رمز الخبر: 326086
تأريخ النشر: 01 December 2013 - 00:00
الشهيد \" منوشهر مدق \" برواية ابنه \" علي دمق\"

ان ابي كان يقول دائما : \" ان آلامي جميعها ليست سوي مغازلة مع الله سبحانه و تعالي \"

انه قال في اذني بصوت منخفض جدا : \" المغازلة مع الله سبحانه و تعالي \" و \" الصبر و التوكل \" ، قال هذا فقط و لم يتفوه بكلمة اخري .


عندما انتهت الحرب المفروضة من قبل نظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين علي الجمهورية الاسلامية الايرانية ، عاد ابي ايضا الي البيت . ان عائلة الشهيد \" منوشهر مدق \" قد لاقوا الشهيد اخيرا بعد سنوات كانوا فيها بعيدا عن بعضهم البعض و ان اولاد الشهيد كانوا يشعرون و يتاكدون من وجود الاب الي جنبهم . و لكن الشهيد \" منوشهر مدق \" و بسبب الالم الذي كان يرافقه و يعاني منه ، لم يكن ليبقي عندهم لفترة طويلة . ان ابا علي ترك الحياة الدنيا و توفي في ليلة خريفية في الثاني من شهر آذر من عام 1379 من السنة الايرانية ( الموافق للثالث و العشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2000 للميلاد ) . ان \" علي مدق \" هو ابن الشهيد العزيز \" منوشهر مدق \" . انه من مواليد عام 1360 من السنة الايرانية ( الموافق لعام 1981 للميلاد ) في العاصمة الايرانية طهران و كما انه تخرج في قسم \" تقنية المعلومات \" ( IT ) في احدي فروع الجامعة الحرة الاسلامية في ايران . ان \" علي مدق \" هو الابن الوفي و الحنون للشهيد \" منوشهر مدق \" و اننا في الموقع الاعلامي لضحايا الاسلحة الكيمياوية قمنا باجراء حوار خاص مع ابن الشهيد و في ما يلي بعض اقسام نص هذا الحوار : * خلق ابي : كان صبورا و حنونا ، لم يكن يقوم بفرض عقائده و آرائه علينا ابدا ، انه اعطانا الرخصة و الفرصة لكي نعرف بانفسنا الله سبحانه و تعالي و ان نؤمن به عز و جل . ان ابي كما لم يفرض علينا الدين ايضا . * الايام التي رجع فيها ابي الي البيت : عندما ولدت كان في ابي في جبهة الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل نظام البعث العراقي البائد . كنت في الخامسة او السادسة من عمري و كنت في حال اللعب مع اصدقائي في الزقاق ، و حينها رايت رجلا دخل الزقاق ، كان وجهه و يده مصابين و كما ان شعره كان طويلا و مجعدا و غير مرتب . انني خفت من هذا الرجل و ركضت نحو البيت ، من ثم قام الرجل بندائي باسمي و من نبرة صوته ادركت انه ابي و ركضت نحوه و اردت ان احضنه و لكنه لم يقدر علي احتضاني لانه كان لديه جرحا في يده . و لهذا فانه انحني و قبل وجهي . انني لن انسي ذلك المشهد ابدا و لن يمحو من ذهني حتي الموت . في سنوات الحرب المفروضة من قبل نظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين علي الجمهورية الاسلامية الايرانية ، كان ابي يرجع الي البيت عندما يصاب بجروح . * الحياة بعد انتها الحرب المفروضة : في فترة الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل نظام البعث العراقي البائد ، فاننا لم نكن نري اابانا كثيرا . و ان امي كانت تبذل جهودا كثيرة و عناء كثيرا لي و لاختي . و عندما انتهت الحرب المفروضة من قبل نظام الدكتاتور البعثي العراقي البائد صدام حسين علي الجمهورية الاسلامية الايرانية ، فاننا لم نكن نري ابانا كثيرا ايضا . انه في اغلب الايام و الاوقات كان يقيم في المستشفي . و ان حياتنا كانت مليئة و مرافقة بقلق و مخاوف كثيرة و لكن كانت لحياتنا افراحها و بهجاتها الخاصة بها ايضا . و كان في جسم ابي شذايا كثيرة و ان تعرضه للمضاعفات الكيمياوية ايضا قد ادي الي مضاعفة آلامه التي يعاني منها . و لكن و مع هذا فانه لم يكن ليشتكي و يصرخ ابدا . * ان حربنا نحن ايضا بدات ! ان ابي عاد من جبهة الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل نظام البعث العراقي البائد ، الي البيت و جسمه مليء بالجروح و الاصابات . و انه كان قد جلب معه آلاما كثيرة الي البيت و كان يقول دائما : \" ان حربكم انتم قد بدات للتو و انه من الواجب عليكم ان تتسموا بالاخلاص في هذا الطريق لكي لا تنهزموا و لا تتلقوا الخسارة فيها \" . اننا في الواقع كنا نعني من صعوبات كثيرة دون شك للحصول علي الادوية التي كان ابي يحتاج اليها ، انه لدي ذكريات مرة و صعبة من منطقة \" ناصر خسرو \" في العاصمة الايرانية طهران في تلك الايام و كذلك من بيع بيتنا لدفع تكلفة معالجة ابي و في النهاية لدي ذكريات مرة ايضا من الايام التي كان فيها ابي في المستشفي و كنا نعطيه الامل و نسعي لرفع معنوياته . و من ناحية اخري فانني امتلك ذكريات مرة ايضا من الامور و الاعمال الصعبة و المملة في الدوائر الحكومية و المنظمات و المؤسسات التي لم تفهمنا نحن ابدا . و لكن ابي كان لديه معنويات عالية و جيدة و كما ان امي لم تكن تقتصر في اعمالها و واجباتها و ان هذه التضحية من جانب امي و غض النظر عن نفسها ادي الي ان يكون حبها مع ابي لبعضهما البعض مستمرا و متواصلا دائما و الي الابد . * الذ شيء في الحياة : ان الذ شيء في حياتي هو انني استطعت بان اقوم بشراء سترة لابي بنقودي التي تسلمتها في اول راتب اخذه و ذلك عندما كان عمري سبعة عشر عاما . و ان السبب في هذه اللذة التي تذوقتها هي انني استطعت بهذا العمل ان اكون ممتنا لتضحياته و المعاناة التي تحملها من اجلنا نحن . و مع ان السترة اصبحت مندرسة جدا و لكن ابي كان يحتفظ بها حتي اليوم الذي نال فيه درجة الشهادة الرفيعة في الثاني من شهر آذر من عام 1379 من السنة الايرانية ( الموافق للثالث و العشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2000 للميلاد ) . * الفداء و التضحية في سبيل القيم و المعتقدات انني شاهدت الفداء و التضحية في سبيل القيم و المعتقدات في اللحظة التي نال فيها ابي درجة الشهادة الرفيعة . و ان امي قد ضحت باشياء كثيرة من اجل حبها لابي . و انني تعلمت معني الحب الحقيقي من حب امي و ابي لبعضهما البعض . * استشهاد ابي : في ذلك اليوم اتصلت امي بي بالهاتف و قالت لي انه علي ان اذهب الي المستشفي ، كنت قلقا جدا . و عندما رايت ابي في تلك الحالة التي كان فيها فانني لم اقدر بعدها علي السير علي اقدامي . و ان انفاسي كانت لا تخرج و من ثم قمت بتوصيل نفسي الي السرير الذي كان يستلقي فيه ابي و قمت بمسك ايديه و من ثم قمت بتقبيل وجهه . و كان ابي يتكلم في ذلك الحين بصعوبة كبيرة و انه قال في اذني بصوت منخفض جدا : \" المغازلة مع الله سبحانه و تعالي \" و \" الصبر و التوكل \" ، قال هذا فقط و لم يتفوه بكلمة اخري . و بعد ذلك فانني و برفقة امي قمنا بمسك ابي من ناحية ظهره و من ثم قمنا برفعه من علي السرير لكي نقوم باخذه الي غرفة العناية المركزة ، و في تلك اللحظة فانني شعرت بشعريرة ظهر ابي تحت يدي و من ثم قام ابي بالقاء نظرة علي و علي امي و بعدها غلق عينيه . ان ابي نال درجة الشهادة الرفيعة في حضني انا و حضن امي . * ان محبوب ابي كان الله سبحانه و تعالي و لا غير : من اللحظة التي نال فيها ابي درجة الشهادة الرفيعة و حتي الآن ، فان في كل لحظة اشتاق فيها الي ابي اقوم باقامة الصلاة له . و انني مسرور جدا كون ابي يعيش الآن في هدوء و طمأنينة الآن و ذلك بعد ان عاني من تلك الصعوبات و الآلام كافة . ان ابي كان يقول دائما : \" ان آلامي جميعها ليست سوي مغازلة مع الله سبحانه و تعالي \" . نهاية التقرير /
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع