رمز الخبر: 14507
تأريخ النشر: 16 April 2014 - 00:00

النساء يكتبن عن الجوانب المنسية للحرب المفروضة

قيام الكاتبات الايرانيات بتدوين ذكرياتهن عن ذلك الجزء المنسي من تاريخ الحرب المفروضة ومشاركتهن فيها خلق أعمالاً وروائع حول هذه المشاركة النشطة فخلدهن تاريخ هذا البلد كأبطال الحرب.

قيام الكاتبات الايرانيات بتدوين ذكرياتهن عن ذلك الجزء المنسي من تاريخ الحرب المفروضة ومشاركتهن فيها خلق أعمالاً وروائع حول هذه المشاركة النشطة فخلدهن تاريخ هذا البلد كأبطال الحرب. ايبنا - إن مشاركة النساء في كتابة أدبيات الحرب لايقتصر علي سرد ذكريات أزواجهن المقاتلين فقط بل هناك نساء وبسبب ظروف الحرب دخلن في قلب المعارك وعايشن أحداثها وفصولها وليسردن اليوم هذه الذكريات ودورهن البطولي في جبهات القتال. وعندما نقرأ ذكرياتهن عن الحرب والتي هي خليط من المحبة والايمان مثل كتب «دا » ، من مقولة لا الي الحرب، «الاحد الآخر»، «الاحذية الهائمة» و«أحذية مريم» نري مدي التأثير الذي أوجدته في نفوس وعقول الناس. فكتاب«دا» لزهراء حسيني مع وصفها لكل أجزاء الحرب يظهر وبكل وضوح المشاركة المميزة لفتاة شابة في أتونها. وكان صدور هذا الكتاب مقدمة لظهور كتب أخري بهذا السياق حول المشاركة النسائية في الحرب. وهذا الكتاب الذي كتب بنثر سلس تمكن من جذب الجمهور اليه وأنهي بذلك التفرد الذي تفرد به الرجال في ساحات الحرب وليظهر الجانب الاخر من جوانب المشاركة في هذه الحرب. اما كتاب «من مقولة لا الي الحرب» الذي يشرح ذكريات شمسي سبحاني حول الحرب والذي نشر قبل صدور كتاب «دا» يروي سرد إحدي المسعفات المتطوعات في الحرب حسب طبيعة عملها ذكرياتها عن الحرب والناس هناك. و تشرح معصومة رامهرمزي في كتابها «الاحد الآخر» كيفية قضائها سنوات الشباب في الحرب التي جعلتها أكثر قوة وتمرساً وتحكي لنا عن حصار خرمشهر والاشبال الذين كانوا يدافعون عن مدينتهم بكل شجاعة. وقد أمضت هذه الفتاة الشابة سنوات الحرب وهي تكافح الحصار الذي ضرب حول المدينة لتسطر بذلك معايشتها هذه الاحداث جنباً الي جنب الرجال. اما كتابا «أحذية مريم» و«الاحذية الهائمة» فهما من جملة الكتب التي تظهر المشاركة المؤثرة للنساء في الحرب والمشاهد الرائعة فيها وذلك بفضل البطولات التي سطرتها النساء هناك. وتتطرق مريم أمجدي التي شاركت بنشاط في مختلف أحداث الحرب في كتابها «أحذية مريم» الي شرح الوقائع الوقائع التي مرت علي مدينة خرمشهر منذ إحتلالها وحتي تحريرها والمشاهد المختلفة عن حرب تحريرها بكل دقة وتفصيل. وتروي سهيلا فرجام في كتابها «الاحذية الهائمة» ذكريات الحرب بصورة دقيقة وتسرد لنا كمسعفة زوايا الحرب من نظرتها وخصوصية عملها في جبهات القتال بجنوب البلاد. وفي كتاب «خريف عام 1980» تروي لنا كاتبة هذه الرواية وبصورة واقعية الاحداث التي مرت خلال محاصرة المدينة ولتقدم لنا صورة متمازجة عن الحرب والحياة في مدينة محاصرة من قبل العدو وكذلك عن الرجال الذين يقاتلون الغزاة بكل بطولة وضراوة. وتقدم لنا مؤلفة الكتاب وفي إطار مبسط وسلس رواية أخري عن هذه الحرب والجنود فيها. هذا وصدرت لحد الآن روايات عديدة من قبل كاتبات حول الحرب المفروضة بلغت140 رواية وهذا العدد رغم أنه مشجع ولكنه لايشمل كافة تفاصيل وذكريات النساء حولها. بالاضافة الي ذلك فإن ما يبشر بهذا المجال هو نية بعض المؤسسات والمحققين في مجال الحرب بالاضافة الي همة الكاتبات والامل في طرح المزيد من الاعمال بهذا الخصوص. وهذه الذكريات المرفقة بأدق التفاصيل والأحداث حول الحرب تضفي بعداً قصصياً لهذه الروايات التي ترويها لنا النساء اللواتي شاركن من قريب أو بعيد فيها. أما السبب الذي دعا هذا العدد من النساء في سرد ذكرياتهن عن الحرب يعود للحاجة الملحة لجيل الشباب وكذلك المجتمع للاطلاع علي أحداث الحرب التي تشكل جانباً من تاريخ هذا البلد. ورغم إن النساء اللواتي كتبن هذه الروايات عن الحرب وشرحن أهوالها وصعوباتها لم يغفلن في نفس الوقت عن الكتابة عن الحياة فإنه من العسير علي المرأة التمييز بين هذين الجانبين وذلك بسبب إختلاف تلك الظروف عن التي نعايشها اليوم. وهذا الاختلاف هو الذي يميز بين النساء والرجال في كيفية تناول وقائع الحرب. عندما قامت النساء بكتابة وقائع الحرب فهن في الواقع عملن علي بيان ذلك الحيز والجانب المغفول عنه في هذه الحرب. حيث خلقن في هذا المضمار أعمالاً بديعة وعميقة حول مشاركتهن فيها الي جانب الرجال. من جانب أخر فلم يكن يعرف المجتمع مدي الدور الذي لعبته النساء في هذه الحرب لتصوره بأن النساء أكتفين بإعداد الملبس والمأكل للمقاتلين وذلك في الصفوف الخلفية لجبهات القتال ولكن تدوين ذكريات النساء اللواتي شاركن في الحرب بخاصة في خرمشهر والذي وصل الي حد حمل السلاح لقتال المحتلين أبرز وجهات نظر مختلفة بهذا الشأن. أن عرض روايات هولاء النسوة علي المستوي العالمي يبشر بإيصال جانب من مظلومية الشعب الايراني الي العالم. المصدر: إيبنا
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع