رمز الخبر: 206248
تأريخ النشر: 19 May 2009 - 00:00

الفن ليس اداء للواجب

لاول مرة دار اهتمامي بصنع التماثيل لعله لم يكن في مجال الشهادة و التضحية و كان التركيز في النحت يتم علي مواضيع و وجوه الادباء و الشخصيات الادبية فانا اعتقد بان معظم الاعمال كانت تشمل صنع تماثيل الشيوخ المخرفين و ذوي الوجوه القبيحة و تكون نماذجها موجودة في بعض المراكز الثقافية. انا لا اعلم لماذا يكون تماثيل العارف و الشاعر دائماً طاعن في السن و لا يستطيع احد ان يجسّد فترة شبابه و لماذا صنعت هذه التماثيل بشكل سيئ. فهذا الموضوع يشير الي وجود ضعف كبير. او الافراد الذين ابدعوا مثل هذه الاعمال كانوا قديرين لكن الافراد الذين كانوا يختارون المصاديق لهم لم يكونوا مدراء جيدين. و بعد هذه التجربة و التي تعود الي ما قبل انتصار الثورة في ساحة فردوسي و امام بوابة كلية الآداب. بجامعة طهران و اماكن اخري. كانت ذات اشكال افضل. نوع التماثيل التي صنعت قبل الثورة كانت اشكالها افضل من التماثيل التي صنعت بعد الثورة. و التي بقيت حتي اليوم علي شكل رموز عظيمة في بعض الساحات في المدينة و تعتبر رمزاً لشخصياتنا و قيمنا الوطنية.


السيد احمد نادعليان هو فنان و ناقد فني و مدرس في كليات الفنون واحد الوجوه المعروفة في الفن البيئي علي الصعيد الدولي. و كانت له نشاطات في مجالات متنوعة جداً. و كان قبل هذا ناشطاً اكثر في مجال التخطيط للرسوم البيانية و الرسم و الكاريكاتور و التصوير. و لكن في الاعوام الاخيرة ازداد نشاطه في مجال النحت و الفنون البئية و الاعمال الاعلامية و الانترنت. الاعمال النحتية الصخرية للسيد نادعليات موجودة بشكل دائم في الطبيعة في كل من فرنسا و امريكا و ايطاليا و المانيا و اسبانيا و اوزبكستان و لبنان و بنغلادش و في بلاده ايران. اضافة الي ذلك فان ناد عليان خلال زياراته المختلفة قام بدفن اعماله الصخرية الصغيرة في الطبيعة بعنوان الكنوز الخفية او قيام اصدقائه بنقل هذه الاعمال الحجرية و دفنها في مختلف مناطق الكرة الارضية بما يشمل مناطق في اليابان و روسيا و فنلنده و البرازيل و تشيلي و المغرب و تشاد و بوركينافاسو و مصر و جنوب افريقيا و اليونان و استراليا و ايرلندا و فنلدندا و غيرها. و كان قد ابصر نادعليان النور في عام 1970 و عمل في الحقل الفني ابتداء من الخامسة عشرة من عمره و حتي السابعة و الخمسين و بدأ الرسم مع انتصار الثورة الاسلامية و دخل كلية الفنون الجميلة لجامعة طهران في عام 1983 و تخرج منها في عام 1988 و واصل دراسته في فرع الرسم في الفترة ما بين عامي 1990 و 1996 في بريطانيا و حاز علي شهادة الماجستير و الدكتوراه هناك بشكل متلاحق. و كان المجال الدراسي لهذا الفنان التزيينات و الرسوم الجدارية و في عام 1996 بدأ عمله في رسم النقوش البارزة علي الحجر، و الذي امتزج بشكل ما مع الفنون البيئية و الارضية و الفن الجديد. و يشكل الحجم و البيئة و الطبيعة جانباً من هذا الفن و الجانب الآخر منه اشاعة و تقديم الاعمال عبر مختلف الاجهزة الاعلامية. نادعليان يعمل في تقديم فنونه عبر الصخور و الاحجام و البيئة. و يقول هذا الفنان بشأن اعماله: قد لا يمكن وضع اعمال في حقل النحت للتماثيل و لكن الشيئ المسلّم به هو انه يختلف مع الوتيرة الموجودة في صنع التماثيل بشكلها التقليدي. و درس نادعليان فن الرسم و عمل في فترات في حفر النقوش البارزة علي الصخور و طبقاً لما تناسبه الضرورة و بالنظر الي تنمية الفن الجديد يستخدمها في الفضاء و في اجوائها. و يتدخل الحجم في الكثير من اعماله. و قد عمل بشكل متواصل بالصخور كجهاز اعلامي و شارك في بعض المعارض للتماثيل او الندوات الفنية في الخارج. و يدرّس هذا الفنان و الاستاذ الجامعي منذ اعوام تاريخ صنع التماثيل في جامعة الفنون الجميلة و في جامعة شاهد. اعمال السيد احمد نادعليان تكون ذات جانب رمزي و تكون اعماله مستوحاة من الاساطير القديمة و علائم الصور الفلكية و المواضيع الرمزية و التي تقدم التفاسير و الاساليب الجديدة. و في الكثير من التخطيطات البيانية و الرسوم و الاعمال الصخرية و تركيباته الحجرية يكون التخصيب و الابداع الموضوع الاصلي لاعماله الفنية. اعماله الصخرية تشبه تخطيطاته و رسومه. و قد بدأ نحت التماثيل بالاعمال الصخرية لأجسام الحيوانات. و اعماله هذه تعيد الي الاذهان الذكريات من اجداده لكن الانسان يشكل الموضوع الرئيسي لاعماله الفنية. و الانسان لايشكل مادة للسيد عليان فالانسان في اعماله الفنية يكون سماوي و كالملائكة. اذ يراه إنه يرقص بشكل عاشق و بخفة الاجنحة في الفضاء. و قد اجرينا مع السيد احمد نادعليان حواراً حول تجلي التضحيية و الشهادة في فن التماثيل و وتيرتها في بلادنا و فيما يلي نقدم نص هذا الحوار: س: التمثال الاول الذي تم نحته في ايران كان يرتبط باي موضوع و كيف توجه هذا النحت نحو الوجوه المتميزة للحرب و المقاتلين؟ ج: لاول مرة دار اهتمامي بصنع التماثيل لعله لم يكن في مجال الشهادة و التضحية و كان التركيز في النحت يتم علي مواضيع و وجوه الادباء و الشخصيات الادبية فانا اعتقد بان معظم الاعمال كانت تشمل صنع تماثيل الشيوخ المخرفين و ذوي الوجوه القبيحة و تكون نماذجها موجودة في بعض المراكز الثقافية. انا لا اعلم لماذا يكون تماثيل العارف و الشاعر دائماً طاعن في السن و لا يستطيع احد ان يجسّد فترة شبابه و لماذا صنعت هذه التماثيل بشكل سيئ. فهذا الموضوع يشير الي وجود ضعف كبير. او الافراد الذين ابدعوا مثل هذه الاعمال كانوا قديرين لكن الافراد الذين كانوا يختارون المصاديق لهم لم يكونوا مدراء جيدين. و بعد هذه التجربة و التي تعود الي ما قبل انتصار الثورة في ساحة فردوسي و امام بوابة كلية الآداب. بجامعة طهران و اماكن اخري. كانت ذات اشكال افضل. نوع التماثيل التي صنعت قبل الثورة كانت اشكالها افضل من التماثيل التي صنعت بعد الثورة. و التي بقيت حتي اليوم علي شكل رموز عظيمة في بعض الساحات في المدينة و تعتبر رمزاً لشخصياتنا و قيمنا الوطنية. س: كيف كان تأثير الثورة و فترة الدفاع المقدس في فن النحت للتماثيل و ما هي المسيرة التي اجتازها هذا الفن. ج: علي عكس فن الرسم الذي كان قبل انتصار الثورة الاسلامية في عام 1979 يحظي بالقابلية و الاستعداد ليخرج علي شكل اعمال بلاكارت و لوحات كبيرة في المجالات و الاجواء و بدأ عمله بشكل اكثر جدية و احتراف بعد الثورة، اذ لم يكن فن صنع التماثيل هكذا. و قد عطل فرع هذا الفن في الجامعات بسبب وجود نوع من الرؤي المذهبية و الدينية. و كان التعطيل في العقد الاول من الثورة يعود الي عدم تفهيم خصوصية هذا الفن حتي و كانت وحدات دراسية موجودة في فرع الرسم تحل محل صنع التماثيل كنا نعرفها باسم وحدات الحجم بدل صنع التماثيل. و مما يؤسف له هو في الاعوام الاخيرة اخذت الكثير من الاجهزة الاعلامية تكره الافادة من لفظ صنع التماثيل. فهذه القضايا تشير الي نوع الاداء الذي كان في فرع الرسم في بلادنا و الذي يفتقر الي فرع صنع التماثيل. في حين قد يكون للفقهاء الذين يعارضون الفنون التصويرية و الموسيقي لهم وجهات نظر مشتركة حول الرسم و صنع التماثيل و ذلك حسب رأي روات الاحاديث لكنه في هذه الرؤية المشتركة استطاع الرسم العثور علي مكانته بسرعة و لم يفلح صنع التماثيل في ذلك. و في الفترات التالية نصبت تماثيل في بعض الأجواء العامة علي شكل غير محترف و غير فني في اجواء المدينة فياليتها لم تنصب. س: قد نقول بانك فنان و إن كنت غير صانع للتماثيل لكنك راغب في صناعة التماثيل لماذا تبدي هذا القلق من هذا الانتشار؟ ج: اننا نفتقر الي وجود فنانين بعدد اصابع اليد ممن يتمكنون من تقديم الاعمال الفنية ليس في الحقل المحلي بل في الحقل التاريخي و العالمي ليعرضون اعمالهم لنفتخر بها. في العقد الاول عندما كنا لا نمتلك صنع التماثيل كانت تنصب حروف مستوحاة من الكلام الالهي مثل كلمة الله اكبر في ميادين المدينة. و كانت قدسية هذه الكلمات لا تضمن الجانب الفني لهذه الاعمال من الناحية الجماعية و الفنية. و اذا كنا نقدم السلوك و الكلام الالهي من الناحية التصويرية بشكل سيئ فلا وجود لاية ضمانة بشأن التقليل في معني الموجود في كلام الله عز و جل. او يمنح المعني و القيمة الخاصة للاثر الفني. فكانت الاعمال تفتقر الي الهيكلية الجمالية اللازمة فاني اتذكر في ميدان انقلاب (الثورة) و منتهي شارع بيروزي (النصر) كانت اماكن نصبوا فيها عبارة الله اكبر بحجم كبير بالحديد و بعدها قامت الحكومة بجمعها و استبدلتها باشياء اخري. و لكن كانت تماثيل قليلة مصنوعة بالحجر و كانت في العقد الاول تماثيل منصوبة في ساحة المتحف و تم نقلها خلال الاعوام العشرة الاخيرة الي مقبرة بهشت زهراء (جنة الزهراء) و هذا يدل علي قبول هذه الاعمال بعد مدة. س: يتضح من كلامكم عدم وجود أي نموذج بارز في مجال التماثيل علي مستوي المدينة ليتمكن من عرض شخصية الشهيد و تضحياته بشكل جيد؟ ج: بعد الثورة، الي جانب التماثيل التي صنعت من الشخصيات الادبية و الشعراء حظيت كذلك شخصيات فترة الحرب و الدفاع المقدس و التضحيات و الشهادة بالاهتمام و قد اقيمت في بعض المناطق الهامشية من المدينة حيث مازالت تلاحظ صور من وحود الشهيد اويني و الشهيد فهميدة و المقاتل المعروف و المضحي لاعوام و من المؤسف تفتقر هذه التماثيل الي الفن الجمالي الفاخر و غير حرفية و لا تكون مقبولة من الناحية الفنية. فهذه اعمال فنية انجزت بشكل رسمي من جانب افضل الفنانين. و لكن من المؤسف لم تحظ بادارة صحيحة و لم تقدم بشكل جيد. و لو اردنا أن نأخذ الصعيد الايراني و يكفي التوجه من طهران الي كرج و رودهن سنجد انهم قد اقاموا تماثيلاً باسم التعبوي و الشهيد لا يمكن تحملها من حيث التناسب في هيكلها و معظمها اشبه بالكائن العجيب من الانسان. فانا اعتقد باننا لو اردنا تقديم نقطة قيمية و لكن بشكل سيئي فاننا نكون قد اسأنا الي تلك القيمة. و لو كانت هذه التماثيل تصنع بافضل وجه لكانت تترك تأثيراً بالغاً في عرض القيم السامية لكن الشيء المؤسف هو عدم توفـّر المقدرة العلمية و القدرات الفنية اللازمة في ذلك. و هناك نماذج بارزة في هذا المجال و يمكن ان نشير الي تمثال الشهيد مدرس المنصوب في ميدان بهارستان و في ميدان السابع من تير. و لنفرض بان هذا الجسم المصنوع يشبه تماماً الشهيد مدرس و يحظي بجوانب الجمال فاذا كنا نتدقق سنجد ان هيكلية هذه التمثال مصنوعة من نوع من الايدولوجية و الثقافية لكنها تفتقر الي الاسس الدينية و العرفانية و الاعتقادية. كمثال علي ذلك ان حركة يد الشهيد مدرس نحو المجلس يمكن ملاحظتها في تماثيل الروس الماركسيين الاشتراكيين و في الجمهوريات الصغيرة و الكثيرة المنسوبة الي الاتحاد السوفيتي. في حين لو اردنا ان نصور شخصية الشهيد او رجل الدين عبر التماثيل يجب ان تكون وضعية و قوفه و الطبيعة في هذه التماثيل متناسبة مع الرؤي و الاحوال و الرؤية الشمولية و الشخصية لهؤلاء. يا ليتنا لم نشاهد هيكل المرحوم مدرس و ذلك عندما نقلوا صورة له في الورقة النقدية او في ساحة من ساحات المدينة. و الآن انوي التفكير بواسطة هذا التمثال الجالس علي المنصة حوله، فالمشاهد لهذ الأثر سيقول مع نفسه اذا كان فكر هذا الرجل يشبه هذا الحجم فاني لا ارغب بفكره. إن ما يؤسف له هو لم تؤخذ بنظر الاعتبار هذه القضايا في هيكلية هذه التماثيل. لكن الشيئ الواضح هو اننا عندما نفتقر الي العلم اللازم في مجال صنع التماثيل و التخطيط الاولي جاء من جانب فنانين من جمهورية اذربايجان و اوزبكستان. س: فيما يتعلق بنوعية التماثيل التي تم صنعها حتي الآن و كافة هذه القضايا المستوحاة من رؤية الثقافة الايرانية يمكن ان توضحوا لنا كيفية اعادة بناء هذه الرؤية ليكون العمل الفني في صنع التماثيل متبلوراً مع الثقافة الايرانية و القيم الدينية للشعب؟ ج: النقوش البارزة الايرانية الموجودة في الاواني الحجرية و الاعمدة في المساجد و في اماكننا الدينية و التماثيل في ثقافتنا جاءت علي شكل رؤوس الاعمدة و الظروف ذات النقوش البارزة و نحن لا نمتلك تماثيلاً مستقلة عن الطبيعة الموجودة حولنا. و لذلك اننا نعاني من الضعف في صنع التماثيل و لدينا معلومات قليلة حولها لكننا ننوي إن نتحرك بشكل ثوري و ان نقتدي بالدول الرأسمالية لصنع تماثيلاً تنسب الي الوجوه و الشخصيات القيمية لنا. فانا اعتقد بوجود تناقض كبير في هذا الجانب و لا ادري متي يزول هذا التناقص. و لكن علي اية حال في افضل الاحوال ان التماثيل لا تعكس ثقافتنا و اذا كان من المقرر ان تعود لنا فاننا لم نستطع من اضفاء الطابع المحلي عليها و توطينها. و لكن هناك فنانون اتجهوا في كلية الفنون الجميلة او في الحوزة الفنية توجهوا نحو الانتزاع ليعبدوا عن المفهوم العام للشهادة في التماثيل. و قد انجزت من بين هؤلاء الفنانين اعمال كبيرة لكنها لا تكون منسجمة في هذه الاوضاع غير المنتظمة لمدننا و لا يكون واضحاً ما اذا كانت هذه الاعمال الانتزاعية من الناحية الثقافية تأتي الي اجواء المدينة تحظي بقبول عامة الشعب و الجهة الموصية لها. النقطة الجديرة بالتأمل هي لماذا ينعدم وجود التماثيل في نسج مدننا التقليدية و القديمة. و اذا كان من المقرر ان تكون تماثيل لحافظ و مولوي لماذا لم تصنع هذه التماثيل في زمنهم. الاجابة علي هذا السؤال تكون شفافة و هي كانت رؤية و شخصية هؤلاء العظام تنفي منح الاصالة للجسم فانا اعتقد بان روح افكارهم تلاحظ في الاجواء المعمارية و في كافة الفنون الموجودة في ذلك النسج. لم تبحث هذه القضايا بشكل جاد في صنع التماثيل المعاصرة بان الاحجام المشيدة في المناطق المختلفة من مدننا هل انها تشكل الرمز الجيد لشخصياتهم؟ فانا اعتقد بان طريق الحل لصنع التماثيل في بلدنا هو ان نعد رموزاً و نصباً تذكارية للشهداء و قيم التضحية و الشهادة لتعكس بطولات المقاتلين في الدفاع المقدس الذي استمر ثمانية اعوام بدل نصب التماثيل و الاجسام للشهداء. و لكن قد صنعت بعض النصب التذكارية لكنها كانت في اسوأ شكل، و نموذجها هي محلات السقاية التي اوجدت في مناطق مختلفة للمدينة. فالعمل يصبح متسامياً عندما يقام له انموذج واحد في المدينة و ليس الف انموذج. ففي هذا النوع من الاعمال عندما تمزج مصحة المقاولة مع العمل الفني فيتم من خلالها زوال الفكر السامي و المبدع. و من جانب آخر اوجدت محلات السقاية حالات من عدم الانسجام التصويري علي مستوي المدينة. كنا نتوقع بعد مضي ثلاثين عاماً انه سيتم انتخاب مكان ليرمز عن هذا الفكر السامي للتضحية و الشهادة ليعيد دائماً الي الاذهان الملاحم و التضحيات لمقاتلي اعوام الدفاع المقدس الثمانية لكن المؤسف لم ينجز ذلك. س: بناء علي ما ذكر إن الاعمال الفنية الموجودة علي شكل رموز و تماثيل علي مستوي مدننا لا تشكل التمثيل الجيد لعرض تضحيات المقاتلين و شخصياتها الدينية. اذن ما هو الحل الذي تقدموه لهذا الموضوع؟ ج: انا اعتقد بان عرض الايثار و الشهادة في هذا النوع من التماثيل و التشبيهات للاشخاص لا يكون صحيحاً. فلو اردنا ان نستفيد من الاحجام الانتزاعية يجب ان نكون في اماكن و اجواء معمارية يكون لها اكثر الانسجام مع البيئة الموجودة حولها لكننا لم نوفر حتي الآن مثل هذه البيئة في اماكن دينية كمصلي طهران و مرقد الامام (ره). س: هل نستطيع وضع تماثيل او حتي في الاماكن الثقافية التي وضعت فيها التماثيل لتكون منسجمة مع البيئة الموجودة هناك؟ في صنع التماثيل يترك المجال المناسب تأثيراً ابلغ، فيجب اخذ ذلك بنظر الاعتبار ذلك اذ انتجت في الحوزة الفنية تماثيل بابعاد صغيرة و كانت ناجحة في مجال التضحية و الشهادة و لكن تماثيلاً بهذه الاوصاف يجب ان لا تنصب في اي ميدان و اي مجال ثقافي ليستجيب للبيئة. فهل لدينا معمارية تتموج فيها روح المضحين و ان نتذكرهم في تلك الاجواء؟ انا لا اعرف مكان مثل هذه المعمارية. و لو اردنا في الثورة الاسلامية ان نكون متعارضين مع العالم الغربي من الناحية الثقافية و الاعتقادية فينبغي علينا ان نوجد تماثيلنا الخاصة بنا. و في غير هذه الحالة سوف لا تتجاوز معماريتنا شيئاً سوي رؤوس الاعمدة و قواعد الاعمدة المنسجمة بمعماريتنا و المقرنصات المعمارية الانتزاعية القديمة. س: في الوقت الراهن كيف ترون وضعية صنع التماثيل و خاصة في حقل القيم الدينية و التضحية. كيف ترون امكانية سمو فن صناعة التماثيل؟ ج: انا اعتقد بوجود شرارات في صنع التماثيل ذات الاصول المزدوجة الملحوظة في اعمال الجيل الاحدث و نحن نعيش حالة ما بين الفن الحديث و صنع التماثيل ذات الاصول و المزدوجة. فلو اردنا ترويج افكار التضحية و الشهادة عبر هذا السبيل فهذا يستلزم ان نحظ بمدراء اذكياء و اصحاب دراية ليدركوا بافضل وجه هذا الظرف ليتبلور بذلك الفن المتسامي. صحيح اننا نكون في مستوي متدني جداً ثقافياً في صنع التماثيل و لم يحظ صنع التماثيل منذ بداية الثورة بالاهتمام و لم يتمكن من اثبات جدارته حيال قيم الدفاع المقدس المتمثلة بالتضحية و الشهادة، ففي العقد الاخير جاء فن يطلق عليه اسم الفن الجديد في صنع التماثيل و بالرغم من ان جانباً منه كان اوروبياً و لكن في شكله المحلي يمكن أن يعكس القيم الدينية. و لكن لو اردنا ولادة صنع التماثيل في بلادنا فينبغي اولاً ان يولد بناء مدننا بما يتناسب مع الاجواء القيمية المعمارية، لأن هذه المعمارية و بناء المدن التي تمنح قيمة خاصة للاعمال الفنية، فهذا الفن الجديد الذي تبلور عبر فنانينا الشباب قد اكتسب العلائم الدينية و لكن لا توجد الاجواء المناسبة لعرضها لتعكس ثقافة التضحية و الشهادة بشكل جيد. س: كيف يكون وضع صنع التماثيل في الدول الاخري و خاصة في الدول المتقدمة؟ ج: في اوروبا لو كانو يصنعون التماثيل للافراد فانهم تارة يجرون بعض التغييرات عليها. اذ يتوجه الفنان تارة في صناعة الاحجام غير السياسية و غير المتعارفة نحو اجسام ذات التركيب و الهيكل المطلوب لان الفنان الصانع للتماثيل لا يستطيع عرض هيكل اي جسم و لكن ينبغي ان نقبل هذه النقطة و هي بالنظر الي معايير علم الجمال الموجودة في العالم الغربي قد يكون لناشخص لا يحظي بالضرورة بهيكل جميل لكنه يحظي بفكر جميل. كيف يظهر مفهوم التضحية بشكل عام في هذه البلدان في صنع التماثيل؟ ج: بشكل عام هناك اختلافات في الكثير من البلدان الروسية كآذربايجان و ارمينيا في الشكل العام لمفهوم الايثار. فكان المخرج الاولي هو صنع التماثيل لشخصية الابطال السياسيين او الثوريين المقتولين او المضحين و بما انهم لا يحملون مزاعمنا من الناحية الثقافية فتكون هذه الاجواء اجواء اشادة. فقبل فترة لا حظت عملاً فنياً في ارمينيا و الذي كان يمثل مقتل الارمن من جانب الاتراك. و كان نصباً فيه من الشقوق كان بمقدور اي فرد ان يعبر منها و كانت بين هذا النصب ناراً موقدة و لها برج مخروط الشكل طويل جداً. فعندما نكون في هذا الجو و بما انه قد شيد هذا النصب لذكري هؤلاء الافراد فكان يترك بالغ الأثر علي كل شخص. فكان هذا الأثر انموذجاً يشير الي امكانية عرض قيمة تحمل اسم التضحية. و دون ان ينوي الاشارة الي مصاديقها فرداً فرداً. لكن الشيئ المؤسف هو عدم وجود مثل هذا المكان في بلادنا ليعكس مثل هذا المفهوم. فاذا كان الزائر الاجنبي لايران ينوي ان يدرك المفهوم الكبير للتضحية و الشهادة فهو لايستطيع الحصول علي صورة ذهنية صحيحة عن ذلك. س: اذا كانت لكم كلمة اخيرة تفضلوا بها؟ هناك اعمال قيمة جداً موجودة في المتاحف في مجال التضحية و الشهادة و لكن في الاجواء العامة لا يمكن ان نشير الي وجود عمل فني و تمثال يذكر في هذا الجانب ليعكس هذا المفهوم. فالفن ليس اداء للواجب فقط فلو اردنا العمل في هذا الحقل علينا أن ندخل الفنانين في هذا الحقل و القيام بادارة اعمالهم فهذا لا يشكل مطلباً كثيراً لصانعي التمثايل يقدم الي المدراء و اصحاب القرار في المدينة. فصلية شاهد انديشه
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع