رمز الخبر: 205796
تأريخ النشر: 25 April 2013 - 00:00

معجزة تصادم وتحطم الطائرات في صحراء طبس الإيرانية

بعد مرور اكثر من ربع قرن علي فشل عملية مخلب النسر في صحراء طبس الايرانية والفشل الامريكي الذريع لتحرير رهائن السفارة





قبل ربع قرن من الآن، في 24 أبريل 1980، انهارت العملية الأميركية السرية في إيران التي كانت تهدف الي إنقاذ 53 رهينة محتجزين في السفارة الاميركية بطهران لتنتهي بكارثة علي مهبط طائرات مؤقت وسط الصحراء الإيرانية وكان الفشل العلني المحرج لهذه الغارة التي أطلق عليها اسم عملية «مخلب النسر» وصمة عار لإدارة كارتر ولقواتنا المسلحة أيضاً التي كانت لاتزال تناضل للنهوض علي قدميها مجدداً في أعقاب الهزيمة النكراء التي لحقت بها في فيتنام قبل ذلك بخمس سنوات فقط. فبعد احتلال السفارة الأميركية من قبل الطلاب الإيرانين حاولت أميركا بمختلف السبل دفع إيران للتراجع عن موقفها، فقامت، ومن يدور في فلكها، بفرض الحصار الاقتصادي والسياسي رسمياً علي إيران، وابتدأت الجماهير مرحلة مواجهة الحصار الاقتصادي والسياسي مستلهمة بيانات وتوجيهات الإمام الخميني، دون ان تفكر في الاستسلام. وفشلت عملية اطلاق سراح الرهائن الأميركان بعد تحطم الطائرات الاميركية في صحراء طبس، في حادثة اعجازية مدهشة. ففي الرابع والعشرين من نيسان 1980م قامت ست طائرات سمتيه بالهبوط في إحدي القواعد الأميركية السابقة في صحراء طبس شرقي إيران، وقد وقعت هذه الحادثة خلال رئاسة أبو الحسن بني صدر. وكان مقرراً أن تقوم الطائرات ـ بعد التزود بالوقود والتحاق ثمان سمتيات ميدانية ـ بالتوجه إلي طهران، لقصف منزل الإمام الخميني والمراكز الهامة الأخري بالتعاون مع بعض العملاء لإطلاق سراح الرهائن غير أن عاصفة مفاجئة هبت في الصحراء فارتطمت أحداهما بأخري فانفجرت جراء ذلك مروحية من طراز «آر إتش - 53» تابعة لمشاة البحرية وطائرة حربية من طراز «إي سي - 130» تابعة لسلاح الجو علي الأرض مما أجبر الطائرات المتبقية إلي الهبوط الاضطراري في الصحراء نتيجة لهذا الحادث ولسوء الأحوال الجوية. وبتنفيذ هذه الغارة، أتيح للعالم أيضاً إلقاء نظرته الأولي علي قوة العمليات الخاصة الأميركية التي كانت محاطة بأقصي درجات السرية وعلي قائدها المؤسس الاسطوري الكولونيل تشارلي بيكويث، المحارب المخضرم من الوحدات الخاصة والفرقة المجوقلة 101 والذي خدم لفترتين متعاقبتين في فيتنام. أعلن كارتر بنفسه عن فشل العملية وتحمل المسؤولية كاملة، كما كان ينبغي له ان يفعل. وكان كارتر قد أدار العملية بكل تفاصيلها من البيت الأبيض وانحني أمام الضغوط من فروع القوات المسلحة كافة للقيام بعمل جسور يمجّد أميركا. ولم تكن قوات بيكويث تملك وسائل نقل خاصة بها، ولذلك تعهد سلاح الجو بنقل الجنود الي منطقة الانطلاق وإعادة التزود بالوقود وسط الصحراء الإيرانية علي متن طائرتي نقل ذات محركات مروحية طوربينية من طراز «سي - 130» في حين كلفت مروحيات من سلاح مشاة البحرية «المارينز» بنقل جنود قوة العمليات الخاصة «دلتا» من المهبط الجوي المؤقت في الصحراء الي طهران، ودخلت هذه المروحيات الأجواء الإيرانية قادمة من البحر. واضطر المشرفون علي العملية إلي تجميع طواقم المروحيات علي عجالة وبطريقة خرقاء مستخدمين طيارين من المارينز والاسطول البحري وسلاح الجو بعد ان اكتشفوا في الدقيقة الأخيرة ان بعض طياري المارينز يفتقرون للمهارات اللازمة للقيام بمثل هذه المهمة. وكان عدد من عناصر وعملاء القوة «دلتا» قد تسللوا إلي داخل الاراضي الإيرانية للمساعدة في تنفيذ الهجوم لانقاذ الرهائن الأميركيين الـ 53 وجميعهم من الدبلوماسيين والحراس المارينز - الذين احتجزوا عندما استولي حشد من الايرانيين علي السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر 1979. ونظم بيكويث ومؤيدوه في البنتاغون، حملة ضغط للقيام بمهمة انقاذ خاصة ينفذها خبراء من قوة دلتا متخصصون في مهام تحرير الرهائن، وكان قد بدأ بالتخطيط لعملية الانقاذ بعد ساعات من احتجاز الرهائن الاميركيين. لكن كل ذلك التخطيط انهار بصورة كارثية في موقع الإنزال بالصحراء الإيرانية. وأمام مشهد اشتعال الطائرتين المتصادمتين علي المهبط السري، ولم يكن أمام الجنود وطواقم الملاحة سوي حزم معداتهم والخروج بأسرع ما يمكن علي متن طائرات «سي - 130» المتبقية. وأصدرت لهم الأوامر بتدمير المروحيات المتبقية علي المهبط، لكن وسط حالة الإرباك الشديدة لم يتم تنفيذ هذه الأوامر. ووقعت الخطط السرية في أيدي الإيرانيين، وبالكاد استطاع العملاء المتعاونون مع الولايات المتحدة في طهران الفرار. ويقول البعض ان هذا الفشل الذريع شلّ الإدارة الأميركية في حينها وكان السبب المباشر لهزيمة كارتر أمام رونالد ريغان في انتخابات نوفمبر التالي. وفي النهاية قام الإيرانيون بتحرير الرهائن في يوم تقليد ريغان مراسم السلطة بعد مضي 444 يوماً علي احتجازهم. ولم تمض فترة طويلة بعد ذلك حتي تقاعد بيكويث بهدوء من الجيش. ولم يحاول قط إلقاء اللوم علي كارتر في حينها أو في أي وقت لاحق. ومات بيكويث قبل حوالي 15 عاماً، وهو علي قناعة بأن الجزء الأكبر من اللوم يقع علي التنافس الداخلي بين فروع القوات المسلحة المختلفة. وولد من ثنايا هذا الفشل تصميم تام من قبل بعض الأعضاء المتنفذين في الكونغرس، إلي جانب أولئك الذين كانوا يمنحون ثقتهم ودعمهم من دون تردد لوحدات العمليات الخاصة الصغيرة، تصميم علي أن ما حدث لن يتكرر، واصرار علي ضرورة ايجاد قيادة مصممة لضمان نجاح مثل هذه المهام السرية، علي أن تكون تلك القيادة مكتفية ذاتياً في كل شيء بما في ذلك احتياجاتها من الطائرات والمروحيات والطيارين. وولدت بالفعل قيادة من هذا النوع، برغم المعارضة المتعنتة من قبل الكونغرس، وهي تعرف اليوم بـ «قيادة العمليات الخاصة الأميركية» ويقع مقرها في قاعدة ماكويل الجوية بولاية فلوريدا ولقد أصبحت مستقلة بذاتها تحت إمرة ضابط كبير مخضرم ـ برتبة جنرال أو أدميرال ـ منذ أحداث 11 سبتمبر. أحد الصحفيين الأمريكان يروي قصة الحادثة وهو في العاصمة طهران . قال أحد الموظفين من حاملي الجنسية الأمريكية والعاملين في أرامكو أنه أبان الأزمة الأمريكية الإيرانية (أي أيام احتجاز الأمريكان) كان الأمريكيون يكرهون الشيعة، وكان أحدهم موجود في بناية الأكسبك في الظهران يعلن ذلك علي الملأ. ذهب هذا الرجل إلي إجازة وفي حينها حصلت واقعة طبس. عندما عاد أخذ يقبل أيادي الشيعة ويعتذر عن ما بدر منه تجاههم . فقالوا له لماذا؟ فقال إن صديقتي صحفية وكانت من ضمن البعثة المرافقة لفك أسر الرهائن. قالت له رأيت بأم عيني بلحظات قبل قيام القيامة شيخ يلبس العمامة السوداء يدعو بين السماء والأرض، ولم تكن إلا لحظة وانقلب السحر علي الساحر. الحمد لله الذي أبقي علي حياة البعض منهم (والفضل ما شهدت به الأعداء) ليرووا القصة ويكونوا شهداء. المصدر:http://www.saronline.org/forum/showthread.php?t=11980
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع