رمز الخبر: 305760
تأريخ النشر: 11 June 2011 - 00:00

نخبة من العراقيين في أميركا يحيون ذكري شهادة الحكيم

نويد شاهد : احيت نخبة من الباحثين والاكاديميين والخبراء والشخصيات السياسية والثقافية العراقية في العاصمة الاميركية واشنطن، الذكري الثامنة لاستشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم والذكري السنوية الثانية لرحيل العلامة المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم، في اطار ندوة حوارية بعنوان (دور آل الحكيم في بناء العراق الجديد) والتي دعا اليها ونظمها ممثل المجلس الاعلي الاسلامي العراقي في الولايات المتحدة الاميركية السيد عبد الكريم الموسوي، وذلك في مكتب المجلس في العاصمة واشنطن.


علي حسب التقرير نويد شاهد نقل عن التقريب قد بدات الندوة، التي افتتحها السيد الموسوي بكلمة ترحيبية بالضيوف المشاركين، بقراءة سورة الفاتحة علي ارواح شهداء اسرة آل الحكيم وبقية شهداء العراق وضحايا النظام البائد وايتامه والارهابيين. ثم القي السيد الموسوي علي مسامع الحضور الكلمة التي كان قد بعثها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس بهذه المناسبة، والتي شدد فيها علي ان الذكري هي لاستذكار القيم والمبادئ السامية التي جاهد وضحي من اجلها الفقيدين الكبيرين. بعدها تناول ممثل المجلس الاعلي، المرتكزات الاساسية لشهيد المحراب في بناء دولة المواطنة في العراق الجديد والتي حددها كما يلي: الركيزة الاولي؛ تتمثل في مشاركة الشعب العراقي في القرار السياسي من خلال الانتخابات النزيهة والتداول السلمي للسلطة . الركيزة الثانية؛ عد الهوية الوطنية الاسلامية من اشتراطات قيام نظام الحكم الوطني مع احترام الهويات الفرعية لمكونات الشعب العراقي، مذكرا بأننا لا نريد استنساخ نظام اسلامي بعينه انما (نريد حكما يحترم الاسلام و قيم الاسلام). الركيزة الثالثة؛ وحدة التراب الوطني بوصفها شارة اساسية وركيزة قوية من ركائز بناء الدولة الوطنية. الركيزة الرابعة؛ احترام خصائص وثقافة العراق وحضارته وتاريخه. بعد ذلك تتالت احاديث ومداخلات عدد من الحضور الكريم، والتي تمحورت حول دور الفقيدين العزيزين علي الصعيد الثقافي والفكري من جانب، وعلي الصعيد الجهادي والسياسي من جانب آخر. اول المتحدثين كان سعادة سفير جمهورية العراق في الولايات المتحدة الاميركية الاستاذ سمير الصميدعي الذي اعتبر شهيد المحراب احد اعمدة النظام السياسي الجديد الذي يواصل العراقيون بناءه منذ سقوط الصنم، واحد بناته الاساسيين. واضاف قائلا: ان علي كل امة تحترم نفسها ان تمجد رجالاتها المتميزين خاصة عندما يكونوا شهداء، واضاف: انا اتوسم بالسيد عمار الحكيم كل الخير لمواصلة المسيرة التي اطلقها الفقيدين الراحلين، فهو، اضاف الصميدعي، رجل قدير وواعد ومنفتح، وانا اكن له كل الاحترام. واضاف السيد السفير قوله: ان تذكر الشهداء والعظماء هو زاد الطريق. اعقبه بالحديث الدكتور ليث كبة، الذي شدد علي ان صورة البحث والحديث عن آل الحكيم وعن الفقيدين الغاليين لا يمكن ان تكتمل في الذهن الا اذا تحدثنا واستذكرنا حياة ودور العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم، الذي يعتبر من الرواد والقادة الاوائل الذين كانوا يحملون مشروعا وطنيا لانقاذ العراق من الاستبداد والديكتاتورية. ودعا كبة الي توثيق الصفحات الخافية من سيرة هذا الرجل العظيم الذي قدم الكثير من اجل عراق حر وديمقراطي، حتي ختم حياته الشريفة بالشهادة في سبيل الله تعالي برصاصات غادرة اطلقها عليه ازلام نظام الطاغية صدام في العاصمة السودانية الخرطوم. اما الدكتور عبد الجبار العبيدي، الاكاديمي المعروف، فقد اشار في معرض حديثه عن دور آل الحكيم في تاريخ العراق الحديث، الي الاهتمام البالغ الذي كان يوليه المرجع الاعلي السيد محسن الحكيم، بالفكر والثقافة والمعرفة، والذي تبلور بتاسيس سلسلة (مكتبة الحكيم) في العديد من محافظات العراق، والتي استفاد منها العلماء والاكاديميون والباحثون من طلبة الجامعات، ليس في العراق فحسب، وانما في عدد من الدول وعلي راسها لبنان، اذ كان ينهل منها طلبة العلم والبحث والمعرفة. ثم تحدث عن تجربته مع السفر القيم الذي تركه المرجع الحكيم للاجيال علي مر الزمن (كتاب العروة الوثقي) والذي لا زال العلماء والفقهاء وطلبة العلوم الدينية والاكاديميين ينهلون من معارفه الثرة. واضاف العبيدي: لقد شفع المرجع الحكيم هذا الاهتمام المتميز بالعلم والمعرفة بتاسيس المدارس المتميزة كالمدرسة الجعفرية وغيرها والتي كانت تحتضن كل ابناء المجتمع العراقي من دون تمييز ديني او مذهبي او اثني، ولقد ادي هذا النوع من المدارس دورا كبيرا ومتميزا في تربية نشء جديد ملؤه العلم والمعرفة والحيوية والتطلع الي التغيير. الشاعر الاستاذ حميد الخاقاني لخص مشاركته بقصيدة رائعة شنفت اسماع الحضور، حيا فيها جهاد الفقيدين السعيدين، شهيد المحراب وعزيز العراق، واثني علي الدور العظيم الذي ادياه في تاريخ العراق الحديث ومسيرة العراقيين نحو الحرية الكرامة. مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، نـــــزار حيدر، تحدث عن شهيد المحراب من وحي التجربة، قائلا: لقد كان الشهيد يؤمن بالتغيير الحضاري (الشامل) والذي يعتمد محتلف الجوانب من دون الاقتصار علي واحد منها، فلم يكن الشهيد قائدا سياسيا فحسب، او عالما دينيا فقط، وانما كان يسعي ويجتهد دائما لان يكون صاحب مشروع تغييري حضاري شامل لا يغفل جانبا او يضخم آخر علي حساب الجوانب الاخري، فاسس مشروعه السياسي في اطار (المجلس الاعلي) الذي يعتبر اول مشروع وطني عام بعيدا عن الانتماء المذهبي او الاثني، والي جانبه مشروعه الاجتماعي (مؤسسة الشهيد الصدر) التي كانت حاضرة بين العراقيين في بلاد المهجر تقدم الخدمات الاجتماعية الاساسية، خاصة للطبقة الفقيرة والمحرومة، كما بني بجانبهما مشروعه الحقوقي (المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق) والذي نجح في نقل معاناة العراقيين وجرائم النظام الديكتاتوري البائد الي اروقة المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية. كما اسس الشهيد المشروع التوثيقي الضخم (بنك المعلومات) بادارة السيد محمد الحيدري والدكتور عادل عبد المهدي، والذي لازال يؤدي دورا توثيقيا ومعرفيا هاما في بغداد بادارة واشراف السيد الحيدري. والي جانب كل هذه المشاريع المتعددة الجوانب، لم ينس الشهيد او يقصر في دوره ومكانته الحوزوية اذ كان مواضبا بجدية علي دروسه الحوزوية الاسبوعية وكذلك تاليفاته العلمية والفكرية. اما الدكتور رضا العطار، فقد اشار في حديثه عن اخلاقيات التعامل مع الاخر التي كان يتصف بها شهيد المحراب، وكذلك عن دور الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم في اسقاط نظام الطاغية وتاكيده علي مبدا الانتخابات كشرط لبناء العراق الجديد. الاستاذ نجم الجبوري، قائم مقام تلعفر السابق، تحدث في الندوة عن تجربته القاسية التي خاضها في مدينة تلعفر خلال فترة تحمله مسؤولية القائم مقامية، والدور الكبير الذي لعبه الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم في نزع فتيل الاحتقان الطائفي والاثني الذي عاشته تلعفر ايام حصار الارهابيين وايتام النظام البائد لها، مشيرا الي التعامل الابوي الذي ابداه الفقيد في تلك الفترة وهو يتعاون ويحث المسؤولين علي وضع حال المدينة نصب اعينهم. واضاف: في تلك الظروف القاسية، وجه الفقيد باعادة بناء المدارس وتاسيس رابطة اجتماعية للمساهمة في اعادة اللحمة الوطنية الي ابناء المدينة، اسميناها (رابطة شيوخ تلعفر) لعبت دورا كبيرا في تحصين المدينة المازومة من خطر الانزلاق في اتون الحرب الاهلية. الدكتور مهدي الصندقجي، تحدث في الندوة عن ذكريات لقاءاته مع الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم خلال زيارات الاخير الي العاصمة الاميركية واشنطن ولقاءاته بالجالية العراقية، قائلا: لقد كان الفقيد واضحا في حديثه، يعرف ما يقول من دون تردد، ولذلك فعندما سئل عما اذا كان في نيته العمل لاقامة حكومة دينية في العراق بعد سقوط الصنم، اجاب وقتها بالنفي، وقال: ليس في النية استنساخ اية تجربة خارجية، وهدفنا بناء دولة عراقية فحسب. الباحث في جامعة الدفاع الوطني الاميركية السيد ستيرلنغ جينسن تحدث في الندوة قائلا: في الانجيل نص يقول (من ثمارهم تعرفونهم) وايضا (من فمهم تعرفون نواياهم) وانا اكتشفت النوايا الطيبة للفقيدين ازاء العراق والديمقراطية والعملية السياسية الجديدة التي يشهدها العراق منذ سقوط الصنم، من خلال احاديثهم وحواراتهم، فلقد صاغت هذه الاحاديث والحوارات مشروعهم الوطني الذي تعمل عليه الان القيادة الحالية للمجلس، وعلي راسها السيد عمار الحكيم الذي يعمل علي بلورة المشروع الوطني الحقيقي والشامل مع بقية شركائه في العملية السياسية. اما الاستاذ عبد الرحمن الجبوري الخبير، في مؤسسة وقف الديمقراطية الاميركية، فقد اشار في حديثه الي جوهر المشروع الوطني الذي كان يحمله شهيد المحراب للعراق الجديد بعد سقوط الديكتاتورية ، والقائم علي اساس عراقية الدولة، بعيدا عن الاستنساخ بالمطلق، بمعني ان المشروع ياخذ بنظر الاعتبار الظرف والواقع بشكل سليم ودقيق، فيما نقل بعض مشاهداته عن قيادة السيد عمار الحكيم للمجلس وطريقة حضوره في العملية السياسية، والتي كان قد اقتبسها عن قرب خلال زيارته الاخيرة الي العراق، قائلا: لقد لمست تطلعا نحو التغيير في قيادة السيد الحكيم. السيد محسن العذاري، المحامي والسياسي المخضرم، تحدث كذلك في الندوة عن ذكرياته عن شهيد المحراب ايام الاجتماعات والحوارات التي كانت تجمعه معه، زمن المعارضة والنضال ضد الديكتاتورية، قائلا: علي الرغم من اننا كنا نختلف معه في الكثير من التصورات والرؤي السياسية، الا انه رحمه الله كان يتميز بسعة الصدر فكان يستوعب الخلاف والاختلاف في وجهات النظر من دون اي رد فعل سلبي، وهذه واحدة من صفاته القيادية التي اكسبته احترام وتقدير الجميع. الدكتور عبد الهادي الخليلي، المستشار الثقافي العراقي في العاصمة الاميركية واشنطن، نقل الندوة من حديث الماضي والذكريات الي الحاضر والمستقبل، بقوله: ان كل ما ناضل من اجله الفقيدين وكل شهداء العراق، سيتحقق اذا بذلنا الجهود المطلوبة من اجل تغيير المنهج التعليمي في العراق الجديد، وعلي مختلف المراحل، فالتربية والتعليم عندنا لازال متخلفا بحاجة الي تحديث وتجديد ليكون بمستوي الحاجة الفعلية ونحن في القرن الواحد والعشرين، فان كل تجارب شعوب العالم التي حققت التقدم والتطور، ما كان لها ان تحقق ذلك الا بتحديث مناهج التربية والتعليم اولا. النهايه وكاله انباء التقريب
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع