رمز الخبر: 363501
تأريخ النشر: 21 September 2013 - 00:00

اسطورة المقاومة

في القريب العاجل سوف تتعرض اجسامنا جميعا لوابل من سهام العدو و لن يكون مصير آخر في انتظارنا غير الشهادة دون شك ، ايها العزاء انكم جميعا بذلت قصاري جهدكم و عملتم بوئاجبكم قدر ما استطعتم و لم تتواطؤوا في هذا المجال ، من هذه اللحظة و من هذا المكان فانني الغي بيعة مرافقتكم لي من علي اكتافكم و اطلب منكم جميعا ان تستغلوا الفرص القليلة المتبقية و ان تنقذوا انفسكم من وادي المصائب هذا و ان من يريد البقاء منكم في هذا المكان فانه سوف يتم استشهاده دون شك .


هل هذه الجملات ليست مالوفة لآذانكم ؟ ان هذه الارض لن يكون مكانا آمنا للمعتدين ابدا و ان كل واحد منا نحن لاقينا الموت او بقينا احياء فسوف نصرخ و نردد حرية و استقلال هذه الارض ابدا و دائما . و اننا نحن سوف نقوم بروي كل شبر من هذه الارض الواسعة من دماء كل حاسد يلقي نظرة خبيث و ملوثة لوطننا و ارضنا لكي يصبح كل شبر من هذه الارض حمراء بدم هؤلاء الاعداء الحاقدين . ماذا عن هذه الجملات ؟ اليست هي ايضا مالوفة لآذانكم ؟ نعم ، ان الجملات الاولي التي تم ذكرها هنا و في هذا النص كان مشابها لتلك الجملات الطيبة و القيمة الذي تفوه بها سيد الشهداء الامام حسين بن علي ( عليه السلام ) لرفاقه و اصحابه و من كان معه في ليلة العاشوراء في منطقة كربلاء المقدسة و الجملات التالية التي ذكرها في هذا النص كان من الكلمات التي تبعث الغرور و الفخر من اسد منطقة جنوب الجمهورية الاسلامية الايرانية يعني الشهيد \" رئيس علي دلواري \" ، و في الحقيقة ان التاريخ تتكرر دائما و ان هذا الجوهر المنفرد قد قال نفس تلك الجملات لزملائه و رفاقه في الايام الاخيرة من فترة مقاومة اهالي مدينته \" خرمشهر \" التابعة لمحافظة \" خوزستان \" جنوب غرب ايران و التي استمرت لمدة خمسة و اربعين يوما او حسب رواية اخري اربعة و ثلاثين يوما ، نعم ان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" يعني القائد الباسل و الشاب و الجريء و المؤمن و المقاوم و الصامد لقوات الحرس الثوري الاسلامي الايراني فرع مدينة \" خرمشهر \" قد ذكر و كرر نفس الجملات التي قد علمها من ولي امره سيد الشهداء الامام حسين بن علي ( عليه السلام ) الي رفاقه و زملائه في جبهة الحرب المفروضة من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية و كما ان رفاق و زملاء القائد الباسل الشاب لقوات الحرس الثوري الاسلامي فرع مدينة \" خرمشهر \" عملوا نفس الشيء الذي قام به رفاق و اصحاب سيد الشهداء الامام حسين بن علي ( عليه السلام ) الاوفياء في كربلاء و في يوم عاشوراء ، الامر الذي ادي الي ان يقول سيد الشهداء الامام حسين بن علي ( عليه السلام ) فيهم : \" فإني لا أعلم أصحابا أولي ( اوفي ) و لا خيرا من أصحابي و ما رايت اصحابا خيرا من اصحابي \" . ان مؤسس و قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة آية الله العظمي الامام السيد روح الله الموسوي الخميني ( قدس الله تعالي سره الشريف ) كان رجلا من سلالة سيد الشهداء الامام حسين بن علي ( عليه السلام ) و انتفض سماحته في السنوات الاولي من العقد الرابع من المئوية الايرانية الجارية ( اي السنوات الاولي من ستينيات المئوية الاخيرة من الالفية الماضية للميلاد ) و في كلمته الشهيرة فقد اشار باصبع سبابته الي الاطفال و الاشبال الذين كانوا يقومون بمساعدته و دعمه في السنوات المقبلة ، و ان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" كان في ذلك الحين طفلا في حال دخول مرحلة المراهقة و كما كان في ازقة مدينة \" خرمشهر \" يذهب وراء قراءة دروسه و عمل المشاغب التي تلازم عمره في تلك المرحلة و لكن لم يمر من ذلك الحين فترة طويلة عندما مال الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" الي النضال و مرافقة مؤسس و قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة آية الله العظمي الامام السيد روح الله الموسوي الخميني ( قدس الله تعالي سره الشريف ) و ذلك في فترة المراهقة و عندما كان عمره خمسة عشر عاما كان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" واحدا من اكثر الاعضاء تاثيرا في المجموعات الدينية و المناضلة في مدينته \" خرمشهر \" ، و لم يكن متخطيا عامه العشرين عندما تحمل الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" اكثر من عام من الالم و الصعوبات في احدي سجون النظام الملكي الايراني الظالم و من بعد تلك الفترة فقد اختار الحياة السرية لمواصلة نضاله ضد هذا النظام الظالم ، و في النهاية فان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" قد شهد و برفقة باقي افراد الشعب الايراني الثائر و الباسل و المسلم انتصار الثورة الاسلامية في ايران و احتضن انتصار هذه الثورة المباركة في الثاني و العشرين من شهر بهمن من عام 1357 من العام الايراني ( الموافق للحادي عشر من شهر شباط / فبراير من عام 1379 للميلاد ) و من ثم بدا الايام الصعبة للحفاظ علي الثورة الاسلامية و النظام المنبثق منها ، و ان مؤسسة \" الحرس الثوري الاسلامي \" الذي كان في تلك الفترة من المؤسسات الجديدة و حديثة التاسيس في البلاد ، اصبح البيت الجديد \" للسيد محمد علي جهان آرا \" لمواصلة نضاله و كفاحه امام الظلم و الاعتداء و كذلك للحفاظ علي النظام الشعبي و الديني الجديد في ايران ، و ان اطفاء و القضاء علي الفتنة التي سميت باسم \" الشعب العربي \" في محافظة \" خوزستان \" جنوب غربي ايران كانت من اولي مهمات هذا القائد الشاب و الباسل لقوات الحرس الثوري الاسلامي فرع مدينة \" خرمشهر \" مما ادي الي دخوله في سنوات فترة الدفاع المقدس امام الهجوم العسكري للقوات الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية . و اذا ان فترة الدفاع هذه التي استمرت لثمانية اعوام و التي شهد الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" السنوات الاولي منه فقط ، اذا كانت هذه الفترة مقدسة للشعب الايراني كافة فانه تقدسه دون اي شك كان اكبر بكثير لاهالي مدنية \" السيد محمد علي جهان آرا \" يعني مدينة \" خرمشهر \" لان اهالي هذه المدينة التابعة لمحافظة \" خوزستان \" فقد قاوموا و صمدوا لمدة خمسة و اربعين يوما دون ان يكون لديهم اية اسلحة و عتاد و بايدي خالية و ذلك امام العدو البعثي العراقي البائد الذي كان مجهزا بكافة انواع الاسلحة و العتاد بالكامل و ان صمودهم و مقاوتهم هذه قد ادي الي ان يخلقوا معنا جديدا للصمود و المقاومة . و ان ملحمة مدينة \" خرمشهر \" التي تعرف ايضا باسم \" خونين شهر \" اي \" المدينة الملطخة بالدماء \" و اسم الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" و خلال الايام الخمسة و الاربعين هذه قد كسب شهرة عالمية ، و ان هؤلاء الاشخاص الشجعان و البواسل و في مواصلة تلك الفترة قد استقروا في مدينة \" عبادان \" التابعة ايضا لمحافظة \" خوزستان \" و التي كانت محاصرة آنذاك و كما انهم ضحوا بحياتهم و بذلوا قصار جهدهم في العمليات العسككرية الهامة الاولي التي انتهت بانتصارات للقوات الايرانية المسلمة امام العدو البعثي العراقي البائد ، و في نهاية المطاف فان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" الذي يعتبر مقاتلا و جنديا وفيا لمؤسس و قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة آية الله العظمي الامام السيد روح الله الموسوي الخميني ( قدس الله تعالي سره الشريف ) و ان هذ القائد الباسل و الشاب و الجريء و المؤمن و المقاوم و الصامد لقوات الحرس الثوري الاسلامي الايراني فرع مدينة \" خرمشهر \" و بعد مضي يومين من انتصار القوات العسكرية الايرانية في عملية \" ثامن الائمة \" ( عليه السلام ) العسكرية و كذلك كسر الحصار علي مدينة \" عبادان \" قد نال الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" و برفقة عدد من قادة قوات الجيش الايراني و قوات الحرس الثوري الاسلامي درجة الشهادة الرفيعة و ذلك بالقرب من منطقة \" كهريزك \" في العاصمة الايرانية طهران و علي اثر اطلاق صاروخ من قبل احدي الطائرات الحربية التابعة لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين عليهم ، هذا في الوقت الذي تم تحرير مدينة \" خرمشهر \" من ايدي القوات العسكرية الموالية لنظام البعث العراقي البائد بعد اقل من تسعة اشهر من يوم استشهاد الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" و زملائه و مرافقيه و كان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" ينظر الي صيحات الفرح التي كان رفاقه و زملائه في الجبهة يطلقونها من مسجد جامع مدينة \" خرمشهر \" بهجة منهم بتحرير المدينة و كما كان يشاهد سجدة شكرهم و ذكرهم لله سبحانه و تعالي . ان الشهيد \" السيد محمد علي جهان آرا \" قد حاز علي استحقاق و جدارة علي لقب \" اسطورة المقاومة \" في فترة ثمانية اعوام من الدفاع المقدس امام الهجوم العسكري للقوات الموالية لنظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية . نهاية الخبر /
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع