افاد موقع نويد شاهد الاعلامي نقلا عن وكالة فارس للانباء ، تطرق المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد تشمران ، كاظم زبرجدي الي ذكرياته عن الشهيد تشمران قائلا : منذ الايام الاولي من انتصار الثورة الاسلامية و قبل اندلاع الحرب المفروضة علي الجمهورية الاسلامية الايرانية كنت اعرف الدكتور تشمران و علي الاخص في فيلق الامام علي ( عليه السلام ) في منطقة سعدآباد في العاصمة طهران و كنت هناك بصفتي واحدا من القوات الخاصة برئيس الوزراء و كنت اتلقي التداريب و التعليمات اللازمة و الضرورية من قبل الشهيد تشمران .
و في مواصلة كلامه صرح زبرجدي قائلا : مع بدء الاشتباكات مع " حزب الشعب العربي " في محافظة خوزستان قامت قوات حرس رئاسة الوزراء و بالتعاون مع لواء " نوحة " ( القوات الخاصة الجوية ) قامت بتامين الحماية العسكرية اللازمة في مناطق مخافر مؤمني و خيير و حدود و طلائيه و شلمشة و خين و ذلك تحت اشراف الشهيد تشمران .
ستة ايام من اندلاع الحرب المفروضة يعني السادس من شهر مهر عام 1359 و رواية من حضور سماحة آية الله الخامنئي و الدكتور تشمران .
و حول الايام الاولي من الحرب المفروضة يقول زميل الشهيد تشمران : انني كنت عضوا في اول مجموعة تدريبية لقوات " رها غروغان " و اهذا السبب كنت اتلقي التدريبات في تلك المنطقة من قبل الشهيد تشمران . و بعد ستة ايام من اندلاع الحرب المفروضة يعني في السادس من شهر مهر عام 1359 ( الثامن و العشرون من شهر ايلول / سبتمبر من عام 1980 للميلاد ) اتجهنا مع سماحة آية الله الخامنئي ( دام ظله العالي ) و الدكتور تشمران الي مطار مهرآباد الدولي لكي نتعرف علي منطقة المعارك و النزاع عن قرب .
و يقول زبرجدي في مواصلة كلامة : بعد ان وصلنا الي مطار مهرآباد الدولي قاموا بذبح خروف لنا و قام قائد الثورة الاسلامية ( دام ظله العالي ) بالقاء خطاب بين المقاتلين و الذين كانوا مجموعة من الطيارين و عددا من قوات و عاملي شركة " ايران خودرو " و بعد ذلك اتجهنا جميعا الي مدينة الاحواز علي متن طائرة طراز 330 . في حوالي غروب الشمس وصلنا الي مطار الاحواز و توجه سماحة آية الله الخامنئي ( دام ظله العالي ) برفقة الدكتور الشهيد تشمران الي مكان استقرار القوات بواسطة احدي سيارات الفيلق الثاني و التسعون و نحن كانت تلزمنا حافلة للذهاب و لهذا فقد توجهنا الي مكان استقرار القوات علي متن حافلة .
** تم التخطيط لتنفيذ اول خطة للعمليات في غرفة حرب مدينة الاحواز
و اشار زميل الشهيد تشمران في الجبهة الي انه تم التخطيط لاول خطة عسكرية في الليلة الاولي من تواجدهم في منطقة الاحواز و قال : قام قائد الثورة الاسلامية ( دام ظله العالي ) بارتداء الزي العسكري في الساعة الاولي من حضوره في مدينة الاحواز و دخل غرفة الحرب برفقة الشهيد تشمران و احد ضباط عمليات الفيلق الثاني و التسعون و برفقتي و تم التخطيط لخطة العمليات العسكرية في هذه الغرفة و تم الموافقة عليها في الليلة الاولي نفسها .
و يواصل زبرجدي كلامه قائلا : بعد طرح خطة تنفيذ العمليات كان علينا ان نقترب من الفيلق الثالث عشر من الجيش العراقي في هدوء تام و في حال الكشف عن تحركاتنا و اقترابنا منهم كان علينا ان نضرب الدبابات و نتراجع الي الخلف بعد ذلك .
و يقول هذا العضو السابق في الحرس الخاص برئاسة الوزراء : قمنا برفقة الجنود الذين كانوا تحت قيادة الشهيد سيد موسي نامجو بركوب حافلتين و وصلنا الي غابة " غنبوه " عبر طريق خرمشهر – الاحواز و لكن بسبب احتما تداخل القوات لم نقم بالنزاع و تم توقف العملية .
و صرح هذاا الزميل للشهيد تشمران بانه تم تنفيذ العملية في الليلة التالية ايضا مضيفا انه : قمنا بتجهيز انفسنا مرة اخري لتنفيذ الخطة العسكرية و لكن لم يتم تنفيذ العملية مرة اخري و توجهنا الي جامعة " جندي شابور " لكي نستقر هناك .
و اشار هذا المقاتل في فترة الدفاع المقدس الي انه منذ الايام الاولي من اندلاع الحرب المفروضة توافد عشائر محافظة خوزستان الجنوبية للجبهة بهدف الدفاع عن وطننا قائلا : مع وصول محمولات الاسلحة القتالية كالبرنو وm1 من طهران دخل رجال عشائر خوزستان الي المعارك في الوقت الذي كنا نقوم بعمليات التعرف و التجسس كما في السابق .
** كان فريق الشهيد تشمران احد عشر شخصا حين تنفيذ اول عملية
و حول اول عملية قامت بها لجنة المعارك غير المنظمة في وجه العدو العراقي يقول المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد تشمران : كنا في البداية فريقا مكونا من احد عشر شخصا الا و هم : ناصر فرج اللهي و ابوالفضل مجازي و حسين وحدت مرام و حسين ميرجاني و كاظم زبرجدي و محسن بورساحل بالاضافة الي يوسف مرتضي و علي عباس من لبنان و اثنين من حراس سماحة آية الله الخامنئي و بعد تنفيذ عمليات التعرف في مناطق سوسنجرد و حميدية و قرية السيد حسن و غابة غنبوه تم التخطيط للعملية الرئيسية في الليلة الرابعة من اقامتنا في المنطقة .
و في مواصلة حديثه يقول المسؤول عن الاسلحة و الذخائر في لجنة المعارك غير المنظمة : في الليلة الرابعة من تواجدنا في المنطقة استيقظنا من النوم بنداء ناصر فرج اللهي و قام باطلاعنا بانه سوف تبدأ العملية . بعد اداة صلاة الفجر تحركنا نحو اشجار الطرفاء و انتبهنا لحركة راكب دراجة نارية و بسبب احتمال كونه واحدا من افراد القوات العراقية قمنا باعتقاله و اخذه معنا و تحركنا في مسار قناة المياه .
و كان العراقيين بسبب تامين الامن يتراجعون الي الخلف في الليل و يتقدمون الي الامام في النهار و نحن استغلنا هذه الوضعية بالنحو المطلوب بحيث كان تقدمنا عن طريق قنوات المياه و اشجار الطرفاء و كنا قادرين علي مشاهدة الرافعات العراقية التي كانت تقوم بحفر الخنادق للدبابات . و امرني الدكتور تشمران بان اعد عدد الدبابات العراقية عن طريق منظار بندقيتي و بعد ساعة من التقدم الي الامام وصلنا الي النقطة الاتصالاتية التي كانت القوات العراقية متواجدة فيها .
و يواصل هذا المقاتل كلامه قائلا : امرنا الدكتور بترك بعضنا البعض ، انا و ابوالفضل حجازي و حسن بورساحل و شخص آخر كان يدعي " الرامي الخاطئ " الذي كان يضرب الاهداف بصورة خاطئة دوا توجهنا الي اليسار و استقرنا هناك و ذهب الدكتور تشمران الي الامام و بدأ النزاع .
** تم تدمير دبابات العدو لاول مرة من قبل فريق الدكتور تشمران
تم قصف القوات العراقية بواسطة قذائف " آر بي جي " و المدافع و لم ينتبه العراقيون الي حضور قواتنا امامهم و كانوا يظنون انهم مستهدفون بواسطة قنابل المدفعيات . فقام السيد " الرامي الخاطئ " ذلك الشخص الذي لم يكن قادرا علي استهداف الاهداف بواسطة اسلحة " آر بي جي " باعطاء سلحه للبناني يوسف مرتضي و استطاع ان يدمر دبابة العدو العراقي بعد اطلاق قذيفتين . و كان هذا بداية لاكتشاف العراقيين ينتبهوا الي انهم مستهدفين من الاطراف و لهذا فقد ادركوا حضور القوات الايرانية .
و يصرح زميل الشهيد تشمران في الجبهة قائلا : في هذه العملية تم تدمير دبابات العدو لاول مرة و ذلك من قبل الشهيد تشمران و الفريق التابع له و ادي تدمير هذه الدبابات الي تراجع الدبابات العراقية المتواجدة في اتجاه اليسار الي الوراء و لكن استطاع العدو من محاصرة الشهيد تشمران و باقي رفاقنا و زملاءنا في الفريق .
** دام فترة محاصرة القوات التابعة للشهيد تشمران من قبل العدو ساعتين
ويضيف زبرجدي قائلا : بعد ان تم محاصرة الدكتور تشمران قمنا بابعاث ابوالفضل حجازي الي مدينة الاحواز لايصال خبر المحاصرة . دام فترة محاصرة الشهيد تشمران و رفاقه و زملائه في الجبهة من قبل العدو ولكن من حسن الحظ استطعنا ان نلاقي بعضنا البعض مرة اخري في احدي نقاط اتصال القوات .
** تم تنفيذ اول عملية للجنة المعارك غير المنظمة في العاشر من شهر مهر عام 1358
و اشار هذا المقاتل في فترة الدفاع المقدس الي انه كانت هذه اول عملية يقوم بها لجنة المعارك غير المنظمة في المنطقة مضيفا انه : تم تنفيذ هذه العملية في العاشر من شهر مهر عام 1358 ( الثاني من ايلول / سبتمبر عام 1979 ) بنجاح . و جاء سماحة آية الله الخامنئي ( مده ظله العالي ) برفقة عدد من المقاتلين نحو الدكتور تشمران و كانوا مسرورين جدا من نجاة الشهيد تشمران و باقي القوات و قاموا بمعانقة بعضهما البعض باشتياق كامل و من ثم تحركوا باتجاه الاحواز .
و يصرح المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد تشمران قائلا : كان حسين ميرجاني المصاب الوحيد خلال هذه العملية و قد اصيب بجرح بسيط في انفه .
زبرجدي الذي كان مسؤولا عن الاسلحة و الذخائر في لجنة المعارك غير المنظمة يقول حول الخطط و الابداعات التي قام بها الشهيد تشمران قائلا : كانت عملية تنفيذ خطة قناة تشمران مشروعا مكللا بالنجاح والذي قام الشهيد تشمران بتنفيذها و كانت هذه القنوات تؤدي الي عدم قدرة القوات العراقية للسير الي الامام و في اتجاهنا .
** خطة الشهيد تشمران : توجيه المياه باتجاه القوات العراقية و تدمير السدود الترابية التي قاموا باحداثها
و اضاف زميل الشهيد تشمران قائلا : بعد حفر الخندق و تنفيذ العملية بنجاح ، قام الشهيد تشمران بطرح خطة توقيف العراقيين في اماكنهم و اقدم بتوجيه المياه في القنوات مما ادي الي تراجع القوات العراقية الي حيث لم تكن المياه تصل اليهم .
و يقول زبرجدي : قامت القوات العراقية بمنع تقدم المياه نحوهم عبر ايجاد تلال صغيرة و لكن في هذه الاثناء خطر في بال الشهيد تشمران خطة اخري الا و كان القيام بتفجير السدود التي صنعتها القوات العراقية من اجل منع تقدم المياه و التي اصبحت مليئة بالمياه .
و يضيف زميل الشهيد تشمران في الجبهة بانه : قمنا بتهيئة عدة اطارات سيارات و بعد ذلك نجحنا في اتصالهم ببعض بالقرب من السدود العراقية و من ثم فجرنا الاطارات و المواد التي عبئناها فيها و ادي انفجار هذه الاطارات الي توسيع فتحة السدود و جري المياه نحو القوات العراقية مرة اخري مما ادي الي تراجعهم الي الوراء مرة ثانية . و ادي تنفيذ هذه العملية بنجاح الي انقاذ مدينة الاحواز من خطر السقوط في ايدي القوات العراقية و تثبيت موقعيتها لصالح قواتنا .
** تم طرح خطة صنع اول غواصة من قبل الشهيد تشمران في الحرب المفروضة
و صرح زبرجدي الي ان مشروع صنع غواصة كان احدي المشاريع الاخري التي طرحها الشهيد تشمران في فترة الدفاع المقدس مضيفا انه : تم طرح خطة و مشروع صنع غواصة لشخصين للتدمير و التجسس في المنطقة من قبل الشهيد تشمران لاول مرة في فترة الدفاع المقدس و كان الهدف من تنفيذ هذا المشروع هو انه مع انزال القوات كنا قادرين علي تدمير معاقل و خنادق القوات العراقية عن طريق المياه .
و في مواصلة حديثه قال زميل الشهيد تشمران : مع استشهاد الشهيد الدكتور مصطفي تشمران كان عملية تنفيذ المشروع يسير ببطء و لكن في النهاية نجحنا في عام 1368 ( 1989 ) ان نكون من اول الاشخاص الذين نذهب الي اعماق الخليج الفارسي بواسطة هذه الغواصة .
** تم صنع اول قذيفة هاون من طراز 120 من قبل لجنة المعارك غير المنظمة
و يشير مسؤول الاسلحة و الذخائر في لجنة المعارك غير المنظمة الي مشروع آخر من الشهيد القائد مصطفي تشمران و يقول : في الايام الاولي من بداية الحرب كنا في مازق و كنا نعاني من نقص شديد في عدد الرصاصات و قذائف الهاون و لكن بسبب ارشادات الدكتور تشمران استطعنا ان نصنع اول عدد من قذائف الهاون من طراز 120 في ذلك الوقت .
و في مواصلة كلامه يضيف زبرجدي : قمنا باختبار هذه القذيفة في مدينة مسجد سليمان برفقة المهندس صناعي و نجحنا في اختبارها باقل التكاليف و قمنا بطرح تقرير حول ذلك للدكتور تشمران . و كان هذا الامر بمثابة خطوة لصنع قذائف الهاون في ايران و قامت مصانع " حديد " التابعة لمنظمة الصناعة الدفاعية بمواصلة هذا المشروع .
و كما اضاف زميل الشهيد القائد مصطفي تشمران : كنا نقوم بتفكيك اجزاء الصواريخ العراقية التي سقطت دون اية انفجارات او عمل و من ثم نقوم بارسالها للشهيد تشمران للادلاء بالتوضيحات المكملة و كان الدكتور تشمران يقوم بشرح جميع القطعات الموجودة في هذه الصواريخ و من ثم يامرنا بصنعها في اعداد كبيرة و بشكل واسع و كان دوما يقوم بتوفير المكان و المستلزمات للعمل في هذا المجال .
** كان مبدأ مفاجئة العدو من الخطط التي وضعها الشهيد تشمران لتنفيذ العمليات
و اشار زميل الشهيد الدكتور الي ان الشهيد كان يردد دائما كلمة واحدة عند محادثة المقاتلين الا و هو كلمة " يا حبيبي " موكدا علي : ان الدكتور تشمران كان يمتلك عددا كبيرا من الخطط و المشاريع و لكن للاسف لم يتم العمل بها و لم يتم تنفيذها و من بين هذه المشاريع يمكن الاشارة الي ان الشهيد تشمران كان وراء تنفيذ خطة يمكن خلالها لطيران شخص لمساحة محددة بالاستفادة من وقود رصاص قاذفات آر بي جي و استخدام مبدأ المفاجئة في مواجهة العدو .
** ان جسر اليونوليت كانت من المشاريع التي تم تنفيذها من قبل الشهيد تشمران و كان لهذا الجسر تاثير كبير في سنوات الدفاع المقدس .
و يضيف زبرجدي قائلا : كانت عملية صنع اول جسر يونوليت من المشاريع و الخطط الاخري للشهيد تشمران و استطعنا ان نكمل مسيرة تكامله هذا الجسر في مختلف العمليات و من النقاط الهامة و الاساسية لهذا الجسر انه في حال اصابته بشظايا او بشيء آخر كان يبقي في وضعية عائمة علي سطح المياه .
و يشير هذا المقاتل من فترة الحرب المفروضة ضد ايران الي المجموعة التقنية التابعة للجنة المعارك غير المنظمة مضيفا : كان المهندس فهميدة و المهندس موسوي و المهندس الشهيد ابراهيم مجد من الاشخاص المتواجدين في هذه المجموعة التقنية و استطاعوا من خلال صنع قسم من مدفعية طراز 106 باختبار منصات التاو و من ثم قمنا باول اختبار لمنصات اطلاق الصواريخ علي متن سيارة موديل " جيپ شهباز " و تكلل بالنجاح .
و يشدد المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد تشمران الي ان الدكتور تشمران كان يمتلك معنويات التضحية و الشجاعة في شخصيته مشيرا الي انه : كيفية الحياة و التربية العائلية للشهيد تشمران ادي الي ان ينتخب خندق و معقل الدفاع المقدس بدلا من معقل العلم و التعليم و السبب انه ترعرع منذ فترة الطفولة مع التفكر و الخط الاسلامي .
** كان الامام علي ( عليه السلام ) اسوة للشهيد تشمران
و اشار زميل الشهيد تشمران في فترة الحرب المفروضة من قبل النظام البعثي العراقي البائد ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية الي انه كان الشهيد يقتدي بالامام علي ( عليه السلام ) و كان الامام اسوة له مضيفا : ان الالتزام باعتقاداته الاسلامية مشهود في كافة مراحل حياة الشهيد الدكتور مصطفي تشمران بحيث حتي في الوقت الذي سافر الي الدول الخارجية و جامعاتها لكسب العلم قام الشهيد بتاسيس جمعية الطلبة الاسلامية هناك .
نهاية الخبر