رمز الخبر: 385105
تأريخ النشر: 03 November 2019 - 09:08
رواية احدی الممرضات من فترة الحرب العراقیة الایرانية

أمرّ الذکريات لأول هجمة کيماوية عراقية

نویدشاهد - السیدة سمیعي کانت ممرضة في فترة الحرب و کانت من روّاد الاغاثة و العلاج في ثمانية سنوات من الدفاع المقدس و تقول عن تألیف ذکریات الممرضین: أن هناک الکثیر ممن یقومون بتألیف ذکریات الممرضین لکن ما ألفت حتی الآن في مجموعة واحدة. لماذا لا نری انجازات الاغاثة و العلاج في فترة الحرب؟ برأيي أنا هناک سببین علي ذلک: الأول عدم التعریف بروّاد هذا المجال خاصة الممرضات التی قمن بالنشاطات الکثیرة و الثاني إن القیم و الکلام بقیت عند الشعار و لم یتحقق.

واشارت إلی التجارب المفیدة للمرضات في فترة الحرب قائلاً: کنت أدرس في کلية التمریض بعد التقاعد من العمل في مستشفي بقية الله. کنت قد ذهبت إلی القسم الداخلي للقلب برفقة الطلبة. کان هناک مریض مستعداً لعملية تصوير الأوعية. کانت العملیة بسیطة لکن المریض کان یخاف إلی حد کبیر. عند ذلک قلت لأحدی الطلبة أن یجیء بالقرآن و أعطاه إلی المریض و قال له: صلّ علی محمد رسول الله و آله فاسترخی المریض. إن هذا نموذج صغیر من التجارت التی إکتسبتها الممرضات و الأطباء في الحرب التی یجدر بأن تستخدم في تعلیم الطلبة و تربیتهم. فلماذا لا نهتم بالنساء التی لهم نشاطات في مجال الطب و التمریض في فترة الحرب؟

اشارت سمیعی إلی ذکریاته من الإغاثة و العلاج في الدفاع المقدس قائلا: إنه من دواعی الفخر أن أکون من قوات الإغاثة في فترة الحرب و أذکر دائماً ذکریاتی الحلو و المرّ في الحرب و أمرّها تعود إلی الهجمة الکیمیاوية العراقية ضد ایران. إن اول هجمة کیمیاوية وقعت عندما کنت بمدینة أهواز و کانت الجرحی تنتقل إلی ملعب المدینة. کانت کارثة عظیمة و یوم لا ینسی. إن المعاقین الکیمیاویین ناموا علی المناضد و کنا هناک لمساعدتهم و فی تلک الحین لا نفکر بتسجیل الذکریات بل کان اهتمامنا البالغ الإغاثة إلی الجرحی.

کنت اعمل لیلاً في وحدة العناية المركزة و نهاراً فی المستفشی و أواجه هناک بأبشع الصور عن المعاقین الکیمیاوین الذین یعانون من الألم و کانوا یصرخون دائماً: یا أختی حرقت! یا أختی اغثینی! لا أدری ما مکانتهم؟ و مکانة التی الذین قاموا بالغارات الکیمیاوية؟ لکن الیوم نحن مدین بالشهداء و علینا أن نردّ لهم لماذا ما اهتممنا بحفظ قیمنا السامية.

کنت في إحدی اللیالي ذهبت للإستراحة للساعتیين و عندما رجعت شاهدت سریراً خالیاً الذی کان قبل ذلک لمعاق کیماوي و شاهدت علیه صورة شباب فسألت الآخرین عن المعاق. قلن إنه استشهد و الصورة له. کنت لا أؤمن بأن الصورة کان لتلک المعاق لأن جثة أصیب بالغازات السامة إلی حد لا تعرف کیف کان وجهه.

إن المقاتلین في الحرب المفروضة ضد إیران استشهدوا هکذا و علینا أن نحفظ قیم التی استشهدوا من أجلها.

رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع