رمز الخبر: 351803
تأريخ النشر: 25 May 2013 - 00:00
ذكريات الضباط العراقي من حرب خرمشهر (محمرة):

ذكريات الضابط البعثي: جرائمنا في خرمشهر (محمرة)

نويد شاهد:« ... لأننا نعلم أن المعتدين لا يعتقدون بأي شيء. جاء أحدهم و ركلنا و ظن كلّنا متنا فأعتدي علي جثة إحدي أخواتنا الشهيدة».


حدثت طوال ثماني سنوات من الحرب المفروضة ضد ايران أحداثاً كثيرة في جبهات الغرب و الجنوب و الآن ليس بين أيدينا إلاّ بعض الوثائق التي تم تسجيلها اليوم و للحصول علي المصادر الجامعة لابد للتطرق إلي الأبعاد المستورة حتي نستوعب الأحداث الكثيرة لذلك اليوم. إن الأخبار و التقريرات التي نشرت حتي الآن نقلتها الجنود والقادة و الشعب و قلّما نتطرق إلي هذه القضية من رؤية جنود الأعداء و قادتها الذين كانوا يرون ظروف الجنود الإيرانيين و مشاكلهم و تضحياتهم. إن التاريخ لا يستطيع أن يعبّر عما حدث لخرمشهر. ما كانت جريمة إلاّ أن ترتكبها الجنود العراقية بعد إحتلال مدينة خرمشهر. بعد إحتلال المدينة بواسطة قوات البعث؛ إحتلت ثكنة أسرة قوات الجيش و الجامع بالمدينة و عندما أرادت عدة سيدات التي كنّ تطبخن في الجامع أن تنسبحن، تركبن سيارة و عند العودة تنفجر قذيفة قرب السيارة فتستشهد الجميع إلاّ ثلاثة. كانت تنقل إحدي الأخوات: كنّا سقطنا علي الأرض جرحي و رأينا الجنود العراقية يجيئون نحونا فغلقنا أعيننا كأننا أموتا لأننا نعلم أن المعتدين لا يعتقدون بأي شيء. جاء أحدهم و ركلنا و ظن كلّنا متنا فأعتدي علي جثة إحدي أخواتنا الشهيدة». كانت هذه الجرائم التي تندي لها الجبين من تصرفات الجنود العراقية البعثية. تحدث أحد الجنود العراقية الذي كان قد شارك في الحرب: إني كنت أجول في البيوت برفقة عدة من زملائي و كان قد إستشهد الناس أو تركوا المدينة و جثة فتاة بالملابس السوداء و يناهز عمرها عشرين عاما لفت إنتباهي إلي نفسها و كان يبدو إستشهد حديثاً لأنّ دمها كان حارّا. كنا ندخل البيوت حتي ما أصبنا الرصاص و نحصل علي الطعام منها. كان الصحن في إحدي البيوت حارّا و فيه طعام و كان من الواضح أنّ صاحب البيت ما إستطاع أن تتناوله. كنا ثلاث جنود لكن الإثنين منا أنا و فاضل عباس دخلنا البيت و عندما بحثنا عن زميلنا الثالث رأينا أنه كان يقوم بالجماع مع الفتاة الميتة. غضبت كثيرا و ركلته و أراد فاضل عباس أن يقتله لكن منعته. كان يبكي المعتدي و يصرخ : إنها مجوسية و ليس الجماع عمل خطأ. ثم أنفجرت بعد دقائق قذيفة قربه فمات ميتة سوء. رغم ميتة هذا الجندي لكن التعدي إلي شرفنا عمل لا يمكن لنا أن ننساه بالسهولة. يقول أسير عراقي:« كان عدد من قوات الكماندوز يفتشون البيوت في الأيام الأولي من الإحتلال فيرون في بيت طفل يبكي في المهد فينتقلونه إلي ثكنة القيادة حتي يرسلونه إلي مركز رعاية الأطفال في بغداد لكن يغضب قائدهم و يركل المهد و يسقط الطفل مترين بعيداً عنه علي الأرض فيموت». و في مكان آخر يدفن أربعة عشر شخصاً من المدنيين حياً بالأيدي المكتوفه و أكثر أليما منه واقعة أخري؛ قتل ملازم ثان النصر الذي كان مواطن صدام بإطلاق الرصاص من مكان مجهول فأمر مقدم زيد يونس الهجمة علي القرية التي التي كان يظن الرصاص أطلقت من هناك فتل الجميع و ما بقي أحد حياً. «عندما دخلنا القرية، رأينا أهالي القرية أستشهدوا بواسطة قذائف هاون.. كانت أكثر الجرحي الأسري من النساء و بعض الأطفال. كانت إحداهنّ حبلي و أخري إنكسرت رجليها فنقلناهنّ إلي الثكنة و كان هناك طبيب و عندما رأي الجرحي طلب منا أن ننزل النساء و الأطفال للعلاج. لكن عندما علم المقدم زيد ذهب نحو الطبيب و صرخ في وجهه: من سمح إنزالهنّ. قال الطبيب: إني قلت لهم. قال المقدم زيد: أنا أريد أن أعرض لهم تمثيلاً حتي لا ترحم جنودي الإيرانيين. فذهب نحو جنديا فأخذ سكينه و هجمت علي المرأة الحبلي و وضعتها علي بطنها. كان مشهدا مأساوياً». كانت تعتبر الجنود العراقية ما يحصلون عليه من أدوات البيت و غيرها غنيمة حربية. كان يقول أسيرا عراقيا:« كانت في شارع كويت بمدينة بصرة حانة تبيع ما جاء من بيوت الناس بمدينة خرمشهر التي كانت تجيء بها الجنود و كان الشباب يريدون الدراجات النارية التي نقلت من خرمهشر إلي هناك، لكن الجميع كانوا يعلمون أنها حرام». و عندما كان يتشهد الكثير من النساء و الرجال و الأطفال في الهجمة البعث العراقي علي مدينة خرمشهر كان البعض يفكرون في الأحزاب و القوة!
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع