رمز الخبر: 206240
تأريخ النشر: 15 May 2013 - 00:00
حوار مع المصور و المنتج للافلام السيد مهرشاد كارخاني

تصوير اللحظات الفريدة من الجبهة

للاجابة علي سؤالكم اجد من اللازم تقديم مقدمة حول تاريخ التصوير في السينما. في الواقع ان التصوير السينمائي لم يكن قبل الخمسينات و اوائل هذا العقد تصويراً جاداً بل كان صناعياً و يتم علي شكل غير صحيح. و كان المصور يلتقط عدداً من الصور المصطنعة و المختارة و كانت الصور ملتقطة بواسطة كامرة 12 «الحجم المتوسط» و كانت تقسيماتها في الكوادر غير متناسبة مطلقاً مع التصوير السينمائي. فعلي اية حال استمرت هذه الوتيرة منذ الخمسينات و شهدت بعد هذا التاريخ تغييرات و تحولات اساسية و اخذ الناس يشهدون صوراً من جنس الافلام السينمائية.


السيد مهرشاد كارخاني هو من مواليد عام 1965 بطهران و اشتغل منذ حداثته في المختبر التصويري و تعرف علي السيد امير نادري متأثراً به و تعلم فن التصوير بشكل محترف. و منذ عام 1988توجه نحو التصوير الوثائقي و الاجتماعي و اختار التصوير السينمائي بتشجيع من اخيه المخرج السيد عزيزالله حميد نجاد و حاز علي جائزة سيمرغ «الطائر الاسطوري» لافضل صورة في مهرجان الفجر الثاني عشر. و دخل الحقل السينمائي بشكل محترف و تولي السيد كارخاني حتي الآن تصوير افلام عديدة منها: «نجوم التربة» و «الصيانة» و «تحت ضوء القمر» «زير نور ماه» و «الدموع و البرد» اشك و سرما كما صور خمسة من الافلام الحربية. و الي جانب التصوير السينمائي تولي مهام الاخراج لعدد من الافلام الطويلة و يعتبر فلم ذنبي في عام 2005 اول تجربته في اخراج الافلام السينمائية الطويلة. و بعدها انتج في العام الماضي فلم «الحبل المفتوح» السينمائي. «فن الصمود» و «فن المقاومة» و «فن الدفاع المقدس» جميعها تعابير مختلفة و متعددة عن شيئ واحد لتوضيح لحظة و مشهد قصير و صغير من استبسالات المقاتلين في اعوام الدفاع المقدس الثمانية، سواء اكانت هذه اللحظات بلغة الصورة و التصوير للمجتمع او بريشة الرسام او بذهنية المنتج للافلام. فالمهم هو ان الفنان لا يبتعد عن مجتمعه في اي وقت من الاوقات بل يكتب فنه من صميم المجتمع و اي موضوع افضل و اجدر من «الدفاع المقدس» عن ارضنا و عن وطننا الاسلامي. و فيما يلي نقدم لكم نص الحوار الذي اجري مع السيد مهرشاد و هو المصور و المخرج السينمائي حول الفن التصويري في سينما الدفاع المقدس: س: ما هو الموقع الذي يحتله الفن التصويري باعتباره فرعاً من فروع الفنون التشكيلية في سينما البلاد؟ ج: للاجابة علي سؤالكم اجد من اللازم تقديم مقدمة حول تاريخ التصوير في السينما. في الواقع ان التصوير السينمائي لم يكن قبل الخمسينات و اوائل هذا العقد تصويراً جاداً بل كان صناعياً و يتم علي شكل غير صحيح. و كان المصور يلتقط عدداً من الصور المصطنعة و المختارة و كانت الصور ملتقطة بواسطة كامرة 12 «الحجم المتوسط» و كانت تقسيماتها في الكوادر غير متناسبة مطلقاً مع التصوير السينمائي. فعلي اية حال استمرت هذه الوتيرة منذ الخمسينات و شهدت بعد هذا التاريخ تغييرات و تحولات اساسية و اخذ الناس يشهدون صوراً من جنس الافلام السينمائية. عندما يدور الحديث هذه الايام عن تصوير الافلام بمواضيع مختلفة كموضوع الدفاع المقدس و المواضيع الاجتماعية و العائلية فاننا نستطيع ان نتصور موقعاً خاصاً للمصورين. و هذا ما يشير الي مقدرة الفنانين علي اكتساب موقع خاص و ان تكون لهم رسالة في كل موضوع من هذه المواضيع. و يكون هذا الموضوع و خاصة في التصوير لسينما الدفاع المقدس يكون ابرز و الذي يعتبر موضوعاً وطنياً. إن هذه المكانة و الظرف الخاص الذي تتحدثون عنه يعود الي ابداعات المصور و تحسين نوعية الافلام التي انتجت في اي واحد من هذه المواضيع و خاصة في الدفاع المقدس، و انا اعتقد بان الفن التصويري في السينما الايرانية لاقيمة له و لا يعتبر هذا الوجه فرعاً تخصصياً. حتي وان المعدّين للافلام السينمائية الايرانية لا يهتمون بمصوري افلامهم بمقدار اهتمامهم بانتخاب عناصرهم الاخرين كالمصور للافلام و مهندس المشهد و غيرهم. و انا لا ادري كيف جرت هذه الامور و ما هي مصدرها. و لكن علي اية حال يؤدي هذا الشيئ الي عدم الاهتمام بالفن التصويري و اعتباره شيئاً اعتيادياً في حين لو تدققنا نجد ان المصور للافلام هو الذي يعلم المشاهد بان الفلم هذا يكون في موضوع الدفاع المقدس و ماذا ستصبح الامور و ماذا تكون المشاعر فيه و ماذا ينوي قوله اصلاً. فانا اريد ان اقول بان الصورة تشكل اهم قسم في السينما من ناحية الدعاية للفلم في حين لم يتم و للاسف الاهتمام بهذا الشيئ. س: و الآن اضافة الي الجفوة الموجودة حيال هذا الفن في عالم السينما يبدو ان التصوير في سينما الدفاع المقدس الذي يشكل موضوعاً كلامنا يمكن اعتباره جزء من السينما ككل. طوال هذه الاعوام شهد تقدماً كبيراً، فهل قدم هذا الفرع الفني صورة متميزة حتي الآن؟ ج: لا حظ، ان موضوع التصوير في سينما الدفاع المقدس هو موضوع منفصل تماماً عن الفن التصويري لأن موضوع الدفاع المقدس في السينما الايرانية يعتبر موضوعاً جديداً يختلف عن المواضيع الاخري. و طبيعي توجهت هذه الافلام نحو الحرب بشكل مستعجل جداً و فيها تصاوير من الجبهة و الحرب و عرض صور عن مفاهيم مختلفة كالتضحية و الشهادة بشكل غير طبيعي و لذلك فان الصور الملتقطة لهذه الافلام لم تكن جميلة و خالدة. و في الواقع فان الافلام المتميزة التي انتجت في حقل الدفاع المقدس قدمت خلالها كذلك صورة متميزة في ذلك اللحقل. س: في الواقع ان العلاقة الموجودة بين افلام الدفاع المقدس و التصوير للفلم في هذا الموضوع تكون مترابطة؟ ج: نعم بالضبط هكذا. فعندما نشهد تقدماً ملحوظاً في مجال سينما الدفاع المقدس و تزداد المواضيع و مضامين هذا الموضوع في الافلام السينمائية فان الصور لهذا الفلم ايضاً تشهد تحولاً و نحن نشهد تحركاً خاصاً في هذا المجال. و اعتقد بان السبب في هذا الموضوع هو انه عندما تنشب حرب في بلد من البلدان، فالفنانون لا يمتلكون فرصة التفكير في الحرب باعتبارها موضوعاً فنياً. و يبدو ان يكون الفنان المنتج للافلام و المصور و غيرهما يكونوا بحاجة الي التركيز علي هذا الموضوع ليتمكنوا من معرفة الزاوية التي ينبغي ان تعرض فيها الحرب لتكون اكثر واقعية و اقرب الي اجواء الجبهة و الحرب. كيف ينتظر ليتمكن من تصوير بطولات و استبسالات المقاتلين و اساساً كيف يتمكن من عرض الشخصية الكريمة للشهيد في عمله الفني ليتمكن المخاطبون من التأثربه و عدم المس بحرمته. س: ما هي الصور المتميزة في سينما الدفاع المقدس؟ و في الواقع ارغب معرفة السمات المتميزة في صور فلم «الهور في النار» التي حازت علي جائزة الطائر الاسطوري «سيمرغ بلورين» في مهرجان فلم الفجر، لكن صور الافلام الحربية الاخري و التي انتجت بنفقات عالية لم تتوفر فيها تلك المواصفات. فاين يكمن هذا الفرق بين هذه الصور؟.. ج: الواقع هو ان الافلام الحربية تحظي بالنوعية الجيدة بسبب خصوصيتها الخاصة بالفلم و في الواقع اذا كانت اجواء التصوير للفلم ذات قابليات جيدة في تناول الموضوع يمكن التقاط صور جيدة منه. فانا استطعت في فلم «الهور في النار» التقاط صور تكون قريبة جداً لاجواء الفلم. حتي و اخترت بعض الكوادر بشكل متعارف لاتمكن من عرض اجواء جديدة من الحرب. و بعد ذلك عندما نشرت الصور في الصحف فكان الكثير يسألني عن الفلم و في الواقع كانت الصور قد أثارتهم لمشاهدة الفلم. س: حضوركم في مهنة التصوير في عام 1993 مع فلم «الهور في النار» و الذي جعلكم تفوزون بجائزة «سيمرغ» الطائر الاسطوري كافضل مصور، ارغب ان تتحدثوا لنا عن اول خبراتكم و هواجسكم حيال التصوير لفلم حربي؟ ج: قصة «الهور في النار» كانت تحدث علي سطح الماء و لذلك كنا نصوره لمدة ستة اشهر علي سطح الماء و قد سقطت كامرتي التي كنت التقط بها الصور مرتين في الماء و عطبت. لاني لم احمل تجربة كثيرة و قد انفقت الكثير لا تمكن من التقاط افضل الصور. و من حسن الحظ حدث هذا الشيئ و اليوم تمضي خمسة عشر عاماً علي ذلك و عندما تنظروا الي صور هذه الافلام و كانكم ترون في هذه اللحظة تحرك كافة الاشياء امام اعينكم و لم تبلي الصور. و بعد هذا الفلم كانت في ملـّفكم افلاماً حربية كثيرة و هل ان هذه الكثرة من الافلام كفلم «حماسة مجنون» و فلم «الدموع و البرد» و غيرها، كانت سبباً في نجاحكم أم كانت لكم رغبة خاصة بهذا الموضوع؟ ج: انني بشكل عام لا رغبة لي في الافلام السهلة. و قد يكون لهذا الشيئ دليل شخصي لكن السبب الاهم في ذلك هو احساسي الخاص حيال الحرب و حيال تلك الايام في الجبهة. فعندما تقترح عليّ قصص افلام بمضمون الدفاع المقدس فاني استطيع أن ابني جسور الاتصال و التفاهم معها و لذلك اقبل دون تأمل انجاز مهام التصوير لهذا الفلم. و الواقع هو كانت لاعوام الدفاع المقدس الثمانية دوراً مباشراً او غير مباشر في حياة جميع الايرانيين و لذلك انا اعتقد بان اي مواطن ايراني لا يستطيع ان يكون غير مبال حيال هذا الموضوع و ان يمر مر الكرام حيال ذلك. و انا باعتباري كمصور اشعر بأن تصوير اللحظات الخالدة من افلام هذا الموضوع يوفر لي القيام بدور في احياء ذكر و خاطرة بطولات مقاتلينا. س: ما هو التأثير الذي يمكن ان يتركه احساس المصور حيال واجبه في موضوع الدفاع و رغبته بهذا الموضوع علي نوعية التصاوير و ابداعها في هذا الحقل؟ ج: لا حظ، انا ضمن ذلك الجيل الذي كبر و ترعرع مع احداث الثورة و الحرب. و قد شاهدت الحرب عن كثب. و بالتأكيد قد ترك هذا الموضوع اثرة علي و انجزت واجب الخدمة العسكرية في فترة الحرب. و كان لذلك تأثيراً عليّ. لان من شاهد اجواء الجبهة عن كثب و يعرف الافراد المشاركين في الحرب و لمس مفاهيماً كالتضحية و الايثار و المقاومة و الشجاعة و الايمان من الطبيعي يستطيع أن يعمل بشكل اقوي في هذه المواضيع. فمثل هذا الفنان يستطيع ان يصور اجواء الحرب بشكل ادق ممن لم يشهد الحرب. فانا اعتقد باني انظر برؤية خاصة اكثر الي الافلام الحربية التي صورت فيها. و بهذه الرؤية اتوجه الي فلم «الهور في النار» و التقط صوراً فريدة عن هذا الفلم. و انا اعتقد بان معظم الصور المتميزة لسينما دفاعنا المقدس كفلم «المهاجر» و فلم «الوكالة الزجاجية» و امثالهما غير خارجة عن هذه القاعدة. س: في تلك الحقبة التي كنت فيها مقاتلاً في جبهات الحرب و لم تبدأ فيها عمل التصوير و الآن عندما تنوي التقاط صور عن فلم حربي و تحدث لك ظروف الاقتراب من اجواء صور الدفاع المقدس و قد تتوجه الي صور وثائقية ملتقطة من تلك الايام و اعادة ذكريات تلك الايام فما يكون احساسك حيال ذلك؟ ج: إن صور الدفاع المقدس هي صور خالصة عن الاعوام الثمانية من البطولات و الصمود فانني لم اشاهد الصور التي كنت حاضراً فيها في الجبهة بالشكل الذي صوروه مصورونا في الجبهة. كما تعلم بان الصور هي مقاطع مؤثرة و خالدة من واقع. فعندها تصوّر بان كافة اللحظات فيها مليئة بالوقائع العجيبة و المؤثرة و كان فيها افراد خاصين بمعتقدات و ايمان خاص، يسعها ان تشكل مضموناً لأية واحدة من الصور. و الآن هذه الصور تعيد الي ذاكرتي تلك الايام و اولئك الاشخاص الذين ازورهم بين فترة و اخري، خاصة اذا كان من المقرر ان احضر في مشهد فلم حربي و التقط صوراً من ذلك الفلم. س: الصور الوثائقية الملتقطة من الحرب ما هو موقعها في الفنون التشكيلية للدفاع المقدس، فاية مجموعة من هذه الصور الوثائقية باتت صورة متميزة و في الواقع ما هي السمات الموجودة في الصور التميزة و الفريدة؟ ج: كان لنا ابّان الحرب مصورين متميزين جداً تمكنوا في تلك الاعوام التقاط صور متلألئة و تذكارية من الدفاع المقدس و يكون عدد تلك الصور و النماذج كثيرة جداً لا يمكن ذكرها. فهناك صور كثيرة خالدة عن الدفاع المقدس و بطولات المقاتلين صورها مصورون اكفاء من امثال «كاوة كلستان» و «سعيد صادقي» و «بهمن جلالي» و الكثير من غيرهم. و لكن فيما يتعلق بالشطر الثاني من سؤالك الذي سألت فيه عن خصائص الصورة الجيدة في الدفاع المقدس فانا اعتقد بان هذه الخصوصِة تعني تصوير رسالة الحرب. و يعني ذلك الصور الملتقطة في تلك الحقبة تكون اكثر تميزاً وجودة من باقي الصور حيث استطاع المشاهد ان يلاحظ فيها رسالة الحرب. و فيما يتعلق بالزاوية و الرؤية التي يمكن من خلالها عرض تلك الرسالة فهذا يعود الي رؤية المصور. فيعكس واحد منهم الرسالة في تلك الصورة برؤية شاعرية و الآخر يعكسها برؤية ناقدة و غير ذلك. س: في الاعوام الثمانية من الدفاع المقدس التقطت صور عن مختلف اللحظات من الجبهة و الحرب و حالات الدمار و الشهداء و المقاتلين و غيرها ما كان كلام معظم تلك الصور و هل كانت رسائل معظم المصورين في الحرب موجودة في هذه الصور؟ ج: انا اعتقد بان معظم الصور الملتقطة في الاعوام الثمانية من حقبة الدفاع المقدس هي صور تقريرية. و في الواقع كانت رؤية المصور فيها رؤية تقريرية للحرب و وقائعها و قلما دار الاهتمام بالجوانب التحتية للحرب و انا اعتقد بان هذا الموضوع حدث كما حدث للافلام القصصية التي تم تصويرها في هذه الايام بشكل مستعجل. ففي الصور الوثائقية للحرب تارة نشاهد بعض الاطر و حتي من الافلام المتقطة بشكل غير مدروس تماماً. و تارة يتوجه المصور الي تصوير مواضيع صعبة و جميلة جداً لكن الصورة تفتقر الي النوعية المطلوبة فهذه الحالات تكون كما اعتقد ناجمة عن الظروف الصعبة للحرب و الظروف السيئة للتصوير. س: و يمكن القول بان الصور الوثائقية للحرب تشبه اصطيعاد اللحظات و كما اشرتم، بانها تشكل الصور اللحظات الحساسة و الفريدة لاعوام الدفاع المقدس؟ ج: حدثت في بلادنا ثورة منذ اعوام طويلة و بعد الثورة الاسلامية تندلع الحرب. و كنا لا نمتلك الاستعداد لهذه الحرب و استطعنا الدفاع فقط. اذن انها كانت ظروفاً صعبة. و في تلك الظروف نتوقع من المصور او المنتج للافلام العثور علي نفسه و تقديم الفن الجيد و العديم للاشكاليات، فهذا شيئ غير ممكن اذن لا يمكن اعتبار الصور و الافلام الملتقطة في زمن الحرب بانها صور عارية عن النقائص و العيوب و عدم الاخذ عليها و لكن يجب ان لا ننسي بان الخصوصية الايجابية لهذه الصور تكمن في بساطتها و في جانبها التقريري و غير المحترف. س: اعتقد بان احد اسباب ذلك يعود الي حضور المصور في الجبهات و الذي كان مصحوباً دائماً بتعرضه الي اطلاق النار و اللحظات الصعبة و قد ادي ذلك الي حدوث اخطاء في التصوير. ج: نعم هكذا كان، فهذه الصور و بسبب هذه الظروف الخاصة و الاضطرارية التقطت بشكل سريع و غير مصحوبة بالتفكير. و في الواقع كان المصور في فترة الحرب يفكر في تلك الظروف باصطياد المواضيع و قد شاهد برؤيته الثاقبة و الذكية بعض الاشياء و سجلها. و قد ذكرت كان هناك مصورين في الجبهة بقيت هذه الاشياء خافية عنهم و تكمن في هذا الجانب القيمة في الصور الوثائقية.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع