انتهت الحرب و رجعت المتضل الي موطنه بجسد تعب و الآلام التي كانت عرضت شيئا فشيئا و كان يريد أن يقير ايلم بقاءه في الدنيا.
انتهت الحرب لكن حضورها الخفية توسعت في حياته و ترتبط بكل مجالات حياته.
كان يسمع صوت سعاله للسنوات.
انظره و هو لايزال صاود و صبور و مقاوم...
اقنعة اوكسيجن علي انفه و فمه و تحدق الي مكان مجهول و يغلق عينيه.
اعلم أنه يراجع كتاب ذكرياته و لايزال هكذا و اتصور أنه الان في المناطق الحربية في شلمتشة و في سربل ذهاب و هو يقطب جبينه و تورد خديه و يقاتل مساندا زملائه.
دموعه...
اندفع يبكي. صعب لنا نري شهادة اصداقئنا و صعب لنا معناتهم عن آلام جروح الحرب.
يفتح عينيه و اخجل ان انظر اليهما ولأنه جرح في الحرب قبل عشرين سنة و لايزال يعاني منها.
صفير صدره يخبرنا بتدهور رئته و بثوره دليل علي مرضه الجلدية.
كل هذه رسائل الحرب و القصف الكيميائي.
ارفع رأسي و لا يسعل و جعلت يديه علي صدره و السبحة بين يديه و لا يحركها.
اتعجب لأني ما رأيت ان يتوقف عن ذكر الله!
اذهب نحوه و تبسمه يحكي سنوات من اعراض العوامل الكيميائية و الآن انظره بالاضطراب و الخوف.
لا اعتقد، لا اعتقد طيران روحه نحو اصدقائه الشهداء حتي ينجو من قفص الجسد.
28 يونيو اليوم الوطني لمكافحة الاسلحة الكيميائية و الجرثومية
انتهي