رمز الخبر: 378271
تأريخ النشر: 18 July 2014 - 00:00

حزب الله يُنقذ البقاع اللبناني من «ليلة جهنّم» في ليلة القدر

أكدت عدة تقارير إعلامية متقاطعة أن حزب الله أنقذ الليلة الماضية ، منطقة البقاع اللبناني (شرق) من مخطط إرهابي كان بمثابة «ليلة جهنم» أعدته العصابات الإرهابية التكفيرية لاجتياح قري البقاع وتحويل سكانها إلي رهائن ودروع بشرية ، انطلاقًا من الحدود السورية و ذلك تزامنًا مع إحياء ليلة القدر.

وفي هذا السياق أشار موقع «ليبانون ديبايت» الإخباري اللبناني في تقرير خاص ، إلي أن لبنان كان من المفترض ان يكون الآن ضحيّة جنون ارهابي في البقاع.. «مخطط كان سينفّذ في ليلة القدر، التي كانت ستكون ليلة الجحيم في لبنان لو حصلت» بحسب تعبير الموقع . وكشف «ليبانون ديبايت» ، نقلاً عن مصادر مطلعة عن مخطط كان يعده عناصر «جبهة النصرة» المحاصرون في جبال القلمون من اجل اقتحام بعض القري الشيعية في البقاع، وفي الوقت نفسه فك الحصار عنهم في الجرود من اجل وصول الامداد العسكري اليهم من منطقة الزبداني عبر جرود يونين، وصولا الي جرود عرسال. ويتمثّل المخطط باقتحام لقري يونين ونحلة وبريتال من قبل اعداد كبيرة من المسلحين التابعين لـ«جبهة النصرة»، واحتلال بعض المنازل واخذ اهالي القري دروعا بشرية الامر الذي يمنع حزب الله من استعمال قوة مفرطة لطردهم من القري خوفا علي المدنيين، وهذا كفيل بإطالة امد صمودهم الي حين وصول الدعم البشري والعسكري اليهم من الزبداني . وتؤكد المصادر لـ«ليبانون ديبايت»، ان الدعم كان سيتدفّق بعد كسر عناصر من «النصرة»، الحصار الذي اقامه حزب الله علي جرود عرسال من خلال سيطرته علي جرود يونين، التي تمر عبرها الطريق الي جرود نحلة ومن ثم لاحقاً الي الزبداني. العملية التي كانت ستؤدي الي وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، استطاع جهاز امن حزب الله الكشف عن هذا المخطط وعن تفاصيله، مما دفعه الي القيام بعملية استباقية فور محاولة مسلحي «النصرة» كسر الطوق في جرود يونين . وتستمر العملية العسكرية في جرود عرسال والبلدات المجاورة، والتي كان حزب الله لا يعطيها اولوية، او بتعبير آخر كانت عملية مؤجلة، لكن هذه المعلومات دفعت قيادة الحزب الي السعي في انهاء مسألة الجرود، «فالمسلحين المحاصرين لا يبدو انهم اقتنعوا بمصيرهم» . وبحسب موقع «ليبانون ديبايت» فان خسائر حزب الله وصلت الي نحو 14 شهيداً، وأكثر من خمسين جريحا، وهي كلفة باهظة في المبدأ ولذلك كان التأجيل المستمر لهذه العملية. لكن اليوم يبدو انها مستمرة حتي السيطرة الكاملة علي السلسلة الشرقية، مشيرًا إلي أن عدد عناصر «جبهة النصرة» الذين أسرهم حزب الله في هذه العمليات وصل إلي 40 أسيرًا، ومؤكدًا أن مقاتلي حزب الله تمكنوا ليل امس من استعادة جثمان الشهيد الذي كانت عناصر النصرة قد اسرت جثته. وفي تقرير آخر أفاد موقع «ليبانون ديبايت» ، ان قوة خاصة من حزب الله تصدّت لهجوم كبير شنّته عناصر من جبهة النصرة مساء الأربعاء علي جرود بلدة الفاكهة البقاعية، بعد العملية الاستباقية التي نفذها حزب الله مساء الثلاثاء بعد كشفه لمخطط كان يعده عناصر جبهة النصرة المحاصرين في جبال القلمون من اجل اقتحام بعض القري الشيعية في البقاع . وأكد الموقع أن «المعارك الطاحنة في جرود بلدة الفاكهة، أسفرت عن شهيدين لحزب الله وعشرات القتلي في صفوف جبهة النصرة وسبعة أسري في قبضة حزب الله بحسب التقارير الاولية . وفي السياق أكدت صحيفة «النهار» نقلاً عن مصدر متابع للمعارك الجارية في القلمون بين المسلحين من جهة، وعناصر حزب الله والجيش السوري من جهة أخري أن «عدد القتلي في صفوف المسلحين فاق الـ40»، مشيرة علي أن حزب الله «اعتمد في هجماته الأخيرة تكتيكاً جديداً بحيث تقدمت عناصره من محاور عدة لفتح جبهات قتالية في آن واحد لم تكن في الحسبان» . وأشارت الصحيفة إلي أن «أعنف المعارك كانت في الجهة الشمالية لجرود القاع والجهة الجنوبية لجرود يونين، واستخدمت فيها جميع انواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ورافقتها غارات للطيران السوري قبل ان تتقدم عناصر الحزب لتسيطر علي تلال اضافية وتقطع معابر مهمة يستخدمها المسلحون في تنقلاتهم، مما أدي الي تضييق الخناق اكثر، وتمكن الحزب من اسر عدد منهم». مؤكدة أن حزب الله «عازم علي استكمال معركته حتي تطهير السلسلة الشرقية المتاخمة للقري اللبنانية من المسلحين الذين يقدر عددهم بالآلاف من جنسيات مختلفة» . بدورها ذكرت صحيفة «السفير» أن حزب الله نسّق مع السلطات السورية عملية عسكرية استباقية ضد تجمعات المجموعات المسلحة لرد خطرها عن القري الحدودية اللبنانية بين عرسال والقاع مرورا بجرود يونين وبريتال، وتمكن من إرجاعها الي الخلف حتي أعالي جرود عرسال، وسيطر علي كل التلال الاستراتيجية المشرفة علي هذه القري من السلسلة الشرقية، بحيث لم تعد تستطيع المجموعات المسلحة ان تشكل أي خطر علي لبنان . ويري المتابعون للمعركة ان أحد أهم أهدافها ايضا رد خطر المجموعات المسلحة عن الداخل اللبناني قدر الإمكان، وتفكيك بنيتها العسكرية الأساسية بالقضاء علي قوتها القتالية النخبوية، بحيث انقطعت سبل التواصل بينها في عدد من المناطق، وانقطع التنسيق الميداني فتعطلت خطط عمليات التفجير في العديد من المناطق، خاصة بعد نجاح القوي العسكرية الأمنية في كشف واعتقال عدد من خلايا الإرهاب في بيروت وبعض المناطق الاخري. وقالت «السفير»: اذا كانت أصداء صفارات الإنذار التي تدوّي في مدن فلسطين المحتلة ضمن أراضي الكيان الصهيوني، وأصداء ما يجري في العراق لم تصل الي لبنان كما ينبغي، فإن صفارات التنظيمات الإرهابية المتلفزة تؤكد ان لبنان لم يعد بمنأي عما يجري في المنطقة من تغيير للموازين والخرائط والحسابات السياسية والاقتصادية، لا سيما النفطية منها، لذلك تكتسب معركة جرود «تنظيف» السلسلة الشرقية أهمية خاصة في منع تكرار سيناريو اجتياح المدن العراقية في لبنان، بما يمثله من ثقل نوعي في عملية الصراع الكبيرة الجارية في المنطقة.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع