رمز الخبر: 308566
تأريخ النشر: 20 June 2014 - 00:00
مذكرة علي حادثتين تاريخيتين :

سرجشمة ( مصدر ) الشهادة من طهران الي سردشت

نويد شاهد : اعداء الاسلام و الثورة الذين خلقوا كارثة في منطقة سرجشمة في طهران و بعد ان باءت نشاطاتهم و فعالياتهم بالفشل سلكوا طريقا آخر لاستهداف النظام الاسلامي و خططوا لمشروع و خطة اخري . و في خطتهم الجديدة انصرفوا عن استهداف المسؤولين و اخذوا باستهداف الناس و الشعب بدلا منهم . و كان الطريق الذي انتخبوه عبارة عن استخدام القنابل التي تكمن في داخلها الغازات السامة ....


نويد شاهد / ان شهر تير ( الثاني والعشرون من حزيران / يونيو و حتي الثاني و العشرون من تموز / يوليو ) شهدت حوادث كثيرة في تاريخ ايران و ستبقي هذه الحوادث في ذاكرة المجتمع الايراني للابد . و السابع من هذا الشهر ( الثامن و العشرون من شهر حزيران / يونيو ) شهد حادثتين بالغتين في الاهمية و مع انهما وقعا في عامين مختلفين و لكن تربطهما نقاط اشتراك كثيرة و اذا وضعنا هذه النقاط الي جنب بعضها البعض فاننا سوف نري و ندرك بوضوح و شفافية كاملة انه في هذا اليوم من تلك السنتين بذل اعداء الاسلام و الثورة الاسلامية كل جهودهم لكي يرعبوا الناس بعملياتهم الوحشية و ان يبدلوا الثقة عندهم باليأس و عدم الامل تجاه تطور و ازدهار الثورة الاسلامية و الاسلام المحمدي الخالص . و يعتبر الانفجار في مكتب حزب الجمهورية الاسلامية و استشهاد آية الله الشهيد بهشتي و اثنين و سبعين شخصا من رفاقه و معتمدي الامام الخميني ( قدس الله سره الشريف ) علي ايدي عناصر المنافقين ( منظمة مجاهدي خلق ايران الارهابية ) و ذلك في مساء السابع من شهر تير من عام 1360 ( الثامن و العشرون من شهر حزيران / يونيو عام 1981 ) يعتبر الحادثة الاولي في هذا الشهر و اما الحادثة الثانية فهو هجوم اربعة طائرات حربية تابعة لقوات النظام البعثي العراقي البائد بواسطة ثمانية قنابل كيمياوية علي قضاء سردشت الايرانية الواقعة علي الحدود العراقية الايرانية و ذلك في مساء نفس التاريخ و اليوم و لكن هذه المرة في عام 1366 ( 1987 للميلاد ) . و الذي قلناه حول ان هاتين الحادثتين تربطهما نقاط اشتراك كثيرة ليس ادعاءا فحسب بل انه الواقع الذي يثبته بحث و دراسة هاتين الكارثتين : « سرجشمة » طهران و انفجار مكتب حزب الجمهوري الاسلامي شهد عام 1360 ( 1981 ) ذروة الصراع بين مجموعة المنافقين الارهابية و حزب الله الايراني و اشتدت النزاعات بين هذين الفريقين منذ بداية هذا العام و في شهر خرداد من هذا العام ( حزيران / يونيو ) و بعد اصدار حكم خلع ابوالحسن بني صدر من مقامه رئيسا للجمهورية وصلت النزاعات الي ذروتها . و بعد عدة ايام من خلع بني صدر من منصبه يعني في الثلاثين من خرداد ( العشرين من حزيران / يونيو ) ازال المنافقون الاقنعة من وجوههم و بدأوا بعمليات العنف في الشوارع و التي اتجهت في الآخر الي التحرك او ما يطلق عليها وسائل الاعلام المنحازة اليهم و الي عقائدهم اسم \" الحركة المسلحة \" و علي هذا بدأت الصراعات و النزاعات في الشوارع المحيطة بجامعة طهران . و بعد هذا التحرك الذي انتهي بهزيمة المنافقين بعد حضور و تواجد القوات الموالية لخط الامام الخميني ( رحمة الله عليه ) و كذلك القوات الشعبية ، بعد هذه الهزيمة اظهر المنافقون معاندتهم و معارضتهم لنظام الجمهورية الاسلامية بصورة واضحة و شفافة . و لكن لحد ذلك الوقت كان اكثر فعاليتهم و اهدافهم في خلق حالة من الفوضاء في المدينة الي ان انتبهوا و ادركوا القيام بعمليات اغتيال مسؤولي و قادة النظام الاسلامي . و لكن هذا الامر ايضا لم يستمر لفترة طويلة لانه بعد خطبة امام و خطيب جمعة طهران آنذاك آية الله الخامنئي ( مد ظله العالي ) في الخامس من تير عام 1360 ( السادس و العشرين من حزيران / ايلول عام 1981 للميلاد ) و تفسيرهم لفعاليات هذه المنظمة الارهابية قام المنافقون بخطو الخطوة النهائية بحيث انه بعد خطبة آية الله الخامنئي ( مد ظله العالي ) و اعلان موافقة رئيس جمهورهم المخلوع تم البدء بعمليات اغتيال القادة الرئيسيين من الموالين لخط الامام الخميني ( قدس الله سره الشريف ) . و كان اول اجراءاتهم في هذا المجال في السادس من تير عام 1360 ( السابع و العشرين من حزيران /يوليو عام 1981 ) في مسجد اباذر في العاصمة طهران بحيث اصيب آية الله الخامنئي ( مد ظله العالي ) بجراحات بالغة الخطورة جراء انفجار قنبلة معبئة و مخفية في جهاز تسجيل و كما ادي هذا الحادث الي تعطل يده اليمني من العمل بصورة كاملة . و بسبب عدم عمل القنبلة بصورة جيدة باءت هذه المحاولة لاغتيال قائد الثورة ( مد ظله العالي ) من قبل المجموعات الارهابية المحاربة للنظام الاسلامي . و ادي هذه الحادثة في السادس من شهر تير الي الكشف عن الوجه الحقيقي لهذه الزمرة و خلع القناع من علي صورتهم و في النهاية تبين اصلهم و اهدافهم بصورة كاملة . و عندما لم ينجح المنافقون في عملياتهم و خطتهم لاستهداف آية الله خامنه اي ( مد ظله العالي ) خططوا لضرب مقر حزب الجمهورية الاسلامية في منطقة \" سرجشمة \" في طهران كهدف رئيسي لهم . و وقع حادثة السابع من تير التي ادت الي استشهاد الشهيد بهشتي و اثنان و سبعون شخصا آخرين من رفاقه و زملاءه في الحزب بصورة بشعة جدا و في غاية المظلومية . و لهذا فيمكن القول ان المنافقين و اعداء الثورة الاسلامية و بالرغم من انهم تمكنوا من توجيه ضربة موجعة علي النظام الاسلامي و قاموا بايذاء قلب امام الامة ( قدس الله سره الشريف ) و ذلك في مرحلة خطيرة من تاريخ ايران و عندما كانت الجمهورية الاسلامية منشغلة بالحرب المفروضة عليها من قبل النظام البعثي العراقي البائد و لكنهم كانوا لا يدركون انه وصلت جذور حب الثورة الي كيان و قلب الشعب الايراني و ان اغتيال شخص كالشهيد بهشتي يؤدي الي ظهور مئات الاشخاص من امثاله في المجتمع الاسلامي ؛ و ان الحضور الكثيف و الملحمي للشعب في الايام التالية اظهر لهم هذه الحقيقة ان اغتيال المسؤولين و ايذاء قلوب الشعب بهدف ايجاد العراقيل امام مستقبل الثورة الاسلامية و جر الثورة نحو التحديات ليس شيئا سوي حلم و وهم غير حقيقيين . بعد ستة اعوام ؛ السابع من تير في حي « سرجشمة » بمدينة سردشت الاعداء الذين تسببوا في كارثة في منطقة سرجشمة في العاصمة طهران و بعد فشل نشاطاتهم و اهدافهم لتوجيه ضربة موجعة الي نظام الجمهورية الاسلامية اقدموا علي اختيار طريقة و مسار جديدين و قاموا بتنفيذ خطة اخري . و كان بطل ملحمتهم المصتنعة هذه المرة الدكتاتور العراقي البائد صدام حسين . و في خطتهم الجديدة لتوجيه ضربة علي الثورة الاسلامية و خلق حالة من التشكيك و الترديد في صفوف جماهير و حماة النظام الاسلامي قاموا بتغيير هدفهم من المسؤولين الي الشعب و اظهروا حقدهم للنظام الاسلامي عن طريق الانتقام من الناس الابرياء الذين كان ذنبهم الوحيد هو الدفاع و دعم المقاتلين في سبيل الاسلام في جبهات معركة الحق ضد الباطل . و كانت الطريقة التي اتخذوها هو استخدام قذائف كانت تحتوي علي الغازات السامة . نار الانتقام الذي اشتعل في السابع من تير من عام 1360 ( الثامن و العشرين من حزيران / يونيو من عام 1981 ) و لكنه انطفأ في نطفته سريعا و بالتالي فتوجهوا هذه المرة الي حي سرجشمة في مدينة سردشت الحدودية لكي يعوضوا الاخفاق السابق في سرجشمة اخري و يرتكبوا كارثة جديدة فيها . و لكن الاختلاف كان في هذا الامر ان سكان و اهالي حي سرجشمة في مدينة سردشت لم يكونوا من المسؤولين هذه المرة بل انهم كانوا رجالا و نساءا و شيوخا و اطفالا تسببوا في ذرع و رعب و دهشة الاعداء بواسطة مقاوتهم و ثباتهم امام نيران العدو اليومية . و لهذا السبب فكان عليهم ان يرتكبوا الجريمة و الكارثة في نفس اليوم الذي استهدف فيه المنافقون منطقة سرجشمة في طهران قبل ستة اعوام من ذلك التاريخ و لكن هذه المرة في سرجشمة اخري و بواسطة القوات التابعة للنظام الصدامي البعثي العراقي البائد ليحدث حادثيتين متزامنتين في نفس اليوم من عامين مختلفين و ليتم تسجيل هذاه الحادثتين في التاريخ للابد . و اصبح هؤلاء الابرياء في سرجشمة سردشت ابطالا في معركة غير عادلة اوجدها الدكتاتور العراقي البائد صدام حسين في السابع من تير من عام 1366 بواسطة اربعة طائرات حربية من طراز سوخوي مزودات بالمواد الكيمياوية . ان النظام البعثي العراقي البائد الذي كان مستدصلا و فاقدا الامل من احراز اية انتصارات في جبهات الحرب ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية كان يظن انه يقدر علي فرض مطالباته علي الشعب الايراني بواسطة الهجمات الكيمياوية و القصف بالمواد الكيمياوية . و لهذا فقد قام اربعة طائرات حربية عراقية بقصف اربعة مناطق مزدحمة و مليئة بالناس في مدينة سردشت الحدودية في السابع من تير من عام 1366 . و تعرض النساء و الاطفال و الشيوخ و كل الابرياء في حي سرجشمة في هذه المدينة و الاحياء المجاورة لها الي قصف كيمياوي بواسطة الغازات القاتلة الكيمياوية . و كان القصف الكيمياوي لمدينة سردشت من ابشع و اسوأ الهجمات الكيمياوية و الذي تسبب في آثار و نتائج سلبية كثيرة . و وصفت الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا القصف بالغير الانساني و سمي مدينة سردشت اول مدينة تكون ضحية للاسلحة الكيمياوية في العالم بعد قصف مدينتي هيروشيما و ناكازاكي اليابانيتين بواسطة القنابل الذرية الامريكية في الحرب العالمية الثانية . و ادي الهجوم الكيمياوي لطائرات النظام البعثي العراقي البائد علي مدينة سردشت الحدودية في الشمال الغربي من ايران ادي الي استشهاد مئة و عشرة اشخاص و اصابة اكثر من خمسة آلاف شخص آخرين . ان الحقيقة هي ان هؤلاء الاشخاص في مدينة سردشت لم يسمحوا باحتلال شبر واحد من الاراضي الايرانية . و لم تترك النساء و الرجال السردشتيين مدينتهم و لا قراهم و بقوا فيها و دافعوا عنها . يمتلك مدينتي طهران و سردشت سرجشمتين ( كلمة سرجشمة بالفارسية تعني المصدر ) للشهادة و الاستشهاد و مع انه مضي اربعة و عشرين عاما من كارثة سرجشمة في سردشت و ثلاثين عاما من كارثة سرجشمة في طهران و لكنهما باقيان في الذاكرة و يضاف الي عظمتهما و مكانتهما و موقعهما يوما بعد يوم . نهاية التقرير / حميد نجار
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع