ونحن الآن في رمضان 1432هـ، ونعيش الربيع العربي بعد أكثر من 32 عاماً من هذا النداء للإمام الخميني، رحمه الله تعالي، والسؤال الآن، ونحن نعيش هذه الصحوة الإسلامية بعد أن انطلق الإمام بصيحته المدوية، وجاء الجواب بعد أكثر من ثلاثين عاماً، ولكن هناك سؤالاً يطرح نفسه، لماذا تأخر الربيع العربي عن الربيع الإيراني، إذا صح التعبير؟ الربيع الإيراني الذي أطاح برأس العمالة للأجنبي الشاه المقبور، الذي عاث فساداً في الأرض ليبقي أياماً معدودة، لكن الشعب الإيراني كان له بالمرصاد، وقضي علي عرشه الطاووسي بقيادة الإمام الخميني، رحمه الله تعالي. ولا أريد أن استرسل في معطيات الثورة الإسلامية، وتأثيرها إقليمياً وعربياً ودولياً، ولكن التساؤل هنا، لماذا تأخر الربيع العربي؟
لقد حاولت أميركا التي فقدت دورها كشرطي في المنطقة، وفشلت في الوقوف أمام هذا السيل القادم، لجأت بطرق عدة لوقف المسيرة، ولو لفترة، «ومكروا ومكر الله، والله خير الماكرين»، خططوا، وأفشل الله جميع خططهم، فلجأت أميركا إلي طرق عدة، لتقف أمام الطوفان، أو علي الأقل تأخيره، وقامت بخطط ومؤامرات عدة، منها:
1 - حركت عناصرها وعملاءها في الداخل والخارج لضرب الثورة الإسلامية بالأعمال الإرهابية.
2 - حركت الأقليات القومية للقيام ضد الثورة الإسلامية.
3 - حاربت أميركا إيران اقتصادياً وثقافياً، وسخرت كل أساليبها الإرهابية للوقوف في وجه الثورة.
4 - أوعزت أميركا إلي عناصر من الدول الأخري بعدم التعامل مع النظام الجديد في إيران، حتي تقف أمام تأثيرها السياسي.
إلا أن كل هذه المحاولات الأميركية وعناصرها، إقليمياً وعربياً ودولياً، باءت بالفشل، فلا بد من خطة أكبر جهنمية وأكثر فاعلية لوقف المد الإسلامي في المنطقة، فكان أن أوحت أميركا لعميلها وخادمها صدام التكريتي بشن حرب ضد النظام الجديد في إيران، لعل وعسي أن توقف تأثيرها السياسي علي المنطقة والعالم.
مال الله يوسف مال الله – القبس الكويتية
العالم