رمز الخبر: 358014
تأريخ النشر: 20 June 2014 - 00:00

العروسة اليقظة للشهادة؛ غريقة في الورود

نويد شاهد: السيدة محبوبة رمز مجموعة من التضحيات التي نشهدها اليوم قليلاً جدّاً. الحياة الإستهلاكية و الإسراف و عدم الإهتمام إلي مشاكل الآخرين هي التي ضحي شهدائنا بأنفسهم لإزالتها.


النص التالي هو ما جاء في الشهرية الثقافية-التاريخية «شاهد ياران» التي تطرق في عدد من نشرها إلي «النساء الشهيدة» و تروي فيها عن محبوبة أشتياني التي إستشهدت في كارثة 17 شهريور. طالبة في مدرسة «رفاه» الشهيدة محبوبة أشتياني إحدي الشهداء التي إستشهد يوم 17 من شهر شهريور سنة 1358 ه.ش (1978). إنها إلتحقت بالمناضلين الإيرانية ضد نظام الشاه البائد بوصفها مسلمة و مناضلة فإستشهد في المظاهرة الـي شاركت فيها ضد النظام. ولدت محبوبة في أسرة مسلمة و دينية و كان أبوها رجل الدين و إستشهد في واقعة إفنجار مكتب حزب الجمهورية الإسلامية. كان الشهيد يحب تربية ولدته إسلامياً فلذلك كان يرسلها إلي مدارس كانت لها وجهة نضالية و دينية و مدرسة «رفاه» كانت من أحدي المدارس. كانت المدرسة قاعدة لنضالات شخصيات كالشهيد بهشتي و الشهيد رجائي و آية الله رفسنجاني لذلك تسعي المدرسة لإستخدام المعلمين المناضلين للوصول إلي أهدافه النضالية. كانت شهادتها مفاجئة كانت تقول إحدي أصدقائه في وصف خصائصه الأخلاقية:« كانت شهادتها مفاجئة. عقيدتها و آرائها كانت تختلف مع آلاخرين و تحلل القضايا و الأحداث بشكل ترون بأنها ليست طالبة فقط بل محللة تفهم القضايا بالكامل. إنها كانت لا تقول إلا الحقّ لا تفدي الحقيقة للمصلحة». محبوبة رمزة للشباب و قدوتهم يقول مسعود أخ الشهيدة في وصف أخته:« إن أريد أن أعرف بالمحبوبة في كلمات؛ هي كانت باحثة عن الحقيقة و لا تخضع للإقناع سريعاً و كانت صلبة في الكشف عن الحقيقة. برأيي أنّ محبوبة كانت رمزة للشباب و قدوتهم في تلك الأيام. إنّ الشباب كانوا تحسون بإستطاعتهم تغيير العالم و كانوا يصوّرون أن المعلومات البشرية قد جمعت في الكنوز و يزعمون أن يسعدون مع الإهتمام إلي هذه الكنوز فلذلك ما واجهوا مع الردود و الشكوك التي تواجهها الشباب في عالمنا اليوم. هذا التصور كان يهدي الشباب إلي أن يركّزوا علي أهدافهم و عندما يصلون إلي الهدف يرون أنه ليس ما كان يروجونه فيصيبون باليأس». كانت الشهيدة تطالع في الإسلام و الدين و كانت تحادث مع أصدقائه في الإسلام و يقرأن نهج البلاغة و يبحثن عن الإسلام. كانت تذهب إلي جنوب المدينة و تتحدث مع الطلبة و الأطفال هناك و يعايش معها و ترجع إلي البيت مغموماً مهموماً و تقول إلي أمّه:« يا أمّي ما لهذه الحياة التي تعيشها البعض في الرفاه و الغناء و تعيشها البعض في القفر و المسكنة. علينا أن نقوم بعمل». النوم العجيب للأم؛ وردتي الحمراة في روضة الزهراء (مرقد الشهداء) رأيت في النوم إني ذهبت إلي مدرسة حتي أسجّل إسمي للدراسة و رفضت السيدة التي كانت تقوم بالتسجيل و كلما أصررت كانت فاشلة. بعد الإلحاح فتحت باباً فقالت:«أنظري». نظرت. كانت حديقة جميلة بالورود الحمراء و عندما ذهبت إلي روضة الزهراء (مرقد الشهداء) رأيت تلك الحديقة بالورود الحمراء التي كانت قد نمن إلي جانب وردتي الحمراء في التراب. شخصية مؤثرة و حنونة و رؤوفة كانت تقول أحدي صديقاته: كانت إناقتها و حنانتها مثالية و قدوة للآخرين و كانت تحتفظ بإناقته في النضالات و حنونة إلي حد عندما تصافح أحد كأنها تعرفه لسنوات طويلة. صباح يوم 17 شهريور؛ أرعشت صوتها بدني لبست صباح يوم 17 شهريور الساعة السادسة ثوبا أزرق و غطاء الرأس و جلباباً فقالت:« أمي! أذهب للمشاركة في المظاهرة» قلت:«لا تأكل شيئا؟» قالت:«لا أشتهي» فقبّلني و قال بصوت حنون:« أمي! إن أستشهد لا تحزن». عندما كانت تريد الخروج من البيت رجعت و ألقت نظرة إلي و كانت في نظرته شيئا تخوّفني و أرعشت بدني كأنها تودّعني. ما قدّمت الحكومة الجثة إلينا كانت الجنود يجولون علي الجثث و لا يسمحون لأحد أن تذهب بجثة قتيله. ذهبت إلي مركز مراقبة الجثث فبكيت كثيرة قلت للرجل الحارث أريد أن أري جثة إبنتي فشفق الرجل فقال لي: تعالي و أنظري ربّما تكون جثة إبنتك». ذهبت فرأيت جثة إبنتي التي قد نامت علي السرير و أصابت الرصاص علي قلبها.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع