رمز الخبر: 326197
تأريخ النشر: 10 December 2013 - 00:00

قصة حياة الشهيد سماحة آية الله سيد حسن مدرس من كتابته شخصيا

نويد شاهد : ان ما ياتي في باقي هذا المقال هو عبارة عن قصة حياة الشهيد سماحة آية الله سيد حسن مدرس حسب ما قام الشهيد بكتابته شخصيا ، و قد قام الشهيد سماحة آية الله سيد حسن مدرس بكتابة قصة حياته تلبية لطلب من رئيس تحرير صحيفة \" اطلاعات \" ( المعلومات ) الايرانية و قد تم نشر قصة الحياة هذه في العدد المئتين و ستة و اربعين لهذه الصحيفية الايرانية الشهيرة و ذلك في تاريخ الثامن من شهر آبان من عام 1206 من السنة الايرانية ( الموافق لتاريخ الثلاثين من شهر تشرين الاول / اكتوبر من عام 1827 للميلاد ) .


و في ما يلي نص قصة حياة الشهيد سماحة آية الله سيد حسن مدرس حسب ما قام الشهيد بكتابته شخصيا و تم نشره في صحيفة \" اطلاعات \" الايرانية : بسم الله الرحمن الرحيم الي السيد رئيس تحرير صحيفة \" اطلاعات \" المحترم وفقه الله سبحانه و تعالي . انكم قد طلبتم مني ان اقوم برواية قصة حياتي لكم شخصيا . و انني البي طلبكم هذا و بالتالي اقوم برواية قصة حياتي علي شكل مختصر و كالآتي : انني من مواليد ما يقارب سنة الف و مئتين و سبعة و ثمانين من الهجرة النبوية الشريفة و لدي الآن ما يقارب ستين عاما من الحياة ، ان قرية \" سرابة كشو \" التابعة لقضاء \" اردستان \" من اقضية محافظة \" اصفهان \" الواقعة جنوب وسط ايران تعتبر مكان ولادتي ، و كان اسم ابي \" اسماعيل \" و اسم جدي من الاب \" مير عبد الباقي \" و هو من طائفة \" مير عابدين \" التي يسكن معظم المنتسبين لهذه الطائفة الآن ايضا في نفس القرية ؛ انني انتسب الي السادة الطبطبائيين و في الاصل الي السادة الزوارين . و كان مهنة ابي و جدي هو في المنبر و نشر الاحكام الالهية و الاسلامية ، و كان جدي من الاب يعني \" مير عبد الباقي \" يعتبر واحدا من الزهاد و ان الهجرة الي منطقة \" قمشة \" الواقعة في جنوب محافظة \" اصفهان \" هي التي تسببت في ان يصبح خط و طريقة جدي عن الاب فارسيا بدلا من العربية . و عندما كان عمري في ما يقارب الست سنوات قاموا بتهجيري و الذهاب بي الي عندهم في منطقة \" قمشة \" ايضا من اجل تلقي التربية الدينية اللازمة . و انني قضيت سنوات صباي في خدمة ذلك الرجل العظيم يعني جدي عن الاب \" مير عبد الباقي \" ، و كنت تقريبا في الرابعة عشرة من عمري عندما توفي جدي عن الاب . و وفقا لوصية المرحوم جدي عن الاب فانني عندما بلغت السادسة عشر من عمري تقريبا توجهت الي مدينة \" اصفهان \" لمواصلة التعليم و التربية الدينية . و منذ ذلك الحين كنت منشغلا بالدراسة و التعلم لمدة ثلاثة عشر سنوات في مدينة \" اصفهان \" . و عندما كنت في الحادي و العشرين من عمري توفي ابي ايضا . و ان فترة سكناي في مدينة \" اصفهان \" كان ما يقارب الثلاثة عشر عاما . و خلال هذه الفترة الزمنية التي اقمت فيها في مدينة \" اصفهان \" فانني تعلمت العلوم العربية و علم الفقه و علم الاصول و علم المعقول و ذلك عند ما يقارب الثلاثين استاذا و من ابرز هؤلاء الاساتذة التي اخذت و تعلمت الدروس منهم يمكن الاشارة الي الاستاذ المرحوم \" السيد ميرزا عبد العلي هرندي نحوي \" في العلوم العربية الذي كان في الثمانين من عمره تقريبا و كان مؤلفا و كاتبا لتصانيف كثيرة و لكن من سوء حظ الدنيا و اهلها فقد بقي آثاره و كتبه مهجورة و الاستاذ المرحوم \" جهانغير خان قشقايي \" و كذلك الاستاذ المرحوم الملا \" محمد كاشاني \" في علم المعقول ، و الذين كانا قد انهيا عمرهما و سنوات حياتهما في مدرسة \" صدر \" للعلوم الدينية في مدينة \" اصفهان \" ، و انهما قد ودعا الدنيا حاليا و هما زاهدين . و بعد حادثة \" دخانية \" ( واقعة الدخانيات واقعة شهيرة في تاريخ ايران المعاصر حيث قام رجال الدين الايرانيين بحظر الاستفادة من كافة الدخانيات و ذلك ردا علي السياسات العدائية التي كانت الحكومة البريطانية تنتهجها آنذاك ضد الشعب الاراني ) توجهت الي البقاع المباركة يعني مدينتي \" كربلاء \" المقدسة و \" النجف \" الاشرف العراقيتين . و بعد التوجه الي هذه البقاع المباركة قمت بالاقامة في مدينة \" النجف \" الاشرف من اجل اخذ العلوم و الدروس من الاستاذ سماحة آية الله الحاج \" ميرزا حسن شيرازي \" ( رحمة الله تعالي عليه ) . ان اقامتي في هذه البقاع المقدسة في العراق استمر لسبعة اعوام تقريبا . و بعد ذلك قمت بالعودة الي مدينة \" اصفهان \" . و بدات بتدريس علم الفقه و علم الاصول في مدرسة \" جدة كوشك \" و هي مدرسة تعرف بهذا الاسم في مدينة \" اصفهان \" و في الوقت الراهن فانني منشغل بالتدريس في مدرسة اخري في المدينة ذاتها و تدعي مدرسة \" سبهسالار \" و ادعو الله سبحانه و تعالي ان يوفقني في ان امضي نا تبقي من حياتي علي هذا المنوال و في هذا السبيل . بعد الرجوع من البقاع المقدسة في العراق ، فانني في مدينة \" اصفهان \" قد قمت باختيار المباحثة و التدريس فقط من الشؤونات الاجتماعية و ذلك حتي فترة ثورة تغيير الحكم في البلاد من الاستبداد الي المملكة المشروطة البرلمانية ، و علي الاجبار برز اوضاع جديدة غير السابقة مما يمكن القول انه \" اتسع الخرق علي الراقع \" و بناءا علي اوامر حجج الاسلام من البقاع المقدسة في العراق و دعوة الدورة الثانية من \" مجلس الشوري الوطني \" الايراني فانني توجهت الي العاصمة الايرانية طهران كوني واحدا من الطراز الاول للرقابة علي \" مجلس الشوري الوطني \" و بالتالي فانني كنت حاضرا و عضوا في جميع دورات \" مجلس الشوري الوطني \" و حتي الآن . انك رايت المرئيات و سمعت المسمعيات . و في فترة عدة سنوات من وقوع الثورة و حتي الآن يمكن ذكر بعض الاحداث التي مرت علي و من بينها السنتين التي كنت فيها مهاجرا مع المجاهدين الايرانيين للحرب العامة و التي انتهت بالسفر الي \" عراق العرب \" و سوريا و كذلك مدينة \" اسلامبول \" ( اسطنبول التركية حاليا ) و ان تفاصيل السفر الي هذه الاماكن و الاقامة فيها يستلزم وقتا طويلا ليس مجاله هنا . خلال هذه الفترة ايضا تعرضت للهجوم مرتين ، كان الهجوم الاول في مدينة \" اصفهان \" و في مدرسة تعرف باسم \" جدة بزرك \" و كان ذلك في منتصف النهار عندما اطلقوا علي اربعة رصاصات بندقية ، و لكنهم لم يكونوا موفقين في نيل هدفهم و كما انني لم اقم بمطاردتهم و الهجوم الثاني كان في العام الماضي و بالقرب من مدرسة \" سبهسالار \" في مدينة \" اصفهان \" ايضا و كان ذلك عند الصباح حينما كنت متوجها الي المدرسة للقيام بدراسة الطلاب ، و في ذلك اليوم احاط بي ما يقارب العشرة اشخاص و في الحقيقة قاموا باطلاق النار علي . و من الرصاصات الكثيرة التي اطلقوها علي ، اصابني اربعة منها . ثلاثة منها اصابت ذراعي اليسري بالجنب من جناحي و بالقرب من بعضها البعض تحت الكوع و فوق الكوع و كذلك تحت كتفي . في الحقيقة انهم كانوا قناصين محترفين و بارعين في عملهم . و انهم لم يخطئوا في استهداف قلبي و لكن مشيئة الله سبحانه و تعالي قد ادي الي عدم تاثير هذه الاشياء علي . و كما ان الرصاصة الرابعة اصابتني في كوع ذراعي اليمني . و لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم . في شهر ربيع الثاني من عام 1346 للهجرة النبوية الشريفة سيد حسن مدرس نهاية التقرير /
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع