رمز الخبر: 214051
تأريخ النشر: 29 June 2009 - 00:00

أمة في رجل

كان الشهيد الدكتور محمد بهشتي، رجلاً استثنائياً في نشاطه وتحركاته. واستطاع ان يلعب دوراً رائداً في توعيه ابناء الشعب الايراني وتفجير ثورته؛ ومن ثم ترسيخ اركان نظامه الاسلامي المبارك.. وكثيراً ما كان يوصف الدكتور بهشتي بأنه «أمه في رجل»؛ ومن يعرف عظمه الانجازات التي حققها هذا الرجل الفذ، لا يعجب لهذا الوصف.. في المقال الآتي يحدثنا الدكتور بنفسه عن محطات مسيره حياته الحافلة.


اسمي محمد حسيني بهشتي، واحياناً يكتب خطأ محمد حسين بهشتي، ولدت في الثاني من شهر آبان عام 1307 هـ. ش- 1928 م- في مدينه اصفهان في محلة تسمي لومبان، وهي من المحلات القديمة جداً في المدينة، في بيت روحاني، اذ ان ابي عالم دين. بدأت تعليمي في سن الرابعه لدي الكتاتيب، وتعلمت القراءة والكتابة وقراءة القرآن بسرعة فائقة، حتي اصبحت اعرف بين افراد عائلتي بالفتي الفطن والذكي. ربما سرعة تقدمي في التعليم هو الذي اوجد في العائلة مثل هذا التصور.. بعدها قررت الدراسة في المدارس الحكومية، فدخلت مدرسة «ثروت» التي تبدل اسمها فيما بعد الي «15 بهمن». وكانوا قد وضعوا لي اختياراً قبل المواقفة علي قبولي.. وعلي ضوء نتيجة الاختبار قالوا لي تستحق ان تذهب الي الفصل السادس، الا ان سنك لا يسمح بذلك، فوضعوني في الفصل الرابع.. اكملت دراستي الابتدائية في هذه المدارسة، وحصلت في الامتحانات النهائية العامة علي المرتبة الثانية.. بعدها دخلت ثانوية «سعدي» لمواصلة دراستي المتوسطة والاعدادية وبينما كنت اواصل الدراسة في السنة الثالثة بدأت حوادث شهريور عام 1320- 1941 م. و نتيجه لهذه الحوادث وجدت رغبة عامة لدي الفتيان واليافعين في دراسة المعارف الاسلامية.. ومازلت اتذكر حتي الآن، كان يجلس الي جواري في الفصل فتي حاد الذكاء، وكان ابناً لعالم دين ايضاً. فبينما كان المدارس يدرسنا في السنة الثانية، كان هذا الفتي يقرأ كتاب «معالم الاصول» وهو كتاب في اصول الفقه. وقد اوجد ذلك في نفسي شوقاً لأن اترك الدراسة في ثانوية «سعدي» واذهب لأكون احد طلبة العلوم الدينية. وهكذا تركت الثانوية عام 1942 والتحقت بدراسة العلوم الدينية في مدرسة الصدر باصفهان، لانني خلال هذه الفترة كنت قد قرأت شيئاً من العلوم الاسلامية. وخلال الاعوام 42-1946، درست في اصفهان الآداب العربية والمنطق والكلام ومرحلة سطوح الفقه والاصول بسرعة ملفتة للنظر، اضحت سبباً في ان يحيطني اساتذة الحوزة العلمية بألطافهم واهتمامهم.. وفي عام 1945 كنت قد طلبت من والدي بأن يسمحا لي بالمبيت في غرفتي الخاصة في المدرسة الدينية، لا تفرغ للدراسة واصبح طالب علوم دينية بمعني الكلمة. امضيت عامي 1945 و1946 في المدرسة الدينية، وكنت انذاك أدرس اواخر مرحلة السطوح عندما قررت الانتقال الي قم لمواصلة الدراسة فيها. ومما اود ذكره هنا هو انني خلال دراستي في الثانوية كان درس اللغة الاجنبية هو الفرنسية، واثناء تلك السنتين قرأنا الفرنسية، الا ان ما كان شائعاً في اوساط المجتمع آنذاك تعلم اللغة الانكليزية. وفي السنة الاخيرة من وجودي في اصفهان قررت ان ادرس اللغة الانكليزية دورة كاملة.. انتقلت الي قم سنة 1946، واكملت فيها دراسة بقية السطوح والمكاسب والكفاية خلال ستة اشهر. ثم بدأت بدراسة «مرحلة الخارج» اوائل سنة 1947، فدرست خارج الفقه والاصول لدي استاذنا العزيز المرحوم آية الله محقق داماد. كذلك حضرت دروس استاذي المربي والقائد الكبير الامام الخميني. ثم بدأت احضر درس المرحوم آية الله السيد البروجردي، ودرس المرحوم آيه الله سيد محمد تقي خوانساري، ولفترة قليلة دروس المرحوم آية الله حجة كوه كمري. وكنت ادرس في اصفهان المنظومة في المنطق والكلام، الا انني لم استطع مواصلة ذلك في قم نظراً لقلة اساتذة الفلسفة آنذاك. فتفرغت غالباً لدراسة الفقه والاصول والقراءات المتنوعة، وكذلك مارست التدريس، فكنت ادرس وأدرس. في سنة 1948 فكرت في مواصلة دراستي الجامعية الاكاديمية. فعدت واكملت دراسة الاعدادية في قسمها الادبي، والتحقت بكلية المعقول والمنقول التي تسمي اليوم بكليه الالهيات والمعارف الاسلامية. وفي سنة 1951، انتقلت للاقامة في طهران للتفرغ لدراستي الجامعية وكذلك لمتابعة دراستي لللغة الانكليزية علي يد استاذ اجنبي متمكن من اللغة. وآنذاك كنت احصل علي مصروفي من ممارسة التدريس. واستمر هذا الوضع حتي حصلت علي البكالوريوس في عام 1952. وبعدها عدت الي قم لمواصلة دراسة العلوم الاسلامية وفي الوقت ذاته التدريس في ثانوياتها كمدرس للغة اليوم كافية للتدريس، وامضي بقية الوقت في الدراسة. خلال الاعوام 1951 الي 1956 تفرغت لدراسة الفلسفة، وكنت اتردد الي دروس الاستاذ العلامة الطباطبائي الذي كان يدرس كتاب الاسفار لملاصدرا، وكتاب الشفاء لابن سينا. وفي هذا المجال كنا نقيم في ليالي الخميس والجمع مع عدد من الاخوة منهم المرحوم الشهيد مطهري، اجتماعات خاصة نتداول فيها البحوث والنقاش في الفلسفة، استمرت ما يقارب الخمس سنوات، وفيما بعد جمعت ورتبت بحوث هذه الجلسات وطبعت في كتاب «روش رئاليسم»- مذهب الواقعية-. وخلال هذه الفترة كنا لا ننقطع عن ممارسة نشاطات تبليغية واجتماعية، وكنا قد نظمنا مع المرحوم مطهري واخوة آخرين يقارب عددهم 17 شخصاً، برنامج عمل نذهب علي ضوئه الي القري النائية للتبليغ للاسلام. تزامن وجودي في طهران عام 1951، مع تصاعد النضال السياسي والاجتماعي لحركة النفط الوطنية بقيادة المرحوم آية الله الكاشاني والمرحوم الدكتور مصدق، وآنذاك كنت شاباً معمماً اشارك بشوق ولهفه في التظاهرات والتجمعات والاضرابات. وصادف ان كنت في اصفهان اثناء حوادث (30 تير 1331) - 1952 م- وشاركت بفاعلية في اضرابات (26-30 تير)، وربما كنت اول او ثاني الخطباء في المضربين الذين تجمعوا في مبني البريد. ومازلت اتذكر كيف عقدت في خطابي مقارنة بين موقف الشعب الايراني تجاه النهب البريطاني للنفط الايراني، وموقف الشعب المصري وعبدالناصر تجاه بريطانيا وفرنسا وتأميم قناة السويس. وقد صرخت محذراً قوام السلطنة- رئيس الوزراء آنذاك- والشاه بأن الشعب الايراني لا يسمح بأن يصادر المستعمرون ثروات بلاده. بعد انقلاب 28 مرداد، وفي محاولة لتقويم الموقف وصلنا الي هذه القناعة وهي ان غياب الكوار الفاعلة كان محسوساً واننا نفتقر الي مثل هذه الكوادر. فكان قرارنا ايجاد حركة ثقافية نشطة نستطيع في ظلها ان نعد الكوادر المطلوبة؛ حركة اسلامية اصيلة تهييء الارضية المناسبة لاعداد شباب متدين مثقف.. فقمنا بتأسيس ثانوية «الدين والمعرفة» بالتعاون مع الاصدقاء، وكانت مسؤولية ادارتها تقع علي عاتقي مباشرة. كان ذلك عام 1954. وبقيت في مدينة قم حتي عام 1963. وخلال هذه الفترة تمكنا من ايجاد حركة ثقافية نشطة حديثة في المجتمع وفي الحوزة ايضاً. واستطعنا ان نوجد علاقات طيبة مع الشباب الجامعي، حيث تحقق لقاء وتعاضد بين طلبة العلوم الدينية وطلبة الجامعة يبعث علي الدهشة والاعجاب. اذ كنا نؤمن بضرورة ان تسير هاتان الشريحتان الواعيتان والملتزمتان جنباً الي جنب دائماً، وتتحركا انطلاقاً من قاعدة الاسلام الاصيل الخالص. وخلال هذه الفترة بدأ في الحوزة النشاط التأليفي الموجه للجيل الجديد بلغة حديثة. فكان هناك «مدرسة الاسلام»، و«مدرسة التشيع»، وكانت بمثابة بداية حركة لنشر الفكر الاسلامي الاصيل والعميق بلغة عصرية حديثة. وكنا نساهم في الاجابة عن الاسئلة المطروحة بين اوساط الشباب. بعد ذلك التحقت في الاعوام 1956 الي 1959، بكلية الألهيات لدراسة الدكتوراه في الفلسفة والمعقول. وفي عام 1959 بدأنا نقيم الاجتماعات الشهرية التي من برامجها حديث الشهر. وقد كرست الجهود لايصال نداء الاسلام الي الجيل الواعي بلغة جديدة واسلوب حديث. ففي كل شهر كانت تلقي محاضرة في الاجتماع الشهري وكان يحدد موضوعها من قبل بالاتفاق لكي يتمكن الحاضرون من التحضير لها. وكان الاخوة العلماء والمفكرون يتناوبون علي ادائها، وكانت تسجل علي اشرطة كاسيت ومن ثم تكتب وتطبع في كراسات وتوزع. ومن ثم تجمع في كتاب. وقد طبع منها ثلاثه كتب تحت عنوان «حديث الشهر»، وكتاب آخر بعنوان «حديث عاشوراء». ومن ضمن المحاضرين في هذه الاجتماعات كان المرحوم آية الله المطهري وآيه الله الطالقاني وعلماء آخرون. في الحقيقة كانت هذه النشاطات انطلاقه لنشاطات اخر تبلورت فيما بعد من قبيل ما كان يقام في «حسينية الارشاد» والتي وجدت لها شهرة واسعة جداً. في عام 1960، وحيث كنا نفكر في اعادة تنظيم الدراسة في الحوزة العلمية في مدينة قم، كان المسلمون في المانيا خاصة بعد انشاء مسجد هامبورغ، الذي شيد بتوجيه من المؤسسة الدينية وبأمر من المرحوم آيه الله العظمي السيد البروجردي، وتأسيس المركز الثقافي هناك، كانوا يصرون علي المرجعية الدينية بارسال احد علماء الدين لامامة مسجد هامبورغ، والاشراف علي عمل المركز. وقد طلب الي كل من آية الله الميلاني وآية الله الخوانساري وآية الله الحائري ان اذهب الي هناك واصروا علي ذلك. وقد تزامن ذلك مع قرار الجناح العسكري في «الجمعية المؤتلفة» باغتيال منصور- رئيس الوزراء آنذاك- الذي اغتيل بالفعل، وبدأت الحكومة التحقيق في ملف القضية وكان اسمي قد ورد في الملف. ففكر الاصدقاء ان يخرجوني من ايران بأية صورة، وان اواصل نشاطي في الخارج. ذهبت الي هامبورغ، وكان قراري ان ابقي هناك بعض الوقت حتي ينتظم العمل. ثم اعود الي ايران. الا انني احسست هناك بأن الجامعيين كانوا بحاجة ماسة الي تشكيلات اسلامية تحتويهم وتبلور نشاطهم وتوجهه. فقمنا بتشكيل نواة الاتحادات الاسلامية لطلبة الجامعات –قسم اللغة الفارسية- وبعدها اصبح المركز الاسلامي كياناً كبيراً فاعلاً. فيما يخص اعادة تنظيم مناهج الدراسة في الحوزة العلمية، كانت هناك نشاطات واجتماعات متعددة للتعريف بمدرسي الحوزة العلمية، ومناهجها، وقد اشتركت في جلستين منها، وقد استطعنا ان نخطط علي المدي البعيد وان نعد مناهج دراسة العلوم الدينية في الحوزة تدرس علي مدي سبعة عشر عاماً. وكان ذلك منطلقاً لتشكيل مدارس نموذجية، حيث قمنا بتأسيس المدرسة الحقانية او المدرسة المنتظرية تيمناً باسم المهدي المنتظر عليه السلام، حيث اخذت تدرس المناهج الجديدة، وكنت اخصص لها جزءاً من نشاطي ووقتي. وفي عام 1962 حيث انطلق التحرك الاسلامي بقيادة الامام الخميني والمشاركة الفاعلة لعلماء الدين، كنت حاضراً في صلب الاحداث، التي كانت انعطافة كبيرة في الوعي الثوري لابناء الشعب الايراني المسلم. وخلال هذه الفترة قمنا بتشكيل مركز الطلبة الذي تولي صديقي العزيز المرحوم الشهيد الدكتور مفتح، مسؤولية الاشراف المباشر علي نشاطاته. كان المركز يقيم اجتماعات اسبوعية، وفي كل اجتماع كان يلقي احدنا كلمة فيه، فكان الحضور يبعث علي الاعجاب. ففي مكان واحد كنت تري طلبة العلوم الدينية وطلبة الجامعة وطلبة المدارس والمثقفين والمتعلمين يجلسون الي جوار بعض. وكانت هذه الجهود نموذجاً للمساعي علي طريق ايجاد الوحدة بين طلبة الجامعة وطلبة العلوم الدينية. وقد ضاق النظام ذرعاً بنشاط هذا المركز، فأخذ يمارس ضغوطاً ضدنا اضطرتنا الي ان نترك مدينة قم في شتاء عام 1963 والمجيء الي طهران. واصلت في طهران نشاطي الفكري والسياسي، واستطعت ان أكون علاقات حميمة مع الكثير من فصائل النضال. فكانت علاقتي قوية باعضاء «الجمعية المؤتلفة»، وقد تم تعييني من قبل الامام الخميني باقتراح من الشوري المركزية، كواحد من اربعة اشخاص شكلوا المجلس الفقهي والسياسي لهذه الجمعية. بقيت في هامبورغ اكثر من خمس سنوات، كانت لي خلالها نشاطات متعددة سواء في مجال التبليغ الاسلامي بين اوساط الاوروبيين، او في مجال النشاط الفكري والسياسي والتنظيمي للطاقات الاسلامية المتنامية.. وخلال الخمس سنوات هذه تشرفت بحج بيت الله الحرام، وسافرت الي سوريا ولبنان وذهبت الي تركيا للاطلاع علي النشاطات الاسلامية هناك. وسافرت ايضاً الي العراق والتقيت الامام الخميني عام 1969. وفي عام 1970 وبعد ان انتظم العمل في هامبورغ جئت الي ايران لضرورة شخصية وكنت واثقاً من انهم سوف لا يسمحون لي بالعودة. وهذا ما حصل بالفعل، اذ منعوني من الخروج. فقررت اثر ذلك ان اعود ثانية الي نشاطاتي الثقافية السابقة، وفي مجال التأليف. فبدأنا نشاطات فكرية وبحوثاً علمية واسعة بالتعاون مع الشيخ مهدوي كني والسيد الموسوي الاردبيلي والمرحوم الدكتور مفتح وآخرين. بعدها قمنا بتشكيل نواة حركة علماء الدين المناضلين، التي تم الاعلان عن تشكيلها رسمياً في عام 77-1978، كما سعينا الي ايجاد تنظيم سياسي يعمل في الخفاء وآخر شبه معلن. وفي عام 1977 حيث وصل النضال الي أوجه، كرسنا كل الطاقات للعمل في هذا المجال. وبفضل الله ومنه والمشاركة الفعالة لجميع الاخوة من علماء الدين في التظاهرات والنضال الثوري حققنا الانتصار الكبير. وفاتني ان اذكر اننا منذ عام 1971 بدأنا نقيم دروس تفسير القرآن، حيث كنا نجتمع كل يوم سبت تحت شعار «مدرسة القرآن»، مع مجموعة من الشباب النشط الفعال من الاخوة والاخوات. وقد ازداد عدد المشاركين في هذه الدروس حتي بلغ في الايام الاخيرة ما بين 400 الي 500 شخص. وكانت حقاً دروساً مفيدة وبناءة. وعلي اثر الاصداء الطيبة التي حققتها هذه الدروس تنبه «السافاك» الي تأثيرها، فأقدم علي اعتقالنا عام 1975. واصلت نشاطي السياسي والاجتماعي بعد اطلاق سراحي، الي ان انتقل الامام الخميني الي باريس. عندها ذهبت للقاء الامام وبقيت في باريس عدة ايام. بعدها تم تشكيل نواة مجلس قيادة الثورة بتوجيهات من سماحة الامام الخميني واوامره. وكانت النواة الاولي تتألف من الشيخ مطهري والشيخ هاشمي رفسنجاني والسيد الموسوي الاردبيلي والشيخ باهنر وأنا. وبعد ذلك التحق بمجلس قيادة الثورة الشيخ مهدوي كني ثم السيد الخامنئي والمرحوم آية الله السيد محمود الطالقاني، والمهندس مهدي بازركان والدكتور سحابي وآخرون. ثم عاد الامام الي ايران. واعتقد انه قد قيل وكتب الكثير عن الفترة التي اعقبت عودة الامام فلا حاجة لتكرار ذلك. اما مجموعة الكتب التي ألفتها حتي الآن فهي عبارة عن: 1- الله في القرآن. 2- ما هي الصلاة؟ 3- النظام المالي والقوانين المالية الاسلامية (مجموعة متسلسلة). 4- شريحة جديدة في مجتمعنا. 5- علماء الدين في الاسلام وبين اوساط المسلمين(مجموعه متسلسله). 6- المناضل المنتصر. 7- معرفة الدين. 8- دور الدين في حياة الانسان. 9- اي مسلك. 10- المعرفة. 11- الملكية.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع