيقي، فسعي إلي دفعهم نحو عمل مشترك بوجه إسرائيل فقط. وبحكم علاقته ومعرفته عن قرب بالكثير من المناضلين، قاد الحاج عماد عمليات مشتركة نفّذها مقاتلون من أحزاب لبنانية وآخرون فلسطينيون ومجموعات من المقاومة الإسلامية، وساهم الحاج عماد في تسليح العديد من فصائل المقاومة الوطنية والفلسطينية وتوفير الدعم اللوجستي لهم. وعندما وقعت اشتباكات بين عدد من المخيمات الفلسطينية وحركة أمل، كان للحاج عماد دور يُشهد له في فض الاشتباكات وحل الإشكالات للحؤول دون تفاقم الأوضاع. وكثيراً ما تعرّض للمخاطر أثناء معالجة بعض الحالات الإنسانية الصعبة. عام 1984 شهد أيضاً انفصال الحاج علي ديب (أبو حسن خضر سلامة) رفيق درب الحاج عماد عن حركة فتح، فانضمّ هو وتشكيلاته إلي المقاومة الإسلامية وكان سنداً للحاج عماد وذراعه اليمني. تميّز أبو حسن بقلّة اهتمامه بالمناصب والمواقع التنظيمية. كان مشغولاً بالمهمات العملانية. وهو استمر كذلك حتي استشهاده في عام 1999 بتفجير العدو عبوة استهدفت سيارته في منطقة عبرا شرقي صيدا بعد محاولات عدة فاشلة لاغتياله. الحضور الميداني في فلسطين : للحاج رضوان علاقة خاصة مع قيادات حماس والجهاد الإسلامي. كان حازماً في توفير الدعم المالي والإعلامي لانتفاضتي فلسطين ونسج علاقة متينة مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، الأمين العام السابق لحركة الجهاد. ثم ارتبط الحاج عماد بعلاقة وثيقة مع الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام للجهاد بعد الشقاقي، وبني علاقات استثنائية مع قيادات حماس في الداخل والخارج، حتي إن البعض لا يعرف ربما، أن الحاج عماد، قبيل استشهاده بساعات، كان في اجتماع مع زعيم حماس خالد مشعل في حضور قياديين من الحركة في دمشق. بعد استئناف التواصل مع أبو عمار، لم يغفل الحاج عماد الحاجة إلي حضور مباشر لمقاومين في الميدان. كان بالإضافة الي تعاون وثيق ومميز مع حماس والجهاد، يعمل علي تأمين انتقال كوادر ومقاتلين من داخل فلسطين الي سوريا ولبنان وإيران لإخضاعهم لدورات عسكرية ومنحهم المعرفة والخبرة والدراسات اللازمة، ثم العمل علي إعادتهم إلي الأراضي المحتلّة. وقد طوّرت قوي المقاومة في فلسطين آليات النقل هذه، برغم الحصار الذي كان النظام الأمني لحسني مبارك يفرضه عليهم. وعندما كان الحاج عماد يشعر بالحاجة إلي الحضور المباشر، لم يكن يتردد في إرسال مَن يجب إرساله إلي الأراضي المحتلة. وقد نجحت إسرائيل، مرتين علي الأقل، في كشف مقاومين من حزب الله واعتقالهم، سواء بجهود منها، أو بجهود عملاء لها داخل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أو بسبب أخطاء واجهت المقاومين أنفسهم. لكن الحاج لم يكن يترك هؤلاء يعيشون لوقت طويل في السجون، وكان سعيه الدائم إلي تنفيذ عمليات أسر لجنود العدو، يقوي بحافز إطلاق هؤلاء الكوادر. وقد مثّل تطور عمل حماس والجهاد داخل فلسطين المحتل، ونشوء العديد من التشكيلات النضالية والجهادية دافعاً مهمّاً للحاج عماد إلي التطوير، وتفرغ لإعداد الخطط والبرامج لدعم هذه الفصائل داخل فلسطين. وقد شرع في توفير مستلزمات مواجهة العدو تدريباً وتسليحاً ودعماً لوجستياً ومادياً، فأنشأ داخل المقاومة الإسلامية تشكيلاً خاصاً لفلسطين، وفّر له المستلزمات المطلوبة، وكان همّه تدريب الشباب الفلسطيني وإيصال السلاح إلي فلسطين، ولعله في داخله كان يردّ بعضاً من الجميل لرفاق الأمس الذين أمدّوه بالسلاح عند انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان. الشهيد عماد مغنية أفجع الفلوب باستشهادهبعد توفير المقوّمات الأساسية للصمود العسكري علي مستوي السلاح الخفيف والمتوسط لكل من حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصي واللجان الشعبية وكتائب أبو الريش وغيرها من الفصائل المقاومة، شرع الحاج عماد بتنفيذ قرار قيادة المقاومة الإسلامية توفير الدعم المفتوح للمقاومة في فلسطين. ووفّرت سوريا وإيران الدعم الإضافي والاستراتيجي، وشرع بتمكين المقاومين في فلسطين من إنتاج القدرة النوعية لمواجهة العدو سعياً إلي تحقيق توازن تكتيكي ونوعي مع العدو. ولم يكن يغفل عن بناء التشكيلات والتخصصات، كالمشاة وسلاح الهندسة والقناصة والوحدة المضادة للدروع والقوة الصاروخية، فضلاً عن بناء تشكيلات منظمة ونموذجية لخوض حرب عصابات مع جيش العدو. حتي إن قيادياً رفيعاً في كتائب عز الدين القسّام قال إن الحاج عماد كان شريكنا في حرب غزة. النهاية
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع