و كان ابني الثاني علي جاهزا للارسال و الابعاث الي جبهة الحرب المفروضة من قبل نظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية و ذلك بهدف المشاركة في عملية \" كربلاء الرابعة \" . جئت بالمصحف الشريف لكي يمر من تحته . لم يكن اباه يلفت النظر عنه . و قال ابني الثاني علي لابيه : \" يا ابتا انك تراني منذ ثلاثة و عشرين عاما ، الم تشبع مني ؟ \" ، و حينما سمع اباه هذا الكلام من ابنه علي ، احمر و اسفر وجهه و لم يقل شيئا .
و في ذلك اليوم كانت هناك محبة و رافة غريبة في وجه ابني الثاني علي . و بهذا فانني ادركت انه هذا الوداع هو الوداع الاخير له . و لهذا فارتعش قلبي . و تساقطت دموعي من عيني دون ارادة مني و دون ان اريد ذلك . و انني و مع انه قد حلمت من قبل ذلك و قد تم الهامي ان ابني سوف يستشهدان و لكن لا اعرف انه كيف تذكرت ذلك الحلم الذي حلمت به من جديد في ذلك اليوم و حينما كان ابني الثاني علي يمر من تحت المصحف الشريف .
و في ذلك اليوم مر ابني الثاني علي من تحت المصحف الشريف و من ثم قفل الباب من ورائه ، و لكن لم يتم فتح باب منزلنا في وجه علي مرة اخري ابدا .
الراوية : ام الشهيدين علي و محمد رضا قاقازاني
المصدر : كتاب الخالدون ، من كتابة و تاليف الكاتب و المؤلف \" حسن شكيب زادة \" ، دار \" شاهد \" للنشر ، عام 1390 من السنة الايرانية ( الموافق لعام 2011 للميلاد ) .
نهاية التقرير /