رمز الخبر: 351820
تأريخ النشر: 25 May 2013 - 00:00

عملية بيت المقدس في رؤية المراقبين العالميين

تنفيذ عملية بيت المقدس أدّي إلي تحرير مدينة خرمشهر (المحمرة) بعد 575 يوماً من بداية الحرب و ألحقت ضربة قاسية و مصيرية علي العدوّ حتي تغيّر رؤيتهم و تقديراتهم في القدرات و الطاقات للجمهورية الإسلامية الإيرانية و أعجب الكثير من الخبرات العسكرية و محللين الأعلام الأجنبية من «سرعة فعل» القوات الإيرانية و «خصائص عملياتها».


أعلن الإذاعة الحكومية البريطانية في مساء اليوم التاسع من شهر إرديبهشت سنة 1361 (مايو 1982):« إن قصد الإيرانيون فتح مدينة خرمشهر، أختاروا أصعب طريق لكسر الجوز». و في النهاية إضطرت إلي الخروج عن صمته و أعلنت يومين بعد فتح المدينة بواسطة القوات الإيرانية معجبا:« لا يمرّ من مقابلة المراسلين الغربيين مع القوات العراقية في المدينة الذين كانت معنوياتهم مرتفعة إلاّ ثلاثة أو أربعة أيام حتي فتح الإيرانيون المدينة». في ساعة العاشرة و خمسة و خمسين دقيقة صباحاً ،يوم بعد فتح المدينة، أرسلت الوكالات الدولية تقريرات تحت عنوان «في غاية الأهمية» من بغداد إلي أنحاء العالم و أعلنت لأول مرة أن العراق لوّحت إلي هزميتها معتمداً علي البيان العسكري الذي أصدرته السلطات العراقية ببغداد. أعلنت وكالة آي.أن.أ العراقية ، كما كتبه الوزير الخارجية الإيرانية آنذاك، في إعلان قصير معتبراً مدينة خرمشهر ب«ميناء خرمشهر»: «أعلن الجيش العراقي إنّه غادر ميناء خرمشهر و إنسحب حتي حدودها الدولية و أضاف مراسل عراقي أن إنسحاب القوات العراقية بدأت يومين قبل فتح المدينة». و بثّ هذا الإعلان من الإذاعة العراقية بشكل آخر للرأي العام العراقي:« قال متحدث بإسم للجيش العراقي أن قواتنا البواسلة لقائدنا صدام قاومت الهجمات العدو المجوسي العرقي الفارسي في منطقة الخفاجية و الأحواز بالكامل و صباح يوم 24/05/1982 قامت بعمل مثير بالإعجاب و هو الإنسحاب التكتيكي من مدينة خرمشهر بشكل كامل». بثت الإدعاء بينما كانت تصف الوكالة الإمريكية «يونايتد برس» في نفس اليوم الجنود العراقية هارباً من الحرب في التقرير الذي أرسله من بيروت و كتب:« كانت الجنود العراقية تهرب من مدينة خرمشهر و المناطق المحتلة». أشار الدكتور علي أكبر ولايتي في كتابه «التاريخ السياسي للحرب المفروضة العراقية ضد إيران» صفحة 104 إلي دعايات قادة الأعداء و يكتب:« ما صرّحت العراق بهزمتها بشكل مباشر و كانت تدّعي أنّها تأدّبت الثورة الإسلامية و لذلك لا تري حاجة إلي بقاء قواتها في مدينة خرمشهر فقامت بإنسحاب قواته منها». بعد بثّ التقارير الوثائقية و الخبرية و الصور عن جبهة خرمشهر من قبل الأعلام الإيرانية و الأجنبية التي كانت تعرض إسارة آلاف العراقيين و الحصول علي الكثير من العتاد و الأجهزة بشكل واضح إنسحب دول الخليج الفارسي من دعمها الصدام و إعترفت بالتزييف إدعاء السلطات العراقية البعثية و أدرك العراقيون أيضاً الواقع و علموا أن صدام هزم في مدينة خرمشهر فلذلك أطلق الرصاص علي أكبر قادته في الحرب منهم اللواء صلاحي قاضي... عميد الركن جواد اسعد شينته قائد الجيش المدرع الثالث سابقاً و مقدّم الركن محسن عبدالله و قائد عمدة 12 إبن وليد المدرعة وعقيد الركن شاكر العماري و قائد عمدة 104 العميد عطاءالله نوري الدنيمي و العقيد احمد الزيان قائد العملية بمدنة خرمشهر. و من جانب آخر قامت الحكومة العراقية البعثية لتضليل الرأي العام قام بأعطاء وسام اللبق و الرافدين إلي عدد من قادتها في الحرب و أعلن إذاعة الصوت الأمريكي بعد صمت لخمسة أيام و عدم بث أخبار إنتصار إيران أعلن في النهاية في تقرير خاص:« تحركت السيارة العسكرية الإيرانية بشكل مدهش رغم مشاكلها في العتاد و الضوضاء في البلد بعد الثورة و التقليل التدريجي قوة العملية للقوات الجوية الإيرانية». تكتب صحيفة غاردين البريطانية عن فتح خرمشهر قائلا:« سقوط خرمشهر يعني سقوط آخر ما تباهي به العراق و تعتبرها هاماً و فتح المدنية بواسطة القوات الإيرانية أخذت الورقة الرابحة من العراق التي كانت تحاول بتلك جرّ إيران نحو المناقشة». يتطرق أحمد متوسليان في تاريخ 24/05/1982 إلي إنجازت عملية بيت المقدس قائلا:« جدير بالذكر أن هذه العملية ،كما تعبر عنها الأعلام الغربية، ضربة قاسية علي المصالح الأمريكي و فتح خرمشهر كسرت الموازنة العسكرية في المنطقة ضد الغرب التي قامت بها الولايات المتحدة. قال الوزير الخارجي الأمريكي (ألكساندر هيك) في مجلس شؤون الشرق الأوسط لوزارجة الخارجية:« الإنتصارت الإخيرة لإيران في حربها مع العراق مثيرة للقلق و أوقعت المصالح الأمريكية في المنطقة علي الخطر».
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع