رمز الخبر: 206247
تأريخ النشر: 17 May 2009 - 00:00
حوار مع الرسام و الفنان ناصر بلنكي

الفنان يعني الشاهد و الشاهد هو من يري و يصدر رأيه

الرسوم الجدارية هي في الواقع رسوم بين الشعب و تكون من اجل الشعب فالرسوم الجدارية لها تاريخ طويل في ايران. فالكثير من الرسوم الايرانية الموجودة علي جدران الاسواق و المساجد و علي كافة الاجواء العامة في بلادنا هي رسوم جدارية. و تكون هذه الرسوم بالسراميك او بالقرميد او بنقوش الطابوق (الآجر) و تجميل واجهات المباني و العمارات. فهذا ما يعكس حضور الرسوم و النقوش الايرانية في الاماكن الشعبية و الجارية في الحياة.


ناصر بلنكي ابصر النور في عام 1957 في همدان. هو متخرج في الرسم و اكمل دراسته في مستوي البكالوريوس في جامعة تربية المدرس بطهران. و من فعالياته الفنية يمكن ان نشير الي اقامة عدداً من المعارض لاعماله الفنية في عدد من الدول الاوروربية و الامريكية و الآسيوية و استراليا و مشاركته في العديد من المعارض الجماعية في داخل البلاد. و فد ابدع هذا الفنان الكثير من الاعمال التشكيلية في «الرسم و الرسوم البيانية» و كان السيد بلنكي في عام 1980 طالباً جامعياً في عمر 23 عاماً حيث بدأت الحرب. و بعد عامين بدأ اعماله في الرسوم الجدارية في خرمشهر و هو في الخامسة و العشرين من عمره. و قد رسم مذكراته من الاحتلال لخرمشهر لمدة عامين و حتي تحرير القسم الجنوبي من ايران علي جدران مسجد خرمشهر. و قد عاش مدة ستة اشهر في هذا المسجد و رسم علي مساحة 45 متراً مربعاً من جدران ساحة المسجد بالتخطيط الذي كان اعده حول اجواء خرمشهر و حياة المقاتلين و الذكريات عن احتلال هذه المدينة و تحريرها. فهو يقول: «عندما انتهيت من رسومي الجدارية احسست باني قد اوفيت بالعهد الذي كنت قد قطعته علي نفسي. و ابدع هذا الفنان في متحف خرمشهر باجزاء القرميد المحطم بقذائق الهاون علي منارة المسجد عدداً من الاعمال الفنية الجدارية. و قام بعد ذلك برسم العديد من الرسوم و الاعمال الجدارية في مختلف دول العالم في امريكا و سياتل و دبي و استراليا و جنوب افريقا خلال السبعة اعوام الماضية. و آخر ما انجزه هذا الرسام كان عمله الجداري حول تاريخ الفصل العنصري و الرق في مدينة كيب تاون في جنوب افريقيا. و انجز رسم لوحة جدارية بمساحة 36 متراً في الاجواء المغلقة بتوصية من متحف ايزيكو «iziko» في الصيف الماضي. و كانت آخر اعمال ناصر بلنكي في مدينة كانبيرا باستراليا حيث نفذ مايزيد عن عشرة نماذج من الرسوم الجدارية لهذا الفنان هناك. بالنظر الي الاعمال الفنية التي قدمها السيد ناصر بلنكي عبر رسومه الجدارية فيما يتعلق بالتضحيات و البطولات و استبسالات المقاتلين اجريت معه المقابلة التالية: س: السيد ناصر بلنكي تحدث عن الرسوم الجدارية الموجودة في ايران، فما هو الموقع الذي تحتله الرسوم الجدارية في بلدنا؟ ج: الرسوم الجدارية هي في الواقع رسوم بين الشعب و تكون من اجل الشعب فالرسوم الجدارية لها تاريخ طويل في ايران. فالكثير من الرسوم الايرانية الموجودة علي جدران الاسواق و المساجد و علي كافة الاجواء العامة في بلادنا هي رسوم جدارية. و تكون هذه الرسوم بالسراميك او بالقرميد او بنقوش الطابوق (الآجر) و تجميل واجهات المباني و العمارات. فهذا ما يعكس حضور الرسوم و النقوش الايرانية في الاماكن الشعبية و الجارية في الحياة. و كانت الاساليب و الادوات المستخدمة في الرسوم الجدارية القديمة مختلفة و لأن هذه الطريقة الفنية كانت ذات صلة بالمعمارية فمن الطبيعي انهم اي الفنانون كانوا يستخدمون الاساليب و النقوش لتكون متناسبة و متناسقة مع المعمارية. و في كافة الدول كانت لها اعمالاً و رسوماً جدارية باشكال و مقاطع مختلفة فهذا النوع من الرسم في ايران يكون مترابطاً مع المعمارية الاسلامية. و في الوقت ذاته هناك رسوم و نقوش بارزة عديدة موجودة تعود الي الحقب لما قبل الاسلام و هي نقوش جدارية. كالنقوش الجدارية البارزة في منطقة فارس و كرمانشاه و كازرون و همدان و مناطق اخري فهي نقوش قد اوجدت عبر نحت الحجر. فعليه ان الاعمال الجدارية هي ظاهرة تاريخية ايرانية. و بشكل عام كان الفن في الاجواء العامة يشكل ظاهرة موجودة في مختلف الحقب التاريخية و منها في ايران. و في عالم اليوم يولي اهتماماً خاصاً بهذه الظاهرة و اذ أن معظم المدن الموجودة في العالم يتم تزيينها بالاعمال الفنية في الاماكن العامة علي شكل تماثيل او رسوم و تتابع اعتماداً علي الهوية او الاستراتيجية الخاصة الموجودة في كل بلد و يتم تحويل و تجمييل الاجواء العامة للمدن و حتي النواحي و المدن الصغيرة بالاعمال الفنية البصرية فعلي اية حال إن هذا النوع من الفن موجود في ايران لكنه دون وجود تخطيط مسبق و استراتيجية صحيحة و محدودة حيث لاتلاحظ فيها السياسة الثقافية و المعالم ذات المعاني و المفاهيم الخاصة، حتي و انها تعاني من النقص و المزيد من المشاكل من الناحية الهيكلية و المعاني. و كان الفن في العقود الثلاثة الماضية و الاجواء العامة في البلاد عديمة التخطيط تماماً من حيث المحتوي و التكنيك و هو ما يدعو الي الاسف. و قد صرفت ميزانيات جيدة في هذا الجانب و لكن بالنظر الي انعدام وجود التخطيط فلا يحظي الفن في الاجواء العامة و الرسوم الجدارية بوضع مطلوب. و رغم وجود الفنانين الشباب و ذوي المواهب في حقل الفنون التشكيلية يتم تزيين المدن و الاجواء العامة دون تنظيم و تخطيط مسبق. و لكني اعتقد بان العقد الرابع سيشكل الفرصة للتفكير للعمل نحو ايجاد هيكلية صحيحة نحو تجميل المدن الايرانية سواء في مجال الرسوم الجدارية او في مجال الاحجام و التماثيل. س: كيف يمكن ان تتجلي التضحية و الشهادة في الفنان و ما هو واجبه في هذا الجانب باعتباره كفنان؟ ج: في زمن الحرب باعتباره كفنان شهدت حضور الكفائات و بلوغ المواهب في هذا الشعب فلاحظت اللقاء بالموت و العشق الذي اطلقت عليه انت اسم التضحية و الشهادة. كما لا حظت قيم روحية اخري كذلك في هذه الاعوام كالغيرة و المحبة و الوفاء و الشجاعة و كافة القيم الروحية التي تظهر و تتبلور في اللقاء مع الموت و الدفاع. فالبعض يبقي في هذا الميدان و البعض منهم يهرب فالذين يبقون فهم في الواقع مختارون و يعني ذلك انهم كانوا في المستوي المطلوب و الطاقة الروحية حيث بقوا. و بعدها انكم باعتباركم كفنان تشهدون وجود افراد بقوا و يدافعون عن بلادهم و ديارهم و نحن الفنانون في الواقع نشهد القيم الروحية لاولئك. و قد رسمت انها هذه القيم الروحية كالصبر مثلاً في رسم وجد إمرأة جنوبية و هي تنقل الذخيرة، حيث لا حظت ذلك في مسجد خرمشهر. و قد مرت علي هذه المشاكل كالبرق من امام عيني و بعدها رسمت وجد هذه المرأة التي كانت تشكل الرمز للصبر و الصمود. فاذا كان الفنان يعيش مثل هذه الاجواء فهو يستطيع ان يبقي غير مبال او لا يقوم بواجبه؟ و كان جهدي نحو رسم بعض الرسوم لاولئك الناس و الافراد الذين كانوا قد بقوا و دافعوا و اولئك الذين بذلوا بعد ذلك جهودهم لتحرير هذه المدينة. لان حالات الدفاع تلك في الواقع قد اوجدت الآمن للكثير. و وجدت من الحيف ترك هذه الاجواء و التوجه للعيش في العاصمة. ففي كل مرة كنت اقول لنفسي ماذا تعمل انت هنا؟ لاني لم اتسلـّم راتباً من مكان و كنت احمل خرجي علي ظهري و كنت انام في كل ليلة في اماكن مختلفة. تارة في مناطق النخيل في الجنوب و تارة في المسجد و مرة في مقر الجنود و بشكل عام كانت الارض بيتي و السماء سقف لهذا البيت. كنت اشعر بالارتياح و قد استجبت لنداء ضميري. و كان حصيلة هذه الفترة رسم الآلاف من الرسوم و الصور التي لم يأت شخص ليسأل عنها. و في الواقع كان و مازال لا شأن لهم بهذه القضايا. انا باعتباري كفنان وجدت شغفاً و حماساً في ابناء الجنوب حيث استقطبت من جانب هذه القيم. إن وجود ابناء الجنوب للدفاع عن بلدهم و محبتهم و صفحهم و صبرهم و ابتساماتهم شغفت عواطفي و قلبي و كتبت و رسمت من اجل هذا القلب و مازلت اواصل هذا العمل. انا باعتباري كفنان في الاعمال الجدارية اردت أن افي ديني حيال ما تعلمت و اردت باعمال التخطيط المحافظة علي هذه الامور. و مازالت ابحث عن المجال لطباعتها و لم يستعد حتي الآن اي شخص لطباعة هذه الاعمال. فهذه الرسوم هي ذكريات عن الحرب و تنطوي علي جوانب قيمية. و لكن مازالت هذه الرسوم التخطيطية مظلومة و غريبة. و في الواقع ان ما يرسمه الفنان و الرسام الجداري هو تعبير عن القيم الروحية و العاطفية لابناء هذا البلد الذين دافعوا عن ارضهم بكل مروئة و رجولة و صفاء و تضحية و في منتهي الشجاعة. فالبعض يبدو قد نسي او انهم منذ البداية كانوا وراء اشياء اخري و جلسوا حول المائدة. ففي ذلك الزمن كان يشكل الجلوس في ورشات الرسم الموصدة ابوابها و الالتهاء بالطبيعة العديمة الروح او التخطيط للتماثيل اليونانية، يشكل عدم اهتمام حيال الشعب الذي كان يدافع بكل وجوده عن الوطن و كانت قضية نظام السلطة العالمي آنذاك تشغل بال كافة ذهنية الفن المسؤول. س: دار الحديث عن الفن المسؤول، كيف يتمكن الرسام للرسوم الجدارية عرض هذا النوع من الفن و يظهر تضحيات شعبه؟ لعلنا نستطيع في ايران ان نشير الي نوع من التقسيمات و هو الفن المسؤول و الفن غير المسؤول. فالفن غير المسؤول هو ذلك الفن الذي يكون غير مبال حيال كافة قضايا التاريخ و الشعب. فالفن غير المسؤول يعيش الحالة الغير مبالية حيال حضور الهيمنة و منطق القوة في بلدان الشرق الاوسط خاصة و في اجواء فانتزية و باوهام فردية و لا يفي دوراً تاريخياً اما الفن المسؤول هو ذلك الفن الذي لا يسعه ان يكون غير مبال حيال ارض الوطن و الهوية و الشعب و حيال العهد الذي قطعه مع شعبه و الحقيقة و عالم الوجود. فعندما ينتبه الفنان الي قضية التضحية و الشهادة و الايثار بالنفس سيصبح فنه فناً مسؤولاً. لانه يتحدث عن قضية تشير الي استشهاد 200 الف شهيد باقين علي ايدي الامهات. حسناً فالفنان المسؤول لا يعد غير مبال حيال دموع الامهات و صبرهن و معاناتهن و وحدتهن. فيقوم هؤلاء الفنانون بتخطيط هذه الامهات و رسمهن و هو من الطبيعي عندما يرسم هذه الصورة يلمس الي جانب تلك الأم الالم. فهذا الفن هو الفن المسؤول. و هناك نقطة اخري و التي تميّز الفن المسؤول عن غيره هي ميوله نحو العدالة. فموضوع العدالة و الحقيقة هو موضوعاً يشغل بال و تفكير الفنانين المسؤولين في هذه الديار فعليه انهم يعارضون بشكل دائم الوضع الموجود. فعندما يهتم الفنان بالعدالة لا يستطيع ان يتحدث عن حالات التناقض و انعدام العدالة. فالامام يقول في هذا الجانب: إن الفن في العرفان الاسلامي يحمي و يدافع عن الحفاة المعدمين في التاريخ» فهذه القضية ترشد الفن نحو العدالة. التناقضات و حالات انعدام العدالة هي في الواقع قضية تؤلم الفنانين المسؤولين في هذه الديار. فالفنانون الذين شهدوا التضحية و حالات الشهادة و يشهدون انعدام العدالة في كل جزء من هذه التربة فان هذا التناقض يوجد في نفسه معناة خاصة لأن الفنان يكون شاهداً و الشاهد يعني الشخص المشاهد و يصدر الرأي و يرسم ذلك. س: كيف تستطيع الرسوم الجدارية ان تروي بطولات الشعب و يتحول الي فن مسؤول؟ ج: إن حصول الفنان علي فكرة عمله الفني في جانب المعني و النسبة التي يضعها في عمله حيال الحقيقة و العدالة، يعني العمل الفني. و إن نوعية تقديم الفن تشكل ايضاً موضوعاً آخر. فالفنان عندما يعمل في اجواء ورشة للرسم او في الاجواء المغلقة للافراد الذين يتوفر لديهم المال و الوقت الكافيين و يرون مثل هذه الاعمال و يرسمون و يخططون لكن اذا كانوا يعملون في اجواء عامة للشعب، هي قضية اخري. فهذا البحث يعود الي الطريقة و النوعية التي يتم فيها عرض العمل الفني. إن طريقة عرض العمل الفني في اجواء المتحف او الورشة و او المعرض و تقديمه في الزقاق او السوق و الاجواء العامة الاخري يكون امراً مختلفاً. اذ أن تقديم العمل الفني في الاجواء العامة نطلق عليه الرسم علي جدران المدينة فهذه الاجواء العامة قد تنفـّذ في الاجواء الخارجية او الداخلية للمدينة. فالرسام في الرسوم الجدارية يكون علي صلة دائمة بالشعب و يتعلم منها و تجري في الاعمال الجدارية الحياة و العلاقة بين الافراد. فالفنان ينوي رسم لوحة جدارية و لكن في الحقيقة اللوحة الجدارية هي التي ترسم الفنان. الفنان يتوجه لرسم الشعب. كما يترك الشعب تأثيره علي الفنان فهذا النوع ن العلاقات يكون علي شكل حي في اعمال الرسوم الجدارية و في الواقع يجري الفنان بعمله هذا في صميم الشعب. و في الجنوب عندما كنت ارسم الرسوم الجدارية علي جداران المسجد الجامع في خرمشهر وقف الي جانبي أب لشهيد و نقل لي قصة الآمه و همومه و انا كنت لا اترك هذه القضايا و كانت الرسوم الجدارية وسيلة لارساء العلاقات مع ابناء الشعب و طبيعي تحولت هذه العلاقات مع ابناء خرمشهر الي العشرات من الاشرطة و الروايات التي كتبت من جانب الفنانين. و كانت القصص القصيرة لحسن احمدي احدي هذه النماذج. فالرسوم الجدارية تشكل اداة للرسام ليقيم من خلالها علاقاته مع المخاطبين ثم يتعلم بعدها أن يعيش معهم. عندما كنت في افريقيا ارسم رسوماً جدارية كنت علي صلة مع الشعب. و كنت اتأثر من حياتهم و في الواقع اني رسمت حياتهم. عندما انتهي رسم هذه اللوحة احتفل الشعب. فالرسوم الجدارية تتيح للرسام الحضور بين الناس و الجلوس حول موائد ذكرياتهم و يستمر هذا الحضور بعد اكمال رسم هذه اللوحات لأن الرسوم الجدارية تكون مع الناس و الي جانبهم. فهذا النوع من الرسم يختلف مع الرسم في معارض الرسم الخاصة. فالفنان يجلس وراء المصطبة في محله الخاص او في ورشته الفنية و يرسم علي اللوحة خبراته و مشاعره الفنية و يعرض رسومه علي اجواء و افراد خاصين. غير أن الرسوم الجدارية يكون لها حضور و تيار دائمين. انا موجود حالياً هنا و لكن اعلم بان الآلاف من السّواح او غيرهم يشاهدون الرسوم الجدارية لتاريخ العبيد و الرق في افريقيا. و في الجنوب رسمت اللوحات الجدارية بتجربة قليلة و محدودة آنذاك و لكن طوال الـ 24 عاماً كل زار مدينة خرمشهر طوال هذه الفترة التقط صوراً من هذه الرسوم و بذلك تعثر الرسوم الجدارية علي الحياة. الرسوم الجدارية ليست كتائب بل انها نافذة تجري من خلالها الحياة. الرسوم الجدارية تشكل نافذة و لكن في كل لحظة نشاهد من ورائها مشاهد عديدة تنبض فيها الحياة. لذلك تشدني رغبة كبيرة بالرسوم الجدارية و اقيم علاقات مع الشعب عبر الرسوم الجدارية و اتعلم منهم لأن العلاقة تكون متبادلة. س: بالنظر الي ان رسومكم الجدارية في ايران تكون جميعها في مجال التضحية و الشهادة، فالرسوم الجدارية التي يتم تخطيطها و رسمها في المدن كيف تكون من الناحية الفنية؟ ج: فيما يتعلق بالرسوم الجدارية في المدينة و رسم رسوم الشهداء باحجام كبيرة يشكلان ظاهرة جديدة. ففي ايران يمكن اعتبار ذلك كظاهرة فريدة من نوعها، و لعل الافضل ان نتحدث الي جانب الشهداء عن القيم الروحية و العاطفية لهؤلاء. فالرسوم الجدارية لا تنحصر بتكبير الصور للاشخاص بل هي تعبير نموذجي للقيم. فانا اعتقد بان جانباً من الرسوم الجدارية في ايران يجب ان يعبر عن الذكريات و عن قيم الدفاع المقدس و الجانب الآخر يختص بالاشادة بالفنانين و العلماء و بكافة الذين اسدوا الخدمة لايران و للثقافة الايرانية. من المستحسن ان ترسم الي جانب صور الفنانين و العلماء صور الذين دافعوا عن ايران. و عندما يقام هذا التعادل و الانصاف فعند ذلك يبدو اننا سنكون ناجحين في التخطيط للرسوم الجدارية و ليس من المقرر ان ترسم صورة الافراد فقط بل يتم التعبير عن مسيرتهم و جهودهم. س: من اجل تنظم الرسوم الجدارية في ايران نكون بحاجة الي بذل المزيد من الجهود كي نتمكن من تنظيم مختلف القضايا يا حبذا تعمل البلدية و المسؤولون في شأن تجميل المدينة و ايجاد الاجواء المطلوبة فيها او ان ترسم وجوه الفنانين و العلماء علي شكل اعمال رمزية و رسم قيمهم و نشاطاتهم علي شكل رسوم جدارية لعرضها علي عامة الشعب. اذ يساهم هذا الشيئ في تخليد ايثارهم و تضحيات هؤلاء الاشخاص للاجيال القادمة. فانا اعتقد بضرورة توجيه الدعوة الي الوجوه البارزة في الفنون المعاصرة في الانماط الفنية و النوعية الفنية لهذه الاعمال ليتم بذلك التخطيط الصحيح و ايجاد الاعمال الجدارية بالاسباك المناسبة و التكنيكات الخالدة في اجواء المدينة لتشكل بذلك تعريفاً عن اجواء الاعمال الجدارية من ناحية المحتوي. فالاعمال الحالية لا تكون اعمال باقية اذ انها تعاني من الناحية الهيكلية من اشكاليات اساسية. فالاعمال الجدارية فيها الكثير من الاشكاليات من حيث المعاني و التنفيذ و من الناحية الفنية. س: ما مدي بلورة مفهوم التضحية في الرسوم الجدارية الموجودة في الدول الاخري؟ ج: صحيح ان الذين يقومون بعمليات فدائية و يدافعون عن القيم فهم تضحويون. ففي الدول الاخري تثني الشعوب و الحكومات علي هؤلاء بشكل جاد و في اعمالهم الادبية و الفنية و يهتمون حقاً بهذه القضايا لأن ذلك امراً انسانياً. س: كيف يمكن في الوقت الراهن عرض تجليات الايثار و مفهومه؟ ج: إن الاشادات في بعد واحد تولد العقد و هذه قضية ينبغي الاهتمام بها في الاستراتيجية الثقافية. مثلاً اننا نستطيع القيام بالاشادة بالرسامين و المعمارين التقليديين لهذه الديار عبر الرسوم الجدارية و القيام بالاشادة بالمعماريين المعاصريين الذين وضعوا الاسس الاولية للمعمارية الايرانية. و ان تعكس الرسوم الجدارية تضحيات النساء و الفتيات الصغار الحائكات للسجاد الايراني و الاشادة بالمرأة في العشائر الرحّل و الزراعية التي تزرع الارض و ان يبجل بجهودهن و ايديهن المثخنة بالعمل في سبيل توفير لقمة العيش فاذا ما رسمت وجوه هؤلاء المضحين و المجاهدين في حركة لولب الحياة علي جدران المدن و كانت علي اجمل شكل فعندها سيحصل تعادلاً في تجميل مدننا لاننا نقدم بذلك المثل في الاشادة و التقدير. فصلية شاهد انديشه
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع